قصة يعود تاريخ وقوعها إلى يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول 2011، حدثت تفاصلها المتواترة إبان ما كانت وزارة الأشغال تقوم، عبر المقاول المكلف، بمهمة تنفيذ أعمال حفر ورصف الطرق الواقعة في قرية الشاخورة وتحديداً في مجمع 481، لطالما كان بناء المنزل قديماً جداً وتاريخه يعود إلى حقبة زمنية غابرة في العام 1985 من دون أن تطرأ عليه أعمال ترميم وتصليح للتصدعات والشروخات ومع مضى الزمن وبفعل عوامل التعرية أضحى حاله مهترئاً ولا يحتمل أي هزات أخرى تطاله من الخارج، ونتيجة لأعمال الرصف عند الطريق المحاذي لمنزلنا، سقطت الشرفة العلوية للمنزل على الشرفة السفلية ووقعت تلفيات طالت أنابيب الماء الموصلة إلى المنزل... الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فظروفنا الاقتصادية البسيطة والرديئة عوضاً عن حالتي الاجتماعية كأب يعيل 5 أطفال وأعيش داخل منزل والدي في الطابق العلوي وهو مقر وملجأ لأبنائي، والقروض الخانقة وقفت عاجزاً عن إيجاد السبيل الذي من خلاله أتمكن من إصلاح التلفيات، والخلل الذي طال البيت شمل البيت بأكمله وتضرر بالتالي باقي أفراد الأسرة الذين يقدر عددهم بنحو 15 فرداً يعيشون داخل المنزل الآيل القديم بالشاخورة، هذه الواقعة خلفت وراءها بالنسبة لي كارثة نفسية ولا أجد الطريقة التي تنجينا وتجنبنا من مواجهة مواقف أخطر، وقد تنذر بحياتنا وأرواحنا، إذ بعد معاينة أحد المختصين بتركيب وتوصيل أسلاك الماء والكهرباء أرشدنا إلى ضرورة إزالة كل البناء المهدوم للشرفة التي سقط جزء منها على سطح الأرض فيما بقيت أنقاضها الأخرى مراوحة محلها ومثبتة عند مكانها في الجدار وأصبحت جلية للعيان ملتصقة، وبعد المعاينة قدر المقاول كلفة تصليح البناء بمبلغ قدره 500 دينار ولكن المبلغ حقيقة كبير ولا يتسعه جيبي الخاص، آثرنا القبول فقط بتحمل كلفة 50 ديناراً فقط لإزالة البناء المهدوم على سطح المنزل، ونحن حالياً في حيرة من أمرنا كي نجد السبيل والوسيلة التي تنقذنا من تبعات كارثة محتمل حصولها وخاصة مع حدوث - بين الفينة والأخرى - التماسات للكهرباء وربما يقضي الأمر- لا سمح الله - على كل أرجاء المنزل... لذلك ومن خلال هذه الأسطر البسيطة نرسل مناشدة حارة إلى ذوي القلوب الرحيمة والفئة المقتدرة مادياً على تحمل جزء من مسئوليتها تجاه الفئة المحتاجة لتقديم لنا يد المساعدة بما تجود به أيديهم الكريمة ونفوسهم الطيبة من مساعدة مادية تخلصنا من تبعات التفكير الطويل ومغبة حصول أمور لا تحمد عقباها إذا أرجأنا وماطلنا في تصليح ما فسد، حتى لا يطال الضرر وتتحمل تبعاته بقية الأسرة والمنزل الآيل معاً... ولكم منا جزيل الشكر والعرفان.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
موعِدنا مع الشِتاءْ، في عُنق كلّ سحابة مضنيَة
حيثُ ثمّة سُلالات ذائبة تتمحور من سائرها
إلى أن تخرج من حَلقها، تذوب في لِسانِها
فتتحدّث: مَطرْ!... وربّما حديثُها جامِدٌ كالثّلجْ!
عِندمَا تُمطِرُ، تُمطِرُ مرّتين!... ألوذُ شقاءً
في سرّيتها!... أتِمطِرُ من عينيهَا أمْ فمِها!
أتوه بينَ حديثٍ وبكَاءْ... في كلّ قطرةٍ تنزلُ من السّماءْ
أنَاديها... تصدّني... أتمتم... تُسوّدُ ملامِحها
ربّما لا تفهَمْ لُغَة البَشَرْ...
لذّلك أكتفي بأنْ أبتَسمْ... و لإشراقتي ضياءْ
كلّما توسّع ثغري... كلّما ازدادتْ بُكاءْ...
السّحابة تتحدّث بلغَة المَطرْ...
وأرضي تجيبها بالإحياءْ...
تُمطِرُ أكثَرْ... فتَزدانُ أكثَرْ...
تزيدُ إمطاراً... فتزيدُها حلّةً وزينة...
أرضي بالمَطَرْ... مُختَلفةٌ دائماً...
كاختلافْ بزوغْ الفَجْر... ومغيبُ العَصرْ...
وربّما كاختِلافْ لغَة السّحابة هذا العام!
سَرقني الكَرى شيئاً... إلى عالم فيّاضْ...
مِختلفٌ... مُختَلطُ الأجواءْ...
نصفهُ شمسٌ... والآخر أمطارْ...
