ينبغي النظر بإيجابية لما تملكه الدول العربية من مقومات لجذب المزيد من الاستثمارات وخصوصا إذا ما نجحنا في البناء على انجازات الفترة الماضية، فدول المنطقة تقدم عوائد مرتفعة على الاستثمار، فضلا عن أن دول المنطقة مازال بها أفضل الشركاء بدليل تواصل النمو لتدفقات الاستثمارات العربية المباشرة البينية خلال العام 2008.
وتتمتع المنطقة العربية بمزايا مهمة تشمل: سوقا ضخمة يتجاوز عدد سكانها 320 مليون نسمة، ووفرة الأيدي العاملة الفتية، وسياسات استثمارية تحريرية نسبيا، ومدى واسع ومتنوع من الأسواق الداخلية من حيث الحجم. إلى ذلك، تتمتع المنطقة بارتفاع معدلات العائد على الاستثمار، إضافة إلى توافر مدى عريض ومتنوع من الفرص الاستثمارية في قطاعات شتى.
وتحظى الدول التي تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي وتتسم بيئة أعمالها بالمرونة التي تكفل حقوق المستثمر وتذلل العقبات أمام مشروعه وتتوافر لديها عناصر الإنتاج من عمالة مؤهلة ومدربة ومدخلات إنتاج محلية بكلفة مناسبة، دائما بفرص أكبر لجذب المستثمر الأجنبي والاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية. وتبدي الجهات المعنية بالاستثمار في المنطقة، تركيزا أكبر على تحسين صورتها كبلد مضيف للاستثمار من خلال: بذل المزيد من الجهود لترويج قطاعاتها الاستثمارية ذات الأولوية، والعمل بجدية على تحسين أوضاعها في المؤشرات الدولية التي ترتبط ارتباطا وثيقا في بناء الانطباع العام عنها كمواقع ملائمة لاستقبال استثمارات الدول الأخرى، وإنشاء المزيد من المدن الصناعية والمناطق الحرة الصناعية والخاصة والمؤهلة مع تطوير البنى التحتية، والمثابرة على تهيئة مناخ الاستثمار ليصبح أكثر ملائمة من خلال تنفيذ إصلاحات في العديد من جوانب بيئة أداء الأعمال، وتطوير الأسواق المالية والشفافية وزيادة حصة تملك غير المواطنين، وإصدار التشريعات المتعلقة بتفعيل المنافسة ومنع الاحتكار وتفعيل تطبيق حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب تنشيط برامج الخصخصة في العديد من الدول العربية.
ومن هنا يجب متابعة الجانب العملي والتطبيقي لمكونات مناخ الاستثمار وبيئة أداء الأعمال من وجهة نظر المستثمر، وذلك من قبل واضعي السياسات ومتخذي القرارات ومنفذي البرامج الإصلاحية، بدءا من الخطوات الأولى، ومرورا بالتسهيلات المتوافرة من الجهات الحكومية المعنية، وما قد يواجه المستثمر من معوقات أو قيود مفروضة وصولا لاتخاذ قرار الاستثمار، وانتهاء باستمرار العلاقة الايجابية بين المستثمر والجهات المعنية الرسمية لتذليل العقبات في مرحلة مزاولة النشاط.
إن استعراض التجارب الناجحة لمجموعة من صفوة المستثمرين العرب المشهود لهم بالكفاءة والنضج على المستويين النظري والتطبيقي، يؤدي إلى تعميق الفهم والتعرف على أفضل مسارات الإفادة من ملفات التجارب القائمة على أرض الواقع، وكيفية تلافي نقاط الضعف.
العدد 2484 - الخميس 25 يونيو 2009م الموافق 02 رجب 1430هـ