لم يكن أمرَّ على المواطن البسيط من الأشهر التي مضت، حين كان كل شيء مشوشاً ومقلوباً، وكانت الكلمات تضيع وسط ثورة الكذب المصطنع، وحقيقة الصوت الواحد، لم يكن أمر على الناس في أمرها من صوتها المخنوق داخل حناجرها، وأنينها المكبوت خشية انتقام، وشأنها الذي تتحدث به كل البشر إلا هي، الأشهر التي مضت مثقلةً برائحة الموت، مليئةً بسعار الانتقام، محفوفةً بخطر الصدفة حين تأخذك مسجوناً أو مقتولاً أو ممسوح الكرامة في لحظة طيش إنسان، اشهر مضت استبيح فيها كل شيء، بدءاً بالإنسان وانتهاء بكل تفاصيله الصغيرة، صمتت في تلك الأشهر الناس جميعاً، اختارت مجبرةً أن يكون الصمت هو خيارها واختيارها، فيه موتها وحياتها، وكانت تكتفي بالصراخ في الظلام، كأعجز ما يكون الإنسان، كانوا يصرخون في الظلام «الله اكبر... الله اكبر» يريدون ان يذكروا انفسهم ان فوق كل هذا هناك من هو اكبر، هناك من هو اقدر، وأن هناك من يرانا ويعلم بأمرنا ومشتكانا، لكن الأهم ان هناك من هو اكبر.
تلك الأشهر ستحفر في ذاكرة تاريخنا الإنساني وليس الوطني فقط، التاريخ الذي ستتناقله الأجيال القادمة طويلاً، حين كان الخوف يرسم تفاصيل الأيام، لن تتخطى هذه الحوادث ذاكرة البشر، ولن تتخطاها كذلك ذاكرة المكان، وستذكر شوارعنا طويلاً وقع المصفحات وهي تمشي فوقها، تلك الآليات التي لم تختبر شوارع هذه الجزيرة يوماً ألم وقعها فوق تربتها التي لم تعرف إلا الحب، لكنها ستذكر مرغمةً كل تلك التفاصيل واكثر، وربما تدونها في كتب تاريخها الحديث، الذي وثق للإنسان ان يكون في هذه الفترة آخر ما يمكن الاهتمام له، أو الانتباه لوجوده، أو السعي لصون حقوقه، وبذل الجهد من اجل حفظ شيء من كرامته.
واقعنا الذي عايشناه جميعاً، فرض علينا صورة بلونٍ واحد، وقصة من زاوية وحيدة، وصوت يتيم هو الذي فرض نفسه كصاحب الامتياز في طرح الحقائق، هذه السيناريوهات التي قدمت للشعب وكأنها قرآنٌ منزل، لا يكذب ولا يتجمل، لا يستنقص من الحقيقة ولا يستعديها، بل يطرحها كما هي وعليهم تقبلها والأخذ بها بل وتصديقها متناسين انها قصة الصوت الواحد، هذا التعاطي الإعلامي الفاسد مع الحوادث التي مرت قدمت صوراً مشوهة عن حقيقة ما حدث، تلك الصور التي هشمها «تقرير بسيوني» حين أعاد رسم الحوادث مجدداً، كجهة محايدة معينة من قبل قمة الهرم في البلد، ما يجعل يد المعارضة عصية على التدخل في مجرى قراءته للأحداث.
