العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ

%60 من الوفيات على المستوى العالمي بسبب الأمراض غير المعدية

اعتماد الإطار العام للخطة الخليجية الاستراتيجية لمكافحة الأمراض المزمنة

الاجتماع الخليجي الموسع الثاني لمكافحة الأمراض غير المعدية يحذر من ارتفاع مستوى المصابين بهذه الأمراض - تصوير محمد المخرق
الاجتماع الخليجي الموسع الثاني لمكافحة الأمراض غير المعدية يحذر من ارتفاع مستوى المصابين بهذه الأمراض - تصوير محمد المخرق

أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق خوجة أن الأمراض غير المعدية تمثل حوالي 60 في المئة من أسباب الوفيات عالمياًّ.

وذكر خوجة أن هذه المجموعة النَّوعية من الأمراض غير المعدية، وهي تحديداً أمراض القلب الوعائية وداء السكري والسرطان والأمراض التنفسية، تمثل حوالي 60 في المئة من أسباب الوفيات على المستوى العالمي، 80 في المئة منها في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وأوضح، خلال افتتاح الاجتماع الخليجي الموسع الثاني لمكافحة الأمراض غير المعدية الذي عقدته وزارة الصحة أمس الأحد (25 ديسمبر/ كانون الأول 2011) في فندق «K»، أن هذه الأمراض ليست مقتصرة على الدول المتقدمة والغنية كما كان سائداً في الماضي، مشيراً إلى أن هذه الأمراض تشكل حوالي 47 في المئة من عبء الأمراض العالمية.

ولفت خوجة إلى أن الأمراض المزمنة تعد من أحد الأسباب الرئيسية للفقر وإعاقة التنمية الاقتصادية، ما جعل هذه الأمراض مشكلة صحة عامة على المستوى العالمي.

وتحدث خوجة عن المسح الوطني المجرى مؤخراً في كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت طبقاً لبرنامج «مقاربة النهج المتدرج»، مبيناً أن نتائج عوامل الخطورة لهذه المجموعة من الأمراض في دول المجلس تمثلت في أن هناك واحداً من كل خمسة أشخاص مصاب بداء السكري، وواحداً من كل أربعة مصاب بارتفاع ضغط الدم، مع إصابة واحد من كل اثنين بارتفاع الشحوم بالدم، وواحد من كل ثلاثة بآفة التدخين، إضافة إلى إصابة واحد من كل اثنين بالسمنة أو البدانة، وثمانية من كل عشرة بعدم النشاط البدني.

وذكر ن الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة أفادت بأن انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، فنسبة الإصابة بالداء السكري تجاوزت 20 في المئة في العديد من دول المجلس، في حين تجاوزت النسبة نفسها معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر وهي الحالات ذات القابلية للإصابة بالمرض مستقبلاً، مبيناً أن ذلك يعني أن المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسب مرتفعة جدّاً إذا ما قورنت بالدول الأخرى، مؤكداً وجود خمس من دول المجلس ضمن قائمة «أعلى عشر دول في العالم» الصادرة عن الاتحاد العالمي للسكري (IDF) في 2010م.

وأشار خوجة إلى أن الوضع بالنسبة إلى الأمراض القلبية الوعائية التي تمثل أكثر من ثلث أسباب الوفاة مرتفع، إذ أكدت نتائج المسح الخليجي لصحة الأسرة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، تشخيص الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص ذوي الأعمار فوق أربعين عاماً بمعدلات تتراوح بين 20 و45 في المئة.

وفي سياق متصل؛ قال خوجة: «لقد تمت إعادة صياغة الخطط الاستراتيجية والسياسات الوطنية من قبل جميع المعنيين ومن أعلى مستويات متخذي القرار بدول المجلس بما فيها الجهات الصحية، إذ تم وضع واعتماد الإطار العام للخطة الخليجية الاستراتيجية لمكافحة الأمراض غير المعدية 2011 / 2020 في الاجتماع الموسع الأول لمكافحة الأمراض غير المعدية والذي عقد في المنامة مطلع العام الجاري وذلك ضمن مفهوم جديد لمكافحة هذه المجموعة النوعية من الأمراض وبتوصيات فاعلة على طريق التصدي لها وصياغة السياسات الملائمة لتطبيقها ومتابعتها».

وأضاف خوجة أن هذا العام كان عام «مكافحة الأمراض غير المعدية» حيث تفاعل العالم بمختلف الدول ضمن أنشطة وفعاليات ومؤتمرات واجتماعات توجت بحدثين مهمين على المستوى العالمي، وذلك بإصدار «إعلان موسكو» إثر الاجتماع الوزاري المهم الذي عقد تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، وبإصدار «الإعلان السياسي» لاجتماع الجمعية العامة رفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها في نيويورك.

