يستوقفنا إنجاز منتخبنا الوطني لكرة القدم في الدورة العربية واحتلاله صدارة الترتيب بين عمالقة الكرة فيها، وعن الطريق الذي جاء منه هذا الإنجاز.
المشاهد الخارجي عندما شاهد الأداء الرفيع الذي قدمه المنتخب في بطولة الدوحة، تبادر في ذهنه سريعاً أن هؤلاء اللاعبين يلعبون في إحدى البطولات الشيقة والقوية في الوطن العربي، ويمارسون نشاطاتهم في أفضل المنشآت الرياضية النموذجية لممارسة كرة قدم صحيحة.
ما يجعلنا نخوض غمار هذا الموضوع هو إحساسنا بأن الإنجاز هذا يحتاج إلى دراسة واعية ودعم قوي وخطة مستقبلية للحفاظ على هذه المرتبة التي وصل إليها المنتخب، فهؤلاء اللاعبون سيكونون مع الفريق طوال السنوات المقبلة وسيقدمون العطاء الذي يواصلون من خلاله رفع التصنيف الشهري للفيفا، إلا أن ذلك لن يطول إلى الأبد كما يحدث في منتخب البرازيل، ذلك أن المنتخب سيظل بحاجة إلى مصنع يصنع لاعبين جددا يعتمد عليهم في المستقبل، ولن يتحقق هذا إلا عندما تكتمل الصورة التي تعتبر في الوقت الحالي غير مكتملة، فإنجاز من دون منشآت للتدريب واللعب الجيد، ومن دون دوري قوي يبرز فيه أكثر اللاعبين المتألقين، ومن دون إعطاء الفرصة لابن البلد لإظهار معدنه الأصيل وقدراته وإمكاناته، سنكون خارج الساحة بعد سنوات، وسنرجع إلى الوراء، وسنندب حظنا العاثر على هذا الإنجاز بعدما وصلنا إلى مراتب الشهرة والتألق.
مجموعة كبيرة من المتطلبات التي يجب على الاتحاد أن يوفرها ليستمر هذا المنتخب في تقديم صورته الجديدة، أهمها حاليا المحافظة على الجهاز الفني بقيادة الإنجليزي تايلور، الذي يقدم حاليا صورة طيبة مع المنتخب، تعيدنا قليلا من الحالة التي كان عليها المنتخب مع ستريشكو، حتى يمكننا القول بأنه يفضل -من وجهة نظري- تقديم المنتخب الأولمبي إلى المدرب ذاته، في المرحلة الهامة التي يعيشها المنتخب للتأهل لأولمبياد لندن، سيما وأن غالبية اللاعبين الذين حققوا إنجازين فريدين للبلد في غضون شهرين فقط، قدموا أنفسهم بشكل كبير مع تايلور، عنه مع الوطني سلمان شريدة.
لا نقول بأن المدرب تايلور هو الأفضل للكرة البحرينية، ليس لقيادته المنتخب للحصول على ذهبيتين الألعاب الخليجية والعربية، لكنه الأفضل على الأقل في هذه المرحلة، وما يظهره من رغبة في تكوين فريق شاب جديد، يخلف الفريق الذهبي، يجعله مختلفا تماما عمن سبقوه من المدربين الذين كانت تهمهم تحقيق الإنجازات والنتائج.
هذا الإنجاز أثبت بما لا يدع مجالا من الشك أنّ الإنجاز الوطني الذي تحقق، جعل كل مواطن يدخل في دوامة من الفرح الطويل، وخصوصا إذا ما عرفنا أنّ الإنجاز جاء بأيدٍ وطنية، كما هو في 2004، جاء من دون سياسة «الأستيراد».
مَنْ يرى الفرحة التي كان عليها الاستقبال في مطار البحرين والملعب الوطني، يتذكّر الأيام الخوالي التي كان عليها منتخب كرة القدم أيام كأس آسيا في الصين العام 2004 وفيها كان الجميع في مقدّمة مستقبلي الأبطال، لتعود لنا الفرحة من جديد بعد غياب طويل.
أثبت هؤلاء الأبطال أنه لا مجال لنا أنْ نفكّر في ما يسمّى بـ «الأستيراد» الرياضي من أجل الوصول إلى القمّة؛ لأنّ القمّة أصبحت أحلى وأزهى عندما يكون عليها اللاعب المواطن، الذي على رغم عدم وجود الدعم من بلاده، إلا أنه يجلب يوما بعد يوم الفخر والاعتزاز لأهل هذه البقعة الصغيرة من ساحل البحرين.
أمور كثير تتطلب من الاتحاد واللجنة الأولمبية والدولة أن تحققها، ليمكن من خلالها المحافظة على هذا المنتخب وعلى هذا الإنجاز، لعله يعيد ذكريات الجيل الذهبي لمنتخب 2004
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3399 - الثلثاء 27 ديسمبر 2011م الموافق 02 صفر 1433هـ
اين الخلل في منتخبنا الاولمبي ؟!!
اشد على يد الكاتب المبدع محمد مهدي واقول مقالك جميل وافكارك رائعة نعم يجب ان نمعن الفكر حول المستوى الرائع الذي يقدمه لاعبي منتخبنا مع تايلور ومايقدمه نفس اللاعبين مع شريده هل هو خلل في اللاعبين !! ، من وجهة نظري لا اعتقد ذلك ، فعلى الاتحاد إعادة النظر في هذا الخلل قبل ان يصبح خروج منتخبنا الاولمبي من تصفيات لندن مؤكدا !! ، والله من وراء القصد .
مبروك
مبررررررررررروك وبالتوفيق