الآن وبعد ان حصحص الحق، ووضحت الصور التي رسمت مشوهة، وتعمدت بعض الجهات طمس معالمها وخلق أخرى لا تمت إلى الواقع بصلة لتكون محلها، راغبةً مع سبق الإصرار على تضليل الرأي، وتسببوا بتشويش فئة على أخرى، وأدخلوا البعض في ثورة الرعب على وطنه ان يشارك في استعداء إخوانه في الأرض والوطن، والسعي لفصلهم وتجويعهم واعتبارهم خونة وهو ما فنده «تقرير بسيوني» على جميع المستويات بل ورفض الإفراج عنهم أو وقف محاكماتهم، الآن وبعد ان ظهرت الحقيقة جليةً واضحة للعيان أما آن الأوان للاعتذار للشعب بشقيه الموالي والمعارض على هذا التضليل المتعمد؟
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3400 - الأربعاء 28 ديسمبر 2011م الموافق 03 صفر 1433هـ
شكرا لك
و يعجز السان عن شكرك
لايضيع البلد
لم يكن ماسبق مشكلتنا الكبرى ولكن استمرار هذا الحال حتى بعد انكشاف الغطاء للكل و استمرار نكرانه و الالتفاف علية يشعرنا ان الجميع يعلمون اخواننا في الوطن يعلمون كل ذلك فاين المفر من الحساب لاعفى الله عما سلف
هناك ملفات ملأت وختمت ورحلت ليوم الحساب
ملفات الذين رحلوا الى ربّ العزة والجلال تحمل في طياتها ظلامات كثيرة وكبيرة ونتمنى ان لا تلحقها
ملفات أخرى فالنهر جار ويحمل في جريانه الكثير
من الامور. لا زالت بعض الملفات باقية تملأ بسيئات
وتحتمل أوزارا على ظهور اصحابها لن يقووا على حملها
ما يستطيع المرء تغطيته وفبركته هنا يظهر جليا
هناك ويكون الشواهد في في القضية جوارح بني آدم
كلما أراد ان ينكر او يتنكر كما فعل في الدنيا قيل
للسانه اخرس وتكلمي يا جوارح وقولي ماذا فعلتي
فيقول واحسرتاه ولا ينفع التحسر والندم
آه واظلماه
شكرًا على المقال المميز\\r\\nواقع يكتب لنا عمق وحجم المظلومية التي عاشها هذا الشعب\\r\\nولكن لن نشكوا لكم ولا احد سوى ذلك الذي يعلم ما يختلجنا من قهر وضيم
لذلك يحق لنا ان نرفع أصواتنا
آه ثم آه واظلماه
سوف ينتقم الله من كل ظالم
مااطول ليل الظلم ,,حينما يجافي النوم جفون
المظلوم.....
مااقسى ظلم الظالمين,عندما يطعن ظلمهم براءة
الطيبه.....
مااحر دمعة البرئ,, وحيدا في وسط الليل من
جبروت مخلوق لايخاف الخاالق....
مااقــــــــــوى دعوة مظلوم ,, ليس له سوى الله
اقوى من كل قوي.. وفوق كل جبار...
دعـــــــــوة ليس بينها وبين الله حجاب....
وسوف ينتقم الله من كل ظالــــــــــــــــم
اي اعتذار!!!
آن الأوان للاعتذار أي اعتذار يا اختي الكريمة ايعقل اعتذار لام او زوجة او اخت او ابنة شهيد قطع ورضت ضلوعه بسيارات الشرطة، ايعتذر لعائلة جوعت لمدة تزيد عن 9 شهور، ايعتذر لمن سجن وعذب وقتل في السجن لغير وجه حق - ان الله يقول زوال السموات والارض اهون على الله من قطرة دم حرام قطرة دم قما بالك بدماء سفكت
شكرا للأخت العزيزة..
يكفينا تبيان الحقائق من قبل الأقلام الصادقة الحرة . فقط ليعتبروا ويروا ماذا صنعوا بنا، إعتذارهم وإن كان لايكفي إلا أنهم سيكابروا ولكن الله في الوجود وطما ذكرت سنبقى نهتف الله أكبر
جيفري
لما يحس الشخص إنه في موقف قوة ضد الطرف الثاني هل راح يقدم الاعتذار
هل من سامع؟؟
شكرا على طرحكم المتزن. لكن هل تجد هذه النداءات أذن صاغية ؟ بل طبع الله إلى قلوبهم