شمل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برعايته الكريمة مهرجان البحرين أولاًً 2011، والذي تنظمه وزارة التربية والتعليم ضمن احتفالات البلاد بعيد الجلوس والعيد الوطني المجيد وذلك عصر يوم أمس الخميس (22 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، بأستاد البحرين الوطني.

ولدى وصول موكب جلالة الملك كان في الاستقبال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وعدد من المسئولين بالوزارة، حيث قوبل جلالته بالترحيب والهتاف من قبل المشاركين بالمهرجان الذين قدر عددهم بأكثر من 30 ألف طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة. وقد بدأ الاحتفال بالسلام الملكي، ثم آيات بينات من القرآن الكريم تلاها طالبان من مدرسة الوحدة الثانوية للبنين.

وقد ألقى جلالة الملك كلمة سامية هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأساتذة الأفاضل وأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات الأعزاء،

أولياء الأمور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يطيب لنا، بهذه المناسبة السعيدة، التي نحتفي فيها بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوسنا، أن نشكركم جميعا على ما تعربون عنه من مشاعر طيبة في كل المناسبات، من خلال هذا الاحتفال الذي يجسد حسكم الوطني العميق، وحبكم لهذا الوطن العزيز، مؤكدين لكم دعمنا المتواصل للمسيرة التعليمية المباركة، لما للتعليم من دور حيوي في بناء مستقبل مشرق للوطن وللمواطنين، مشيدين بما يبذله العاملون في المجال التربوي من جهود مثمرة، في إعداد الأجيال، مقدرين للمعلم دوره الكبير، ورسالته الوطنية، في نشر العلم، وبناء القيم، مؤكدين أن الارتقاء بمكانته ودوره في المجتمع هو من أولوياتنا الأساسية.

كما ندعم بكل تقدير، توجه وزارة التربية والتعليم، نحو تعزيز قيم التسامح، والعيش المشترك بين الطلبة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، باعتبارها امتدادا لقيمنا الحضارية والدينية الأصيلة، وجزءا لا يتجزأ من اهتمام مملكة البحرين بهذه القيم الإنسانية.

وبهذه المناسبة الوطنية السعيدة فقد أمرنا بإنشاء مركز للرياضة والأنشطة المدرسية للطلبة، وفق المواصفات العالمية، بما يتيح لهم ممارسة أنشطتهم وإبداعاتهم بالشكل المتميز.

متمنين لكل من أسهم في هذا المهرجان الوطني كل التوفيق والنجاح، وكل عام وانتم بخير، والبحرين في تقدم وازدهار.

ودمتم سالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وعبر جلالته عن تقديره للطلبة المشاركين في الاحتفال، كما توجه بالشكر للطلبة المساهمين في كتاب كلمات ورسائل في حب القائد، لما تضمن من عبارات المحبة والولاء، متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح ليسهموا في مسيرة التنمية والبناء في وطننا العزيز.

كما أمر جلالته بهذه المناسبة السعيدة بإنشاء مركز متكامل للرياضة والأنشطة المدرسية وفقاً للمعايير والمقاسات الدولية. ويستهدف تنظيم الفعاليات الرياضية على ملاعب قانونية، من حيث المقاسات لألعاب اليد والسلة والطائرة والتنس وكرة قدم الصالات، بما يتيح للطلبة ممارسة هذه الأنشطة الرياضية وفقاً للمعايير المعتمدة في الرياضية المدرسية العربية والعالمية، وكذلك تنظيم الفعاليات والأنشطة والمعارض العلمية والتربوية والفنية التي تعزز التواصل مع الطلبة وتوثق العلاقات بينهم وتساعد على نمو مواهبهم، ويستفيد من خدمات هذا المركز أكثر من 127 ألف طالب وطالبة من المدارس الحكومية وأكثر من 48 ألف طالب وطالبة من المدارس الخاصة.

ثم ألقى الوزير النعيمي كلمة بهذه المناسبة التي تقترن مع الاحتفال بذكرى مرور أربعين عاما على استقلال وطننا العزيز، وذكرى جلوس عاهل البلاد جلالة الملك، رفع فيها إلى مقام جلالته، بالنيابة عن جميع منتسبي الوزارة، والطلبة وأولياء الأمور، التهاني، مقرونة بآيات الشكر والعرفان لرعاية جلالته، مهرجان البحرين أولاً، والذي تقيمه الوزارة للعام السادس على التوالي، «تعبيرًا عمّا تكنه القلوب من محبة لا تفتر، والضمائر من وفاء لا ينقطع لجلالتكم، قائدا لمسيرة الخير نحو التقدم والازدهار، ورمزا لمن صدق الوعد، وأوفى بالعهد»، مؤكداً أن هذه الرعاية الملكية، تمثل وسام فخر واعتزاز للجميع.

وأضاف الوزير أن وزارة التربية والتعليم، في ظل التوجيهات الملكية، ورعاية الحكومة، قد تمكنت من تحقيق نسبة قيد عالية تعد الأولى عربياً في التعليم الثانوي، حيث صنفها تقرير اليونسكو للتعليم للجميع الصادر في العام 2011م ضمن الدول مرتفعة المستوى في مؤشر تنمية التعليم للجميع، وجاء ترتيبها الأولى عربيا في نسبة القيد الإجمالي في التعليم الثانوي (97 في المئة)، وهي النسبة الأعلى عربياً، بالإضافة إلى ما حققته على مدار السنوات الأربع الماضية من نسبة قيد في التعليم الابتدائي تقارب المئة في المئة، فمازالت مملكة البحرين ضمن الفئة الأولى في تقرير التعليم للجميع.

