العدد 3403 - السبت 31 ديسمبر 2011م الموافق 06 صفر 1433هـ

ثروة الدول الصاعدة تهدد مكانة كرة القدم في أوروبا

تتحول الثروات على الصعيد العالمي نحو الجنوب والشرق ويبدو أن أفضل لاعبي كرة القدم في العالم يقتفون اثر تلك الثروات. وشق نيكولا انيلكا طريقه من تشلسي وهو احد أندية القمة في الدوري الانجليزي الممتاز إلى شنغهاي. وتوجه صامويل ايتو إلى إقليم شمال القوقاز الواقع في روسيا بعد ان كان نجما ساطعا في إنتر ميلان الايطالي وبرشلونة الاسباني وواحدا من أفضل من تلاعبوا بالكرة في استادات أوروبا الغربية.

فهل هذا يمثل مؤشرا جديدا على تراجع العالم القديم؟ الأمر يبدو هكذا إلى حد ما. فالقوى الجديدة المتمثلة في البرازيل وروسيا والهند والصين في صعود مستمر. إلا أن التحول الى صعيد القوة الاقتصادية لم يجرد أوروبا من مكانتها باعتبارها حاضنة منافسات الأبطال. ويعد انيلكا لاعبا جيدا للغاية فيما يعد ايتو وهو مهاجم كاميروني سريعا للغاية نال جائزة أفضل لاعب إفريقي 4 مرات واحدا من عظماء الرياضة في العصر الحديث. وقد باع إنتر ميلان الايطالي ايتو كرد فعل مزعج لازمات مالية أوسع وذلك بهدف المساعدة على الحد من مشكلات العجز في الميزانية. إلا أن النقطة المحورية هنا هي إن انيلكا وايتو قد تجاوزا الثلاثين من العمر. وفي هذا السياق فان ما يتردد من شائعات عن حصول ايتو على 20 مليون يورو كراتب سنوي من ناديه الجديد يمثل عرضا سخيا للغاية. فهذا سيجعله واحدا من أعلى اللاعبين دخلا في العالم.

إلا أن النجوم الجدد لا يزالون يفضلون الدوريات الأكثر تنافسية. في اسبانيا وانجلترا وايطاليا وألمانيا وفرنسا. وفقا لهذا الترتيب تحديدا. وحتى تستطيع الدول الصاعدة إقامة دوريات تعد مثار حسد من قبل بقية الدول العالم بأسره فان الأموال ستقف عند حدود شراء نجوم تتراجع قدراتهم أو تبدو على وشك التراجع.

وتمتلك أوروبا إرثا يتمثل في المال (الذي لا يزال حاضرا) والحياة الصاخبة التي تجذب المواهب الشابة. ومن بين مجموعة الدول الأربع التي ذكرناها توجد البرازيل التي تمثل موردا غنيا للمواهب. وخلال الموسم الممتد من العام 2010 إلى 2011 امتلكت البرازيل 123 لاعبا في الدوريات الخمسة الكبيرة في أوروبا. وقدمت الأرجنتين 106 لاعبين فيما قدمت أوروغواي 37 لاعبا. ويمثل تصدير اللاعبين من أصل محلي مصدر دخل هام لأندية أميركا اللاتينية.

إلا أن مسار التدفق ربما يتغير إذا ما امتلكت البرازيل والأرجنتين المزيد من رجال الأعمال الأثرياء الذين يستطيعون ليس فقط تشكيل فرق متميزة على الصعيد المحلي بل تشكيل دوريات متميزة تنافس أفضل الدوريات في أوروبا. وإذا ما تم تقديم أفضل كرة قدم في العالم في شنغهاي وساو باولو فان هذا يعني أن النسق الاقتصادي العالمي قد تغير بالفعل. والى الآن فان بإمكان مشجعي كرة القدم في أوروبا أن يستريحوا بسهولة على الأرائك من دون أن يشعروا بالانزعاج

العدد 3403 - السبت 31 ديسمبر 2011م الموافق 06 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً