العدد 3394 - الخميس 22 ديسمبر 2011م الموافق 27 محرم 1433هـ

عيد ميلاد حزين في سورية

في باب توما أقدم حي مسيحي في دمشق، تسود أجواء من الحزن عشية عيد الميلاد إذ لم تزين الشوارع أو تضاء خلافاً للأعوام السابقة، ومع أن السكان يتبادلون التهاني، فهم لا يبدون أي رغبة في الاحتفال.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المطران الروم الكاثوليك الياس الدبعي "تعلم السوريون أن يتحسسوا آلام بعضهم".
وأضاف أن "اقتصار المسيحيين للمظاهر على الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد إنما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم أننا نحن السوريون عائلة واحدة".
وتشهد سورية منذ أكثر من تسعة أشهر تظاهرات احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفر قمعها حتى الآن عن خمسة آلاف قتيل على الأقل كما تقول الأمم المتحدة، فيما تتحدث السلطات من جهتها عن أكثر من ألفي قتيل من القوات الأمنية.
وازداد الوضع تدهوراً اليوم الجمعة بعدما استهدف اعتداء انتحاري مزدوج الأجهزة الأمنية في دمشق وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
وقال مازن تاجر السجاد وهو جالس أمام محله في شارع صغير في الأحياء القديمة "وضعنا محزن". وهذا الشارع الذي يستقطب عادة السياح مقفر ويندر وجود الزبائن فيه منذ أشهر.
وبعض المتاجر التي تبيع زينة الأعياد مقفرة. والمتاجر الوحيدة التي قامت بمجهود لتعليق الزينة هي المتاجر الفاخرة في المركز التجاري بفندق فور سيزن.
وعلى غرار السكان الآخرين، يشعر المسيحيون الذين يشكلون سبعة أو ثمانية في المئة من 22 مليون نسمة في سوريا، بقلق عميق حيال أعمال العنف اليومية ويتخوفون على الاستقرار السياسي، فيما كانوا يعيشون منذ حوالي 50 عاماً في كنف نظام مستبد.
ويؤكد عدد منهم أنهم يتخوفون من أن يفسح احتمال سقوط نظام الأسد في المجال للإسلاميين وخصوصاً الإخوان المسلمون المحظورون والمقموعون منذ عقود في سورية، لتسلم السلطة.
وقال فرزات وهو مهندس (55 عاماً) "اذا سقط النظام سيستولي الإسلاميون على الحكم، وخلال 20 عاماً لن يبقى مسيحيون في بلادنا". وأضاف "هذه السنة، ثمة شجرة ميلاد وهدايا للأطفال لكن ذلك لا يأتي بالفرح. سنلازم منازلنا".
ويتخوف آخرون بدرجة أقل من هذا التغيير.
وقال أنور البني المحامي المسيحي المدافع عن حقوق الإنسان إن المسيحيين في سورية مازالوا يعيشون "بتوافق تام مع الطوائف الأخرى في البلاد ويتقاسمون الثقافة نفسها".
وأكد أن "لا شيء يخيف الأقليات لم تكن هناك أي مشكلة بين طوائف وقوميات المجتمع السوري خلال تاريخه كله".
وحيال هذا الوضع، اجتمع بطاركة الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والسريان الأرثوذكس في 15 ديسمبر/ كانون الأول في دير قرب دمشق للبحث في "الأحداث التي تعصف بوطننا الحبيب".
وبعدما أعربوا عن "حزنهم للمآسي" وتخوفهم من "تدهور الوضع الاقتصادي"، أكد البطاركة "رفضهم أي تدخل خارجي" في سورية ودعوا إلى رفع العقوبات المفروضة من قبل الغرب.
وقد اتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية مجموعة من التدابير الاقتصادية آملة في حمل السلطات على وقف القمع. لكن هذه العقوبات تتسبب في أزمة اقتصادية تشمل جميع فئات السكان ولاسيما المعوزون.
وانتقد البطاركة "كل أشكال العنف" ودعوا إلى "المصالحة" وشجعوا "الإصلاحات والتدابير الايجابية التي اتخذتها الحكومة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:20 م

      كيف يحتفلون

      لعله درس لكل الشعوب على ان الناس يجب ان يكونو كالنسيج الواحد وثانيا يبين مدى اهمية الأمن و حفظ النظام

اقرأ ايضاً