وعلى صعيد آخر، أوضح الوزير أن الوزارة تمكنت من استيعاب مختلف فئات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في المدارس الحكومية المسماة بمدارس الدمج، والمنتشرة في مختلف محافظات المملكة، والبالغ عددهم نحو ألف طالب وطالبة، من بينهم 341 تم استيعابهم بين العام الماضي والعام الحالي، ومن مظاهر الإنجاز على الصعيد الدولي نجاح وزارة التربية والتعليم في الحصول على مقعد في مكتب التربية الدولي التابع لليونسكو بتزكية الدول الأعضاء، وكذلك حصولها على عضوية اللجنة القانونية للمؤتمر العام لهذه المنظمة والذي انعقد مؤخرا، تأكيدا للسمعة الطيبة للبحرين بين دول العام، بفضل قيادة جلالة الملك الحكيمة، مؤكداً أن الوزارة مستمرة في تنفيذ البرامج التطويرية لتجويد العملية التعليمية والارتقاء بالمخرجات ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، مشيرا إلى أن الوزارة تنظم سنويا ما يزيد على 1800 برنامج وفعالية طلابية، كما تعمل حاليا على توجيه المزيد من الاهتمام بثقافة التسامح وحقوق الإنسان بين الأبناء الطلبة، وتعزيز النسيج الوطني، لتكون البحرين دائما كما كانت وطن الوئام، وطن المحبة والسلام.

وبعد ذلك، قام الوزير بتقديم هدية تذكارية إلى صاحب الجلالة وهي عبارة عن كتاب مصور، أصدرته الوزارة عن تاريخ التعليم النظامي في مملكة البحرين، كما قدم لجلالته كتاب «كلمات ورسائل في حب القائد»، ويتضمن كلمات ورسومات طلابية معبرة عن مشاعر طلبة المرحلة الابتدائية، وحبهم لجلالة الملك.

بعد ذلك بدأ الاحتفال بتقديم أوبريت «البحرين بصمة بالقلب»، تضمنت خمس فقرات استعراضية نفذها أكثر من 3 آلاف من طلبة المرحلة الابتدائية، تعبر عن حب الوطن والولاء لجلالة الملك، وأكدت على الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب، وجسدت جوانب التطوير في مملكة البحرين والتي تحققت في عهد جلالته، وهي على النحو التالي:

1 - الفقرة الأولى: «نحبها»، وتجسد أصالة مملكة البحرين الثابتة ثبات النخيل.

2 - الفقرة الثانية: «نبع الجمال»، وتجسد ما تتمتع به البحرين من جمال.

3 - الفقرة الثالثة: «بصمة بالقلب»: وتجسد معاني الولاء للوطن والوفاء لجلالة الملك.

4 - الفقرة الرابعة: «سمعاً وطاعة»: وتجسد معاني المحبة لقائد المسيرة.

5 - الفقرة الخامسة: «تحية» وهي لوحة استعراضية تحمل معاني العرفان لقائد مسيرتنا.

6 - الختام: قائدنا رمز وحدتنا الوطنية.

وبهذه المناسبة، قال وزير التربية والتعليم «لا يسعني إلا ان ارفع بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع منتسبي الوزارة والطلبة وأولياء الأمور معاني الشكر والتقدير لجلالته على هذه العناية الملكية السامية وهذه اللفتة الكريمة بتشريف أبنائه برعاية هذا المهرجان، تلك الرعاية التي يقدرها الجميع عاليا ويعتبرونها وسام عز وفخار»، مشيداً بالأمر الملكي السامي الذي أعلنه في هذا الاحتفال بإنشاء مركز الأنشطة والرياضة المدرسية لخدمة الطلبة في جميع المراحل الدراسية، والذي سيتم إنشاؤه خلال المرحلة القادمة في مجمع الوزارة بمدينة عيسى ليشمل فضاءات الأنشطة الرياضية وأخرى للأنشطة التربوية للطلبة.

وأضاف أن «المهرجان اختار شعارا له: البحرين أولا، ما يعني: أن للوطن مكانة رفيعة في العقول، وفي النفوس، وفي برامج وزارة التربية والتعليم وأنشطتها المعززة لتربية المواطنة والتي تجاوزت في عام واحد المئة برنامج، ويعني أيضا أن سماء الوطن تظلل الجميع بحماها، في ظل قيادة جلالته، بما يجسده هذا التلاحم الوطني بين الأبناء والآباء والمعلمين في هذا الحضور المفعم بالمحبة والوفاء والولاء لقائد مسيرتنا، وهو يعني كذلك: أنه بتعاضد القلوب والسواعد نبني الوطن، وطن الجميع، الذي يحتضن الجميع». يذكر أن الوزارة قد أصدرت بهذه المناسبة كتاباً يؤرخ للتعليم النظامي في البحرين خلال 90 سنة، كما أصدرت كتاباً بعنوان كلمات ورسائل في حب القائد من تأليف طلبة المدارس الابتدائية، وهو عبارة عن كلمات ورسومات بخطوط الطلبة تضمن معاني المحبة والاحترام لجلالته، والشكر والتقدير للإنجازات التي تحققت في عهده الميمون للبحرين وأهلها. وقد أدى الطلبة جميعا قسم الطلبة، نشيد قسم الطلبة