الشَمس تهمّش وجهَ الأرضْ...
والمَطر يعيد لملمتَها...
شيئاً من لَخبطةِ حُلمْ...
استدرجتني نحوَ عالمي...
إلى حيثُ سحابتي البَيضاء:
لَقدْ فهمتُ ما تقصدين!
على طاوِلتي الدفينة بجانِب النّافذة
سَقَطتْ ورقَةٌ... كتبتُ عليها حِلمْ
بعثتُها للسّماءْ قبلَ عامْ...
وها هيَ السّحابة قَدْ ردّت عليّ
بفيضٍ وسيل!
رَشفَةُ مَطرْ... قادِرةٌ على إحياء كلّ أوراقي
«وعِندكَ أي ربِّ لا تموتُ الأمنياتْ»
زينب السنيني
ربما جمال الكون عندما نلتقي في خضم يوم امتلأ بكثير من القصص
وأنت أجمل ما فيها
أتذكر مرة حينما كانت لنا... نفس النظرة... للاحتواء
اجتمعنا وأنت تقول لي انه المطر
ففرحت قائلاً لا انه الثلج
تبسمنا معا وانطلقنا سوية إلى نفس النافذة المعهودة
كانت قطرات المطر تهطل برفق مصاحبة حبات الثلج الناصعة البياض
حينها علمت أنني محظوظ بوجودي معك في هذه اللحظة المميزة
ربما معا كنا الوحيدين اللذين حظيا برؤية جميلة
على رغم أن وجهك هو الأجمل
الأجمل بين قطرات مطر وحبات ثلج
دوما عندما تتراءى لي
أراك... أجمل... ما نظر قلبي وعيني
... هنا في الداخل في الصميم
يوجد شيء... ما ملموس جميل رقيق
بحجم الألماسة الصغيرة
التي كلما صغرت غلت أكثر
تلمسه كل نسمات الكون
تلمسه كل ملائكة السماء والأرض
وتلمسه أنت... بنظرة بكلمة
حتى بمجرد... لفظ اسمك تتغير كل المفاهيم
كل تكوينات الكون... كل نظامه
كل ما يسمونه... حياة... أو واقع... أو سماء أو ارض أو هواء
يصبح كل شيء مميزا ذا طعم خاص
ذا رائحة... استنشقها بقوة
وتضاهي أنقى هواء ربما...
لأنك الهواء الذي أتنفس به
أو ربما لأنك أثمن ما صاغت الحياة
ليكن قلبك كبيرا كسعة الكون... نقياً كنقاء الأبيض
يضخ مع كل دقة ما يملأ الكون ويفيض به حبا وخيرا وأمانا
قلب وسع الله وسع العالم
إبراهيم حسن الصيبعي
إنها الذكرى، والذكرى للإنسان بقلبه ووجدانه ومشاعره تمثل الشيء الكثير. قد تكون مرة، أو قد تكون حلوة، لكنها الذكرى.
إنها السنة الخامسة، لرحيل رجل العلم والأدب. رجل النباهة والصعاب. رجل أفنى عمره في سبيل نهضة وتقدم هذا الوطن، أعني الشيخ عبدالأمير الجمري. الذي قدم لنا دروساً شاملة، ومواقف كاملة في الحفاظ على الترابط والتلاحم الوطني، في بلادنا البحرين.
لقد واجه الجمري صعاب الحياة، وذاق مرها وحلوها بعزيمة قوية، كأنها الجبال لا تميل ولا تخنع، وكانت مواقفه يشهد لها الجميع من أبناء هذا الوطن. نعم كان تواجده في الساحة البحرينية، تواجداً فريداً من نوعه، لأنه أبعد كل الأمور التي تدعو إلى العرقية والطائفية والمذهبية، ووضعها على جنب وجعل وطنه ومبادئه أمام عينه، ونظر إلى الوطن والمبدأ بعين بصيرة صائبة. إنه الوطن لا غير. حيث ساهم في تنمية ونشر الحب الخالص والنابع من القلب لأجل الوطن، وكان هذا المطلب معه كعباءته، التي يلبسها لا تفارقه أينما حل وارتحل في مدن وقرى البحرين.
خمسة أعوام من الفراق، لكن ذكره باقٍ لم يفارق عقولنا، وصدى كلامه يرن في أسماعنا، وشخصه موجود في قلوبنا. ودع هذه الدنيا على عجلة من أمره، حيث وضع الطريق وأوضح المنهج وترك منهجه بلا رفيق.
رحل عنا، ونحن في هذا الوقت، بأمس الحاجة لشخص يحمل كنه صفاته. ليكون مساهماً في نزع وباء الطائفية، وعلاج المذهبية، الذي أخذ يدب وينخر في هذا الوطن الحبيب.
رحم الله شيخنا الجمري، وأسكنه فسيح جناته، وحشره مع الصالحين والأولياء من ساداته، وجعلنا الله من التابعين والسائرين على ما سار عليه من تضحياته.
عارف الموسوي
العدد 3395 - الجمعة 23 ديسمبر 2011م الموافق 28 محرم 1433هـ
الجمري حبي و حياتي
نعم الجمري الاب المجاهد
اتذكر ابتسمته معي يوم كنت صغير اذا زرناه في مجلسة يوم الجمعة
كان نعم الاب الصابر