أعود لحديث بدأته بالأمس عن مشاركتنا في دورة الألعاب العربية الدوحة 2011 وهي الدورة التي تؤكد تواضع مستوى الرياضة العربية وضعف إمكاناتها البدنية والفنية مقارنة بما نشاهده من مستويات راقية في الدورات الأوروبية والعالمية. فالرياضة العربية لا تتقدم بل تتأخر، والدليل أن المنتخبات العربية كلها عجزت عن تحقيق رقم أو زمن عالمي يستحق الحديث عنه، عدا ظاهرة السباح التونسي أسامة الملولي الذي حقق 15 ميدالية ذهبية في السباحة متفوقا على دول عربية كثيرة، وكانت الطامة الكبرى في الدورة فضيحة تعاطي المنشطات المحرمة التي أكدتها النتائج المخبرية العشوائية بتعاطي 15 لاعبا ولاعبة، كان النصيب الأكبر لرياضة بناء الأجسام (10 لاعبين) ما يدل على ضعف الاتحاد العربي المختص وعدم أهليته للحفاظ على حياة اللاعبين أو سمعة الرياضة في وطننا العربي!
أما مفاجأة الدورة بالنسبة إلي فقد تمثلت في تصريحات الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية التي انتقد فيها تنظيم هذه الدورة العربية التي تقام على أرض شقيقة، واتهامه اللجنة المنظمة بتسمم اللاعبين البحرينيين، وهو الاتهام الذي لم يذكره الوفد الإعلامي المرافق في رسائله اليومية، ونفاه هرم الرياضة البحرينية النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ عيسى بن راشد في لقاء مع صحيفة «الوطن» القطرية، وهو الشخصية الملمة جيدا بأصول برتوكولات التعاون الخليجي ومدركا لأهمية النقد البناء بدلا من النقد الذي قد يخلق للبحرين مشكلات مع دولة شقيقة!
كما استغربت من الهجوم الذي شنه على مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في احدى مقابلاته مع الوفد الإعلامي حينما اتهمهم بوجود مخالفات إدارية ومالية، هو في تصوري اتهام كبير لا يصح أن يدلي به للصحافة من دون سبب وجيه! واختلف معه حينما انتقد -أيضا- اختيار أحد أعضاء مجلس إدارة اللجنة الأولمبية في عضوية اللجنة التنفيذية لـ «خليجي 21» لأن هذا العضو الذي تم اختياره، تم انتخابه لعضوية مجلس الإدارة من قبل الجمعية العمومية التي هي أعلى سلطة، كما انه ليس موظفا عاملا في الأولمبية!.
وعلى رغم أنني لا اعرف دوافع الهجوم على اتحاد الكرة، إلا أنني اعتبره هجوم في غير محله لأن كرة القدم البحرينية في الآونة الأخيرة حققت نتائج عجزت عن تحقيقها طوال 41 عاما، تمثل في تميزها بتنفيذ 5 مراحل من مشروع الهدف الذي يشرف عليه «الفيفا». وحصد المنتخب الوطني أول إنجاز كروي بفوزه ببطولة دورة الألعاب الخليجية، وتوج عطاءه الكبير بالفوز بلقب بطل العرب في دورة الألعاب العربية، لذلك أقول، نحن -كرجال صحافة- نختلف مع اتحاد الكرة في كثير من الأمور التنظيمية والفنية وننتقد سلبية الجمعيات العمومية في كل الاتحادات الرياضية لان هذا من صميم عملنا، ولكن التصريحات الصحافية بتلك الشاكلة لا يجوز أن تصدر من رجل يعمل في وظيفة أمين عام الجنة الأولمبية البحرينية!
أخيرا أقول، بأن تأهل المنتخبات القطرية لكثير من النهائيات في الدورة، بلاعبين مستوردين سيضر بالرياضة القطرية على المستوى البعيد وسيجيء اليوم الذي يبحثون فيه عن مواهب قطرية في أنديتهم وملاعبهم فلا يجدونها، ورحم الله الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد حينما قال بعد دورة كأس الخليج الثالثة العام 1974 التي أقيمت في الدوحة تعليقا على تجنيس المنتخب القطري عددا من اللاعبين بينهما «فستق ومفتاح» بأنني قادر على تجنيس المنتخب البرازيلي، لكنني لا أنظر إلى الفوز بالبطولة اليوم ولكن أنظر إلى المستقبل. لذلك صدقت نظرته الواقعية، فتأهلت الكرة السعودية بعد ذلك 4 مرات إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم كأكبر محفل عالمي، وبقيت الكرة القطرية تراوح في مكانها دون أن تصل للعالمية أو تفوز ببطولة آسيوية
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