العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ

ترجمة المنتج الابداعي العربي إلى اين؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

ها هم المستشرقون الإيطاليون يضجون لإهمال العرب لجهودهم في ترجمة الأدب العربي إلى الإيطالية، قبل إهمال بلادهم لها وذلك من خلال برنامج شاهدته صدفة حول المستشرقين الإيطاليين انتهى بعبارة: ولاتزال الأحلام مستمرة.

لم أشاهد البرنامج منذ بدايته لكن ما أثار دهشتي – على رغم كونه أمراً غير مستبعد – هو كلام أحد أصحاب دار نشر تهتم بترجمة الأدب العربي إلى الايطالية فشاركت في معرض أقيم حديثاً في إحدى المدن الايطالية استضاف أدباء عرب لالقاء نصوصهم وتوقيع كتبهم أمثال:أحلام مستغانمي، إبراهيم نصر الله وغيرهما. ما أثار ألمي هو حديثه عن كساد تلك الكتب التي لا تهتم بها إلا القلة القليلة المثقفة، مشيرا إلى أنه عند طباعة أي نتاج مترجم لأي أديب عربي؛ فإن الدار تقوم بإهداء سفارة بلاده نسخة من ذاك الكتاب رغبة في التواصل على أن يتم شراء ولو عشر نسخ منه لتوزيعها على الموظفين الايطاليين كأقل تقدير، ولكن شيئاً من ذلك لا يكون بل وأحيانا لا يتسلمون حتى رسالة شكر على هذا الاهداء!

كانت إحدى المستشرقات في البرنامج تقول بشيء من الألم والخيبة: لم يعد بإمكاني الاستمرار أكثر وأنا أجد التجاهل من مثقفي ومسئولي بلادي قبل البلدان العربية التي هي المستفيد الأول من المشروع.

وآخر يقول:لا ذنب لنا أن لغتنا لا تحظى بالاهتمام المطلوب من قبل الآخر لكني أشعر بالفخر بأنني أتحدث لغة جميلة باستطاعتها أن تحاكي اللغات الأخرى وأن تترجم منها، ليت العرب يهتمون بترجمة إبداعاتهم الجميلة إلى الإيطالية كما يهمتمون بقراءة الكتب المترجمة من الإيطالية.

وأنا أقول لهذا الأخير: إن العرب لا يهتمون بترجمة نتاجهم الأدبي والمعرفي ليس فقط إلى الإيطالية بل إلى جميع اللغات الأخرى بما في ذلك الانجليزية والفرنسية التي تعد اللغات الثانية والثالثة عند بعضها، إلا ما ندر وبجهود فردية لا رسمية.

ليتنا نستطيع تشكيل دوائر رسمية تهتم بترجمة النتاج البحريني إلى اللغات الأخرى، وليتنا نرى مشاريع الانطلوجيات تخرج إلى النور، فكلما فرحنا بمقال أو خبر أو تصريح يتكلم عن قرب تشكيل لجنة أو دائرة تهتم بالتراجم، زادت الخيبات أضعافاً مضاعفة في نفوسنا لأن ذلك لن يكون ولا يكون بالفعل.

ما يقوم به بعض المترجمين بالتعاون مع الجهات الأخرى غير الوطنية لترجمة النتاج البحريني أمر يبعث على الفخر ويشعر البحريني بأهمية ما يقوم به، لكن ماذا لو تسلمت هذا المشروع مؤسسة رسمية حكومية تهدف الى نشر الابداع البحريني على اختلاف ميوله وتوجهاته الى الآخر الذي لا يتكلم العربية؟ بالطبع سيكون الوقع أكثر تأثيراً.

اليوم البحرين بحاجة الى التعريف أكثر بمبدعيها بعد أن تعترف بوجودهم داخليّاً لتقوم بترجمة أعمالهم، وهو الأمر الذي يستنزف منهم الموازنات الكبيرة إن أرادوا تنفيذه على حسابهم الخاص، فالترجمة بحاجة الى مزازنة ضخمة ناهيك عن موازنة الطباعة التي لا تلقى الدعم اللازم من الجهات الحكومية المحلية.

ترى هل سنرى اهتماماً عند المسئولين بهذا الموضوع وبالخصوص وزارتي الثقافة والاعلام مع كون المنامة عاصمة الثقافة العربية؟

وهل ستتبنى إحدى الدوائر في هاتين الوزارتين ترجمة الإبداع البحريني فنرى مشروعاً يوازي مشاريع طباعة النتاجات الموجودة حاليّاً؟

وإن قدر لهذا المشروع أن يرى النور؛ هل ستتكون لجنة مستقلة بمختلف الايديولوجيات والثقافات لاختيار الكتب كي لا يحاسب الكاتب أو المؤلف أو المترجم على أيديولوجيته فيحرم من هذا المشروع أو يحتكره؟ كل هذه أسئلة مشروعة في ظل وضع مبهم بات فيه المرء لا يعرف مصيره بعد

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:47 ص

      وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا

      تبادل الثقافات بين الشعوب هو أفضل وسيلة لتعارف والتقارب والتفاهم بين شعوب العالم, ,إن كل ما يترجم للمبدعين العرب من أعمال (روايات أو أفلام أو شعر أو حتى لوحة تشكيلية) يساهم في الحوار العربي مع الآخرين وأعطاء صورة مشرفة عن إمتنا العربية والإسلامية ولكن للأسف لا نزال مقصرين في نقل ثقافتنا العربية مما جعل الآخرين يعتبر العرب والمسلمين أمة إرهابية.

      بأي حقاً تقتلون فرحة أطفالنا
      بأي حقاً تلوثون وتسممون أجوائنا
      أي حباً سيحمله أطفالنا لكم إذا قدرت لهم الحياة البقاء

    • زائر 1 | 3:13 ص

      ويستمر الحلم

      حتى المترجم البحريني لا يعطى الفرصة لترجمة الأعمال إلى اللغات غير العربية...لأنه سيكون نتاج فرد لا نتاج مؤسسة....
      فنحن المترجمين البحرينيين نحتاج إلى مؤسسة تحتضننا وتمنحنا الفرصة للترجمة عن طريق حفظ حقوق المؤلف الأصلي والناشر الأصلي مع حفظ حقوق المترجم وما يتصل بهذه الحقوق من مثل حقوق الملكية الفكرية ...
      لذا أقول لك ويستمر الحلم لأن المترجم ذاته لا يستطيع القيام بترجمة كتاب لوحده دون دعم مادي ومعنوي.

اقرأ ايضاً