العدد 3392 - الثلثاء 20 ديسمبر 2011م الموافق 25 محرم 1433هـ

تعميم مقبول لكنه منقوص كثيراً

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يأتي إعلان ديوان الخدمة المدنية إصدار تعميم ملزم لجميع الجهات الحكومية الخاضعة لديوان الخدمة المدنية بإعادة جميع الموظفين الذين تم فصلهم بقرارات تأديبية على خلفية الأحداث الأخيرة وعددهم 180 موظفاً للخدمة اعتباراً من 1 يناير/ كانون الثاني 2012، مقبول كونه اعترافاً متأخراً بوجود مفصولين في القطاع العام وهو عكس ما دأب عليه الديوان والحكومة من قبل بسلسلة من النفي والرفض لأي حديث عن وجود مفصولين في القطاع العام.

يأتي هذا الإعلان المتأخر كثيراً ليس نتيجة قناعة السلطة بضرورة إرجاع المفصولين، لكنه نتيجة ضغط كبير جدّاً من الداخل والخارج، إذ لعبت التحركات الدولية دور «القشة التي قصمت ظهر البعير».

يأتي هذا الإعلان منقوصاً، أولاً في حق الموظفين المفصولين في القطاع العام، في ظل التشكيك بصحة الرقم المطروح (180) وأن الرقم يفوق ذلك بكثير، والأيام ستكون كفيلة بالكشف عن ذلك، ولعدم الثقة في الأرقام المطروحة من قبل مؤسسات القطاع العام التي دأبت على تكذيب أي رقم، حتى بلغت في مرحلة من المراحل لـ «التصفير» ونكران وجود أي مفصول.

ويأتي هذا الإعلان منقوصاً أيضاً في ظل عدم ذكره أي تفاصيل وخصوصاً تلك المتعلقة بالحقوق المالية والقانونية للمفصولين، فليس من المقبول أبداً أن يقال للمفصولين عودوا إلى أعمالكم، وتناسوا ما حدث لكم، لا ذكر للحقوق المالية والتعويضات، لا ذكر لمحاسبة المسئولين الطائفيين الذين استغلوا ما حدث لتحقيق مصالحهم الذاتية، لا ذكر لمحاسبة الموظفين الواشين والكذابين، ولا ذكر لمناصب المفصولين وكيف ستكون عودتهم إلى أعمالهم.

ليس من المقبول أبداً أن يقال للمفصولين كونوا متسامحين، فهذه حقوق لا يمكن السكوت عنها، وإلا فإن سيناريو الفصل والتسريح والإيقاف والعقاب الجماعي ولجان «التفنيش» ستعود من جديد وستتكرر مع كل أزمة وموقف.

يأتي الإعلان منقوصاً أيضاً، إذ الجهات التي شجعت على تسريح العاملين في القطاع الخاص، مسئولة أيضاً عن إرجاعهم إلى أعمالهم بكامل حقوقهم، ودون الحاجة لأي تسويات لا قانونية ولا مالية.

الدولة ملزمة بإرجاع جميع المسرحين في القطاعين العام والخاص، وكلنا يعلم لماذا هي ملزمة بذلك، ولسنا في وارد ذكرها وخصوصاً أننا ذكرناها كثيراً.

في الجانب الآخر؛ لاتزال الجهات الأمنية ترفض اعتصام المفصولين أمام ديوان الخدمة المدنية، بل أحالتهم إلى الاعتصام أمام وزارة العمل، وذلك من أجل إيهام الكثيرين بعدم وجود قضية مفصولين في الحكومة، وأن القضية محصورة فقط في القطاع الخاص.

صحيح أن التوجيهات صدرت بإرجاع المفصولين في القطاع العام إلى أعمالهم مع مطلع العام المقبل، إلا أن ذلك لن يكون كافياً وخصوصاً أن الكثير من التوجيهات سبقت ذلك، ولم ترَ النور، نتيجة مماطلة وتلاعب في صيغ القانون، ولأعذار واهية.

لا أريد أن أكون متشائماً، لكن هذا هو الواقع الذي نعيشه، لا يمكننا أن نصدق الشيء حتى نراه مفعَّلاً على أرض الواقع، وأن يعود العمال جميعاً إلى أعمالهم من دون قيد أو شرط أو انتقاص من حقهم الكامل

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3392 - الثلثاء 20 ديسمبر 2011م الموافق 25 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 4:56 م

      أهمية إختيار عنوان المقال من أهمية محتوياته

      عنوان المقال لا يوحي ما يتضمنه من الفصل العنصري و من معانات الشعب المضطهَد لذا مريّت بمرور الكرام و بعد التمعن فيه إتضح لي بأن إختيار العنوان ضروري و مهم لا يقل عن محتوياته