وتابع خوجة: «على المستوى الخليجي؛ وافق قادة دول مجلس التعاون أعضاء المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية 2011 و 2020، إذ قرر في الدورة (32) المنعقدة مؤخراً في الرياض تبني وثيقة المنامة لمكافحة الأمراض غير المعدية الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية (2011 / 2020) المعتمدة من قبل المؤتمر السبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون المنعقد بالدوحة بدولة قطر».

وأضاف أنه تم توجيه وزارات الصحة بدول المجلس إلى وضع خطط تنفيذية لهذه الخطة الاستراتيجية للتصدي لهذه الأمراض بما يكفل توفير العلاج اللازم وإيجاد برامج مدروسة للوقاية من مخاطرها وتوعية المجتمع بهدف خفض معدلات الإصابة بها، كما أن هناك عدة توصيات تم تبنيها.

من جهتها؛ أكدت وكيلة وزارة الصحة عائشة بوعنق أن الأمراض غير المعدية والتي تشمل أمراض القلب والداء السكري والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي أصبحت السبب الرئيسي لأسباب الوفيات حول العالم، حيث تسببت في وفاة 36 مليون شخص في العام 2008.

وأوضحت بوعنق أنه خليجيّاً تتسبب الأمراض القلبية الوعائية في أكثر من ثلث الوفيات بدول المجلس، إذ إن غالبية هذه الوفيات كان من الممكن الوقاية منها، حيث تشترك هذه الأمراض في عوامل اختطار سلوكية مثل استخدام التبغ والتغذية غير الصحية وقلة ممارسة النشاط البدني والتي بدورها تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكلسترول.

وأشارت بوعنق إلى أنه بالإمكان التقليل من عب هذه الأمراض باستخدام تدخلات ذات كلفة قليلة وتطبيق تدخلات وقائية مستدامة للوقاية من عوامل الاختطار.

ونوهت إلى أن مجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون اتخذ العديد من القرارات والمواثيق العامة وذلك من أجل التصدي لهذه الأمراض، مشيرة إلى أن آخر هذه القرارات صدر في يناير/ كانون الثاني الماضي وتم اعتمادها في مايو/ أيار الماضي من قبِل وزراء الصحة لتكون خطة خليجية موحدة للوقاية من الأمراض.

ولفتت بوعنق إلى أن الاجتماع يأتي في مرحلة للتخطيط لمواجهة الأمراض وخصوصاً بعد الإعلان السياسي الصادر عن الاجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي والذي تم الطلب فيه وضع هيكلة عالمية وشاملة للتقييم وإعداد مقترحات لوضع مؤشرات أداء للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها قبل العام 2012.

وأعقب افتتاح الاجتماع الخليجي الموسع الثاني لمكافحة الأمراض غير المعدية مؤتمر صحافي قال فيه مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية علاء الدين العلوان: «تأتي أهمية هذا الاجتماع من أهمية الخروج بموقف محدد لدول مجلس التعاون الخاصة بالوضع العالمي للأمراض المزمنة غير المعدية»، مضيفاً أن المنظمة تعتقد أن هذا المجتمع مهم، لذلك فإنها ستدعمه بالطرق كافة.

من جانبه أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق خوجة أن دول مجلس التعاون تواجه وباء من داء السكري وأمراض القلب والسمنة، مشيراً إلى أن داء السكري يعد مؤشراً خطيراً وخصوصاً أنه يؤدي إلى أمراض أخرى، لافتاً إلى أنه سيتم عقد اجتماع ثان خلال الشهر المقبل للتشاور في الاستراتيجيات والخطط.

من جهتها، أشارت المستشار الإقليمي لمكافحة الأمراض المزمنة ابتهال الريفي إلى أن هناك تعاوناً من تحديث السياسات وذلك بحسب المحور الرئيسي لدول مجلس التعاون، إذ إنهم شاركوا في رفع ظاهرة الأمراض المزمنة للمستوى العالمي، إذ بدأت هذه الخطوة منذ العام 2009.

وأوضحت الريفي أن منظمة الصحة العالمية تعكف الآن على تقوية البرامج الوطنية لمكافحة الأمراض غير المعدية، في مجال التنمية الشاملة

العدد 3397 - الأحد 25 ديسمبر 2011م الموافق 30 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً