في تعليق لإحدى المغردات العربيات في المهجر، تقول إنها تشمّ رائحة مسيل الدموع وهي في مسكنها بفنزويلا، لكثرة ما تقرأ وتشاهد من مناظر ولقطات مصوَّّرة في إحدى البلدان العربية الصغيرة... على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» و «التويتر».
هذا ما شعَرتْ به من تعيش في فنزويلا... فكيف بمن يعيشون في تلك الأحياء الشعبية المزدحمة ذات الشوارع الضيقة، الذين يتعرضون منذ أشهر إلى هذه المنتجات الكيماوية السامة بشكل يومي، ومن فاته نصيبه نهاراً ناله ليلاً... في مخالفةٍ صريحةٍ حتى للتعليمات المكتوبة بشأن استخدام مثل هذه المنتجات البشعة في مناطق مفتوحة، ومن مسافات بعيدة منعاً للاختناق وإيذاء البشر؟
هذا التماس الدائم للبحرينيين مع مسيلات الدموع، أكسبهم خبرةً وثقافةً مسيلةً للدموع! فهم أخذوا يبحثون عن أسماء الشركات الميركانتيلية المنتجة، فيكتب لها بعضهم عبارات الشكر والثناء على ما تقدّمه من خدمةٍ جليلةٍ للبشرية المعذبة! ويراسلها آخرون للتنديد بمنتجاتها وتوبيخها وتقريعها... فربما يستيقظ ضميرها يوماً ما!
لقد دخلت مسيلات الدموع في جيناتهم، وتغلغلت إلى أعماق خلاياهم، وخصوصاً بعدما أصبحوا يستيقظون على شوارع مفروشة بالعبوات المعدنية والكرات المطاطية السوداء والحمراء، التي أصبح أطفالهم يلهون بها، ويصنعون منها مكعبّات ومربّعات ومخمّسات ودوّارات! وأحد صبيانهم صنع منها نعالاً مزركشاً، وآخر صنع منها خوذةً تذكر بالأفلام التاريخية القديمة أيام محمود المليجي وتوفيق الدقن!
هناك من يرى أن هذا البلد العربي الصغير، هو أكثر البلدان استهلاكاً لهذه المنتجات على مستوى العالم، نسبةً إلى مساحته وعدد سكانه. بل إن ثلاثة أجيال من أبناء هذا البلد تعرّضت باستمرار لهذه المنتجات السامة، حيث نشأوا وترعرعوا وعاصروا ثلاثة أجيالٍ من مسيلات الدموع. فبعد المنتجات البريطانية أيام الاستعمار، دخلت المنتجات الأميركية السوق، أمّا الجيل الجديد فيُقال انه من إنتاج جمهورية البرازيل الديمقراطية... إحدى دول «البريكس»!
بالنسبة لي شخصياً، كنت أحب البرازيل، وأشجّع منتخبها في دورات كأس العالم، وكنت أعتبر لاعبها الشهير «بيليه» أعظم لاعب كرة في التاريخ. وعندما كنت أقرأ في الثمانينيات أن البرازيل من أكبر الدول المدينة، كنت أتمنى أن تتخلص من ديونها وتصبح دولة متقدمة. أما الآن، وبعد أن تجرّعتُ كمياتٍ لا بأس بها من مسيلات دموعها أصبحت أكرهها، ولم أعد أحب بيليه! وخصوصاً بعدما شاهدت طفلي الذي لا يتجاوز الخامسة، يستيقظ من نومه فزعاً، يتلوى اختناقاً من مفعول سمومها.
إنني لن أحزن إطلاقاً لو انهارت مجموعة «البريكس» وتشتت شملها، وعادت البرازيل من دولة ذات ثامن أكبر اقتصاد في العالم، إلى دولةٍ ناميةٍ يبتزها البنك الدولي وترزح مجدداً تحت الديون! حتى الرئيس البرازيلي اليساري السابق لويس لولا دي سيلفا الذي كنت أحبه، أصبحت أكرهه!
ذاكرتي أصبحت مثقوبةً، ولم أعد أتذكر أعداد الضحايا بعدما تجاوزوا الأربعين خلال تسعة أشهر فقط. إلا أنني مازلت أتذكر أن هناك طفلاً وطفلة، ورجلاً مسناً، واثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، قضوا جميعاً بسبب مسيلات الدموع. هذا ليس سراً، كل الناس يعرفون ذلك، إلا أن بعض الجهات تنفي ذلك، وتقول إنهم ماتوا جميعاً ميتة طبيعية، أو بسبب صاعقة نزلت فجأةً من السماء!
