قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالوكالة فراس غرايبة، إنه «طبقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة للإيدز UNAIDS للعام 2011، فإنه مع نهاية العام الماضي بلغ عدد المتعايشين مع مرض الإيدز نحو 34 مليون شخص حول العالم، نحو 17 في المئة منهم أصيبوا منذ العام 2001، ما يعني أن الإصابات بهذا الفيروس مستمرة، رغم انحسار أعداد الوفيات الناتجة عنه لتوفر العقاقير المعالجة وسبل الحد منه».
ونوه إلى أن «أعداد الوفيات الناتجة منه بلغت نحو 1.8 مليون في العام 2010، بأقل عن الرقم المسجل في العام 2000 والبالغ 2.2 مليون متوفى، تركز ما يقارب الـ 68 في المئة منها في جنوب الصحراء الإفريقية بينما توزعت باقي هذه الحالات على بقية دول العالم».
جاء ذلك خلال ورشة عمل «دور القادة الدينيين في التعامل مع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز) - رحمة فاعلة ومؤثرة»، والتي نظمها مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بفندق الدبلومات يوم أمس (الثلثاء)، وتستمر حتى 22 ديسمبر/ كانون الأول 2011.
وفي هذا الشأن، أكد وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح، أن الوزارة ماضية في تعزيز الشراكات بينها وبين مختلف المؤسسات والمنظمات ذات العلاقة، من أجل الاستفادة من القيم المضافة وصولاً إلى المنفعة المؤسسية ومن ثم المنفعة المجتمعية المنشودة، مشيداً في الوقت ذاته بالشراكة الحقيقية بين الوزارة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، عبر تنظيم الكثير من البرامج التوعوية، ومنها برنامج التوعية بمرض الإيدز.
وأضاف المفتاح «إن الوعي الثقافي والعلمي بالآثار السلبية لمرض نقص المناعة المكتسبة أحد أهم عوامل النجاح في الحد من انتشاره، وعليه فإن صوغ وتكوين هذا الوعي لابد أن تتم بواسطة مشاركة جميع الأطراف المعنية بهذه القضية».
ولفت إلى أن «رجال الدين في كل مجتمع هم حجر الزاوية في تشكيل وعي الفرد والمجتمع، فلا يخفى على أحد الدور المؤثر والفاعل للخطاب الديني في تغيير الأنماط الفكرية والسلوكية للأفراد في أي مجتمع».
وأوضح أن «الدين هو المؤثر الأول في حياة الناس عموماً، ومن خلاله تتشكل ثقافة المجتمع الإيمانية الروحية والأخلاقية والسلوكية، كما تصاغ سلوكيات الأفراد وتصرفاتهم، ومن هنا تبرز الأهمية القصوى لدور القادة الدينيين المحوري في تثقيف الناس وتوعيتهم، والمساهمة الإيجابية الفاعلة في معالجة ظاهرة انتشار هذا المرض والحد من آثاره السلبية، والكيفية الصحيحة في التعامل مع المصاب بهذا المرض، من خلال خطاب توعوي تثقيفي علمي مؤثر بما يمتلكه من جوانب إيمانية روحية وأخلاقية وإرشادية وأساليب معرفية متنوعة ينبغي أن تكون علمية وعصرية».
وقدم وكيل الوزارة للشئون الإسلامية الشكر والتقدير لممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على جهودهم وحرصهم الدائم على تنفيذ الورش والفعاليات، مشيداً بدور وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز وغيرها من الجهات الحكومية والأهلية العاملة والنشطة في هذا المجال.
من جانبه ألقى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالوكالة فراس غرايبة، كلمة قال فيها: «وزارة الصحة (بمملكة البحرين) ذكرت مؤخراً أن عدد حالات مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» التي سجلتها وزارة الصحة لغاية العام 2010 بلغت 380 حالة، بينما بلغ عدد الحالات المسجلة حتى الآن في العام 2011، 64 حالة بينها 13 إصابة بين البحرينيين و51 بين الوافدين».
وأشار إلى أن حكومة مملكة البحرين اتخذت خطوات مهمة لاحتواء مرض نقص المناعة HIV/AIDS والحد من انتشاره، بما في ذلك وضعها للإستراتيجية الوطنية لمكافحة هذا المرض، مبيناً أن هذه الإستراتيجية وضعتها وزارة الصحة بالتعاون الوثيق مع جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع البحريني، نساءً ورجالاً، بما فيهم القادة الدينيين، وتهدف هذه إلى رفع مستوى الوعي، وتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمصابين بمرض نقص المناعة، وذلك من خلال محاولات جادة لتغيير السلوك وتدريب العاملين في المجال الطبي، وتنشد تأطير العمل الجماعي المتكامل ليلعب فيه كل فرد من أفراد المجتمع دوراً بارزاً لمكافحة انتشار هذا الفيروس.
وأكد غرايبة على «دور العلماء في التثقيف وزيادة الوعي، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع البحريني، ففي المجتمعات التي يتم فيها نبذ المصابين بفيروس نقص المناعة، ويتعرضون فيها إلى الاعتداء، لفظياً وجسدياً، يصل في بعض حالاته إلى القتل، يميل أولئك المصابين إلى إخفاء حالة المرض ما يساهم في نقل العدوى أكثر أو ترك منازلهم وعزل أنفسهم. لذلك من واجبنا، كمؤمنين ورجال دين وممثلين لمؤسسات حكومية وغير حكومية، المشاركة في توعية الناس»
العدد 3392 - الثلثاء 20 ديسمبر 2011م الموافق 25 محرم 1433هـ