    • زائر 21 | 2:51 م

      عزيزي هاني

      أصبح أسمك يتردد في كل محفل يذكر فيها عزه و كرامه

      أنت أخذت بأوجاع المفصولين

      لك التحية و الى جميع زملائك في صحيفة الوسط

      تحياتي لك

      مفصول

    • زائر 20 | 11:14 ص

      الى الاستاذ هاني المحترم

      انني اعمل في البا رجل امن وعلى اساس طائفي تم نقلي وزملائي اكثر من 30 شخصا للعمل داخل المصنع في اعمال شاقة واحلال مكاننا شخاص اخرون من الطائفة الاخرى اليس هذا انهاك لحقوق وكرامة الناس ارجو منك ان تتطرق الى هذا الموضوع وشكر

    • زائر 19 | 8:57 ص

      انا تعبان

      لا أريد أن أكون متشائماً، لكن هذا هو الواقع الذي نعيشه، لا يمكننا أن نصدق الشيء

    • زائر 18 | 5:52 ص

      الله يرحمك ياشيخنا الجمري

      شاركتم وشاركنا في الاعمده التي تخص المفصولون ويستاهلون ولكن هناك عمود يتكلم عن شخص عزيز على الجميع فلنترحم عليه وعلى اموات المؤمنين والمؤمنات جميعا وارجو ان تشاركوني الراي فهو ابو الشهداء في البحرين

    • زائر 17 | 5:07 ص

      بارك الله فيك

      فعلا عدد المفصولين يفوق 180موظف في القطاع العام كما ان الخطاب لم يتظمن من قريب او بعيد عن مسألة التعويضات ومحاسبة الذين قامو بفصل الموظفين من اعمالهم

    • زائر 16 | 4:58 ص

      بعد كلامك .

      اوجزت أوجاع المفصولين في مقالك يا مبدع
      وبالفعل من منا لا يتشاءم والوعود لا تتحقق
      ولكننا نعول على رب كريم وشعب صامد
      الرجوع المنقوص لا يحل الأزمة ,,,الى متى ؟؟

    • زائر 15 | 3:21 ص

      حياكم في البحرين

      رقم 11
      هذي العزه ذبحتني
      وخصوصا من الاطفال
      صج مدرسه يالبحرين الي احبائكم علي الكره الارضيه
      من الوضه الي ما نهايه وفي كل التخصاصات
      مادام احنا بين هذي الكوكبه
      ابتسم وارفع الراس انت في البحرين

    • زائر 14 | 3:11 ص

      هي مسألة إذلال للشعب وإذا لم يتحقق فلن يرجع المفصولون

      الهدف من الفصل هو ممارسة نوع من الاذلال للشعب
      وما ان تحقق ذلك الامر سيعود المفصولون

    • زائر 13 | 2:46 ص

      كثرة التصريحات

      وزير العمل يصرح سمو الشيخ محمد بن مبارك يصرح رئيس النقابات يصرح والشيخ خالد بن عبدالله يصرح وووو يصرح ووووو يصرح وبعدين المفصولين في القطاعين يراجعون من ويشتكون لمن ضاعت الحسبه

    • زائر 12 | 1:19 ص

      ما ذنب أطفال المفصولين حتى يجوعوا

      هل أجرم أطفال المفصولين حتى يجوعوا ويحولوا الى فقراء يسألون الناس المساعدة ..

      ترى ماذا اراد من قام بفصلهم لم نسمع بمثل هذا العقاب لا في تونس ولا مصر ولا غيرهما وكما يبدو فقد سبقنا غيرنا في هذا العقاب اللا نساني (اذا كان لمثل هذا فضل )

      دونك يافاصل لم يمت الأطفال جوعا ولم يتسولوا ولم تظهر عليهم علامات الفقر بل العزة

    • زائر 11 | 1:18 ص

      يخسارة ما كتبنا

      نكتب او لا نكتب هناك اجندة يعمل بها لا يهمها ما يكتب ولا ما يقال ولا ما يتداوله الناس اي نوع من عدم المبالاة والتي ستقود في النهاية الى امور اسوأ مما هو حاصل الآن
      ولا فائدة في الكلام لأن كلامنا السابق لم يكن احد يعبأ به حتى وقع الفأس في الرأس وفقدت الثقة
      والآن يراد لما بقي من آثار الثقة ان تزول بالكامل
      فيصبح شعبا بعيدا كل البعد عن حكومته هي
      تغرد لجماعة معينة وجماعة لا تهتم لهم ولا يهتمون لما تقول ثم ماذا بعد