في السنوات السابقة، عندما كانت تحدث بعض الأحداث المؤسفة في بعض الأماكن، ويتعرّض بعض السياح الخليجيين بالصدفة للرائحة، كانوا يُقسِمون بالله واليوم الآخر أنهم لن يعودوا للبحرين مرة أخرى! أغلب الشعوب الخليجية، لم يشمُّوا في حياتهم رائحة مسيلات الدموع، حتى أيام الاستعمار البريطاني! كانوا يسمعون عنها، أو يشاهدونها في أخبار الانتفاضة الفلسطينية، ولكنهم لا يرونها بأعينهم، ولا يشمونها بأنوفهم... إلا عندما يعبرون الجسر
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3392 - الثلثاء 20 ديسمبر 2011م الموافق 25 محرم 1433هـ
فلفل
كما قلت أمس أننا أدمنا هذه الغازات.. (أقسم) على وزارة الداخلية أن تقوم برمي هذه الغازات على (باقي) مناطق البحرين.. فقط من أجل إيقاظ من تكلست فيهم الانسانية ومات الضمير فتحولوا من دور المتفرج الى دور المطبل....!!..الفلفل يا سيد ما يضر...
الإنسان في فنزويلا
عندما يحس الإنسان بفنزويلا بأخيه الإنسان في البحرين في مقابل من يدعي تمثيله لشعب البحرين يستنكر مجردالقليل من الكلام حول هذه السموم التي ترش على معظم مناطق البحرين والتي لا يقبل العالم رشها حتى على الحشرات الضارة فأين الضمير من كل ذلك.
نتمني!
نتمنى ايقاف السموم الغازيه والسموم الطائفيه التي يمارسها البعض في الصحف المحليه فهي اكثر هلاكا على المدى البعيد من غيرها!!!
ملاحظة
من فترة لاحظت أختفاء القطط من قريتنا
سيدنا مثلما انت انا كذلك صرت أكره اضافة للبرازيل ايضا
اكره الامريكان والانكليز وكل من تسبب لي ولاسرتي بالايذاء والتسمم مدي الحياة ووصرت اكره التحدث بالانكليزية واكره اشوف اي صورة لهم على التلفاز واصبح عندي شعور انى اكره اليوم حتى نفسي فى الحياة الأليمة القاسية - ارجوا وضع تعليقي لمن يهمه كي يعي الى اين وصل المواطن والانسان الذي يعيش على هذه الارض فهل هذه عيشة بشر وهل نحن على كوكب الارض ام فى كوكب وعالم اخر غير الذي عشناه فى الخمسينات والستينات والسبعينات الى ان ياخذ الله امانته وهو نعم المولي ونعم الخبير العليم
بف باف
قبل فترة كنت ذاهب مع الاصدقاء الى خارج البحرين
فقال احدهم اشم رائحة مسيل دموع الا تشمون معي؟ فقلت له ربما مازال تأثير رائحته في انفك فقال لي ضاحك تصدق يوم اللي ما اشمه احس الوضع مو طبيعي وراسي يعورني.
لقد هرب الذباب
شكرا على هذا المقال ،مقالك يجب ان يصل اليهم ،ايضا احببت لو تقوم بتطرق لناحية اخرى وهي ان الدول تقوم بسن قوانين تمنع التدخين حماية للبيئة من التلوث بينما تسكت عن انتشار السموم داخل البيوت ، اين المنظمات التى تهتم بالبيئة ام ان البحرين خارج هذا النظام البيئي؟
..........
هنا على حسب الاحصائيات 8000 تجمع يعني في خمسة اشهر 30 مسيرة تقريبا في يوميا (مشكلة حقيقة)
و الله خش فكره !
ننزل اعلام فى جميع الفضائيات لترويج السياحى .ادخل البحرين و زد معلومه جديده و مغامره جديده وهى المشى فى الصحب على الأرض .
كيف
لا يستيقظ ضمير من لا ضمير له ... معادله صعبه .
نويدراتية
أو إضافة جملة للمقال "هذا ما شعَرتْ به من تعيش في فنزويلا... فكيف" فكيف بمن هم يعيشون بيننا ويشاركونا هذا الوطن لماذا لايحركون ساكناً ولو بكلمة لما نعانيه يومياً
البرازيل العسكرية
حتى ياْخذ الموضوع حجمه الحقيقي اتمنى ان يترجم الى اللغة البرتغالية لاننا نحب البرازيل الكروية ولكن لا نحبها العسكرية وانا متاْكد بل ومتيقن ان البرازيل كشعب لا يرضى علينا والله من وراء القصد