المشاركة في دورة الألعاب العربية التي اختتمت حديثا في العاصمة القطرية الدوحة تعتبر مشاركة ناجحة في المجل بالنظر لعدد الميداليات الملونة والذهبية وخصوصاً التي حققتها البعثة مقارنة بالمشاركات السابقة، مما يجعل المشاركة في خانة المشاركة التاريخية وما يزيد من تاريخية المشاركة تتويج منتخب كرة القدم بالميدالية الذهبية.
لا أظن أحدا يختلف في وصف المشاركة بالتاريخية وعلى رغم ذلك لابد من دراسة واقع المشاركة دراسة علمية وواقعية من جميع الجوانب من أجل المستقبل، فهناك ألعاب جاءت نتائج إيجابية أكثر مما كان متوقعا منها ككرة القدم والرماية على سبيل المثال، وهناك ألعاب حققت نتائج مخيبة وقدمت مستويات خارج المألوف منها ككرة اليد والطائرة، وبالتالي فإن المحصلة الإجمالية لا تلغي التفاصيل السلبية.
ليس ببعيد أيام هذه، كانت القاعدة المعمول بها تجاه المنتخبات الوطنية «انحت أيها الاتحاد في الصخر وحقق إنجازا وبعد ذلك طالب»، وهذه القاعدة في قناعتي لم تكن شاملة لعبة كرة القدم التي حصلت على دعم معنوي ومادي غير مسبوق، واليوم أتصور بأن الظروف أفضل على مستوى الموازنة الخاصة بالاتحادات الرياضية أو الموازنة الاستثنائية لما يخص المعسكرات الخارجية والمشاركة في البطولات، وألتمس أنا كصحافي متخصص في لعبة كرة اليد ذلك بكل أمانة، ومازلت أطالب بالمزيد لدعم برامج الاتحادات.
أعتقد بأن شعورا من الرضا يساور الرياضيين في الوقت الحالي بعد إقرار اللائحة التنفيذية للمكافآت ما يجعل الجميع مطمئنا بأن إنجازه محل تقدير ومساو في المقدار ما يحصل عليه اللاعب المنجز في لعبة أخرى، وإن كانت هناك فوارق فهي بسيطة جدا، ومثال على ذلك، كل لاعب في منتخب كرة القدم سيحصل على مكافأة تقدر بـ 2000 دينار حاله حال لاعب زملاء يوسف فلاح في البولنج وحبيب صباح ومن معه في البليارد وعبدالرحيم عبدالله صادق في الشراع ورفيقات عزة القاسمي في الرماية بالإضافة لمن حقق الذهب في أم الألعاب.
أتصور بأننا بحاجة لما يشبه دور (ديوان الرقابة المالية) تحت مسمى (ديوان الرقابة الرياضية) بحيث يكون تحت مظلة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، مهمته تقييم وتقويم المشاركات الخارجية على مستوى المنتخبات والأندية الوطنية من كل الجوانب، ويشكل من أفراد لديهم الخبرة الإدارية الرياضية والفنية ولا صفة رسمية لها في الجهات الرياضية الرسمية (اللجنة الأولمبية والمؤسسة العامة)، وتعرض نتائج التقييم في الصحافة كـ (البلاوي الزرقة) التي نشرها ديوان الرقابة المالية بشأن الوزارات والهيئات والشركات الحكومية.
عموماً، دفن السلبيات التي يعيشها واقعنا الرياضية تحت التراب من دون إيجاد حلول مستقبلية تضمن تفاديها في المستقبل يعني البناء على أساس غير قوي، ومعنى ذلك أن هذا البناء في أي لحظة من اللحظات سيتصدع وبعد ذلك قد يكون الترميم ليس حلا بل البناء من جديد هو الحل الأمثل، ورياضتنا مازالت متأخرة عن الركب المحيط ولا مجال للتأخر أكثر، فأمام الدعم المضاعف الذي يقدم للرياضة في الوقت الحالي والمتوقع زيادته في المستقبل القريب والحديث عن قدرة البحرين على استضافة حدث كدورة الألعاب العربية بعد العام 2016، ليس هناك مجال إلا التخطيط السليم وتقويم الأخطاء أولا بأول.
خلال أكثر من 6 سنوات عمل في مجال الصحافة، هناك من الشخصيات الرياضية التي عرفتها من أعتبر معرفتها مكسبا، لأنها باختصار قمة في الأخلاق والأدب، ومن هذه الشخصيات المغفور له بإذن الله تعالى حارس النادي الأهلي خالد عباس.. (الفاتحة لروحه)
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3401 - الخميس 29 ديسمبر 2011م الموافق 04 صفر 1433هـ