    • زائر 10 | 12:42 ص

      أنا لست متشائماً ايضاً ولكن الواقع فرض نفسه - 2

      هذا التشاؤم ارتفع قليلاً بعد استلامي رسالة نصية مفادها دعوة من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين الى ندوة في نادي العروبة هذه الليلة الساعة السابعة مساءاً للتحدث حول ملف المفصولين.
      هذا أول تحرك على الأرض للاتحاد منذ ما يقارب 10 شهور من فصل العاملين ويبشر خيراً. كما ذكرت عزيزي هاني في مقال سابق "الحقوق تنتزع ولا تعطى" وأنا شخصياً لي تجربة سابقة عام 2008 عندما فصلت من عملي وقد رجعت للعمل معززاً مكرماً بكامل حقوقي. كان هذا بسبب الوقفات الشجاعة على الأرض من الجميع وشخصكم واحداً من هؤلاء

    • زائر 9 | 12:33 ص

      أنا لست متشائماً أيضاً ولكن الواقع فرض نفسه - 1

      هاتفتني زوجتي يوم أمس لتقول لي بأن هناك توجيهات من القيادة السياسية بإرجاع جميع المفصولين الى أعمالهم . هذه المرة التوجيهات حقيقية والدليل هو تحديد موعد لذلك الرجوع كما أشارت زوجتي المتفاءلة خيراً. صدمتها بردة فعلي السلبية وقالت لي لماذا أنت متشائم؟ بعد رجوعي للبيت قالت لي، تشاؤمك في محلة. لقد قرأت الخبر جيداً وهو منقوصاً كثيراً كما أشرت اليه عزيزي هاني.

    • زائر 8 | 12:32 ص

      ياولدي هاني ما تقراءه وتسمعه ما هو الا ذر رماد في العيون

      قضيه بهلحجم وهلحساسيه يماطل فيها لمده فاقت التسعه اشهر وين المسؤليين نايميين لو احدى الوزارات المهمه في الدوله تاخر تدخيل الراتب بس يوميين في البنك كان قامت القيامه والعالم تسعه اشهر بدون راتب وكل يوم عذر اقبح من الفعل نفسه من كان مدير اداره او مدير شركه اللي يطنش اوامر جلاله الملك وهو راس الدوله لو كنا في دوله اخرى هذا المدير او المسؤؤل يوم ثاني منفي لجزر الواقواق ردو العالم الى اعمالهم الديره شبعت مسخره

    • زائر 7 | 12:32 ص

      صح إلسانك ...

      نحن معاك يجب اتخاذ كل التدابير التي تمنع تكرار ما حدث

    • زائر 6 | 12:28 ص

      اذا شفنا حجينا كما يقول المثل

      الثقة منقوصة الا اذا رأينا التطبيق الفعلي على الارض وهذا رأي الكثير من المواطنين لكن لايمكن البوح به ، من الخوف الي يقطع الجوف من قطع الارزاق التي = قطع الاعناق ،وهذا الرزق . مو لعبة .
      والنفس اذا ضمنت رزقها أطمأنت ،
      والله يوفق الجميع ويستر عليهم واهلهم ويسدد خطاهم ويشحذ هممهم اللهي آمين .
      ولا ننسى أن نشكر الوسط واسرتها لما تقوم به من مساعي خيرة و حميدة وشكرا لكم .

    • زائر 5 | 12:23 ص

      شكرا لك

      شكرا على مقالك الرائع

    • زائر 4 | 12:22 ص

      متدربات تمكين إلى اين

      أستاذ هاني كثيرا ما تتعرض لما يوجعنا بالفعل ولكن الكل يتناسى متدربات تمكين وكيف هو مستقبلهم الملبد بالغيوم دائما سنوات من الجلوس في البيت وبعدها تستفيد المؤسسات والشركات من جهدنا مقابل 270 دينار هل هذا راتب جامعي وفي أحسن الأحوال 300 دينار وبعدها نفصل من العمل أين نقابات العمال وأين كلمة الحق ألسنا مواطنين علينا واجبات الموظف وليس لنا الحقوق التي يحصل عليها متى نرى النور

    • زائر 3 | 11:36 م

      شكرا للطرح

      بالبداية شكرا للطرح ولي تعليقان:
      1- عنوان المقال:تعميم مقبول لكنه منقوص كثيراً
      التعليق :طالما أنه منقوص كثيرا فكأنك تقول أنه غير مقبول وهو الحق.
      2-ولعدم الثقة في الأرقام المطروحة من قبل مؤسسات القطاع العام التي دأبت على تكذيب أي رقم، حتى بلغت في مرحلة من المراحل لـ «التصفير» ونكران وجود أي مفصول.
      التعليق:نعم القول قولك.

    • زائر 2 | 11:07 م

      شكرا

      شكرا على مقالاتك الوضحه التي بدون لف و دوران

    • زائر 1 | 10:39 م

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      تنام عيناك والمظلوم منتبها

اقرأ ايضاً