العدد 3396 - السبت 24 ديسمبر 2011م الموافق 29 محرم 1433هـ

نائب الرئيس اليمني يدعو إلى هدنة بعد قتل محتجين

دعا نائب الرئيس اليمني الذي يتولى سلطات رئيس الدولة اليوم الاحد أنصار وخصوم علي عبد الله صالح إلى هدنة بعد ان قتلت قوات صالح تسعة من المحتجين المطالبين بمحاكمته على مقتل متظاهرين في الاحتجاجات المطالبة بسقوطه على مدى نحو عام.

 وفتحت قوات قال شهود انها من الوحدات الرئيسية الموالية لصالح النار على عشرات الالاف من المحتجين لدى اقترابهم من المجمع الرئاسي في صنعاء امس السبت بعد مسيرة استمرت اياما من مدينة تعز وهم يهتفون "لا للحصانة". ويشير هتاف المحتجين إلى التعهد بمنح صالح الحصانة من المحاكمة مقابل تخليه عن سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي والسماح بتشكيل حكومة تضم احزابا معارضة لقيادة اليمن نحو الانتخابات الرئاسية التي تجرى في فبراير شباط لاختيار رئيس يخلف صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما. وبعد اشتباكات عنيفة في صنعاء تحاول الحكومة الفصل بين قوات صالح من جانب والوحدات المنشقة عن الجيش وميلشيات قبلية من جانب اخر وهو أمر حيوي لتنفيذ اتفاق نقل السلطة الذي تم بوساطة مجلس التعاون الخليجي. ونقلت وكالة الانباء اليمنية اليوم الاحد عن هادي خلال اجتماع مع السفير الامريكي في صنعاء جيرالد فيرستاين تأكيده على "ضرورة التزام جميع الأحزاب والقوى السياسية بالتهدئة والتزام قواعدها بعدم التصعيد أو أي نشاطات وأعمال قد تتعارض وسير التهدئة وترجمة التسوية السياسية التاريخية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي أرتكز على بنود المبادرة الخليجية وآليتها." وكان هادي يؤكد على وجهة النظر الامريكية التي اعلنت قبل قتل المحتجين حيث نقل موقع يمني على الانترنت عن فيرستاين قوله ان الاحتجاج - الذي بدأ قبل ايام في تعز على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب من صنعاء - عمل استفزازي.

ولم يرد فيرستاين او غيره من المسؤولين عن السفارة على الاتصالات امس السبت من اجل التعليق على هذه التصريحات. ودعمت واشنطن طويلا صالح باعتباره ركيزة لسياستها في "مكافحة الارهاب" في اليمن التي تتضمن استخدام الطائرات بدون طيار ضد من تقول انهم اعضاء في تنظيم القاعدة. وقتل انور العولقي الامريكي من اصل يمني الذي يعتقد انه على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في وقت سابق هذا العام في هجوم بطائرة بدون طيار. وبعد ساعات من مقتل المحتجين قال صالح انه سيغادر اليمن إلى الولايات المتحدة ليفسح الطريق امام الحكومة الجديدة والانتخابات من اجل اختيار خليفة له. لكنه لم يعط اي جدول زمني لسفره وتعهد بالعودة ومواصلة العمل السياسي لكن هذه المرة من مقاعد المعارضة. وقال صالح ان عدم استقرار اليمن يعني عدم الاستقرار في المنطقة كلها وان حماية الامن والاستقرار في اليمن هو حماية للامن في الدول المجاورة. ونقل موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع اليمنية على الانترنت اليوم الاحد عن مسؤول لم يسمه نفيه لمشاركة الجيش - الوحدات الرئيسية التي يقودها نجل صالح وابن اخيه - في قتل المحتجين في صنعاء. والقت وزارة الدفاع باللائمة على وزارة الداخلية التي تقودها حاليا شخصية معارضة ووصفت روايات الشهود بشأن قتل قوات موالية لصالح للمحتجين بأنها مزاعم لا اساس لها وانها جزء من حملة اعلامية ضد المؤسسة العسكرية.

ودعت الحكومة الانتقالية التي يقودها وزير خارجية سابق انضم إلى صفوف المعارضة إلى فتح تحقيق في اعمال القتل. ودعا جو ستورك نائب مدير منطقة الشرق الاوسط في منظمة هيومان رايتس ووتش الحكومة إلى تجاهل التعهد بالحصانة وتجميد اموال صالح في الخارج قائلا "وعود الحصانة تشجع على الهجمات غير المشروعة ولا تمنعها."

وتواجه اي حكومة تعقب حكم صالح عددا من الصراعات المعقدة التي تسببت في نزوح نحو نصف مليون شخص. واجبر القتال في ابين عشرات الالاف من السكان على النزوح عن المحافظة مما زاد من الازمة الانسانية في اليمن. وتتصاعد المشاعر الانفصالية في الجنوب الذي كان في السابق جمهورية اشتراكية ودخل ضد صالح في حرب اهلية عام 1994 بعد اربع سنوات من الوحدة المضطربة بين الشمال والجنوب.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:29 م

      حرام نزف الدماء المستمر

      بأي حق يستحلون سفك دماء المحتجين سلمياً ولا للحصانة لأي معتدي ومنتهك . الله ياخذك يا صالح أنت وأولادك وأولاد أخيك . إرحلوا قبل ان يمسك بكم الناس ويقطعونكم إرباً وهذا اقل ما تستحقونه يا قتلة .

اقرأ ايضاً