ما يجري الآن على الساحة البحرينية من تدهور أمني وسقوط المزيد من الضحايا يشير بكل وضوح إلى أننا وصلنا إلى طريق مسدود، وأن البحرين لم تستفد شيئاً من تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وما جاء فيه من توصيات كان من الممكن أن تساهم بشكل كبير في حلحلة الوضع لو تمت الاستفادة منها وتطبيقها بشكل أسرع.
هناك من يقف عائقاً أمام تنفيذ التوصيات، بدءًا من إرجاع المفصولين إلى أعمالهم، والطلبة إلى جامعاتهم، مروراً بعرقلة أية إجراءات تصحيحية قد تقوم بها الدولة، والتهديد بتصعيد الوضع من جانب آخر إن تم التجاوب مع المطالب الشعبية.
هذا البعض يرى أنه أحق بالبحرين من غيره، ولذلك يجب أن تكون له الأولوية في كل شيء، في الحصول على المقاعد البرلمانية، وفي امتلاك السكن، وفي الوظائف الحكومية والتمتع بالترقيات والبعثات والمناقصات والتجارة والأراضي... وحتى في الحصول على المكافآت السنوية (البونس).
ولذلك فإن من مصلحة هذا البعض أن يبذر الفتنة ويثير الشكوك والمخاوف بين أبناء الوطن الواحد، ويضرب في مفاصل الوحدة الوطنية. وبدلاً من أن ينشر مبادئ المواطنة والمساواة والعدل وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والعقيدة، فإنه يزرع الكره والبغض من خلال تقسيم الناس إلى مواطنين شرفاء، وخونة وعملاء، لأنه ببساطة يرى أن أي تقدم للبحرين كوطن، إنما يأتي على حسابه شخصياً، ويقلل من المكاسب التي حصل عليها في ظل الوضع السابق من دون وجه حق.
في المقابل، هناك حالةٌ من الإحباط المتراكم على مدى سنوات، وهناك فئةٌ واسعةٌ من الشباب ترى ألا مستقبل أمامها، وليس لديها ما تخسره أو تخاف عليه، كما حدث في كثير من بلدان الربيع العربي. هذه الشريحة العريضة من الشباب يتراءى لها المستقبل كطريق مجهول لا ينبئ بأي تطور، سواءً على الصعيد السياسي أو المعيشي. وهذه الفئة من الشباب لديها مطالب سياسية عادلة، طرحها آباؤهم وأجدادهم في الماضي من أجل بحرين ديمقراطية يسود فيها العدل. بحرين خالية من أي تمييز طائفي أو عرقي، يتساوى فيها الجميع، ويكون لدى الجميع فرص متكافئة في الدراسة والعمل والسكن وتحقيق الذات.
هذه الفئة من الشباب ترى أن الحصول على وظيفةٍ توفّر لها أقل متطلبات الحياة بات قريباً من المستحيل، حتى وإن كانت لديها شهادة جامعية، في حين أن الحصول على وحدة سكنية من الدولة يتطلب الانتظار لمدة 20 سنة، و40 سنة أخرى ليتمكّن من تسديد القروض البنكية، في حين ترى أن هناك من يتنعم بخيرات البلاد دون حدود، ويعيش البذخ في أقصى درجاته.
هذه الحالة لا تقتصر على البحرين، وإنّما هي حالة سائدة في العالم العربي حيث لا وجود لمفهوم التوزيع العادل للثروة. والشباب البحريني إنما يعبر عن رأيه بمشاركته بقية الشباب العربي في بلدان الربيع العربي، في ظل هذا الواقع الذي لم يعد مقبولاً أن يستمر إلى الأبد.
المؤسف أن ما يحدث الآن يؤكد أن البحرين ليست على طريق الحل، وإنّما على طريق المزيد من التأزيم، ما لم تبادر الدولة إلى طرح مبادرة تنتشل البحرين من هذا الوضع
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ
thank you
to the point thank you Jameel
ارى العمر في صرف الزمان يبيد
ويذهب لكن ما نراه يعود ... وهذا زمن يبيد كل الطاقات ويستهلك الشباب بل الطفولة احرقها ولا يلزم الانتظار فيه فقطار العمر يجرى بسرعة فائقة ويجب استثمار منذ الطفولة المبكرة وها قد فعلت البحرين حي زفت الطفولة في المهد . وجواب السلطة في زفة الطفل ذو الخمسة أيام واضح انه سنستمر في المزيد والنهاية البقاء للذي نفسه طويل وقطعا نفس الشعوب هو الابقى وأنظروا حولكم في جنوب افريقيا وتونس وبولندا وايران والمانيا الشرقية سابقا والكثير : فكل الانظمة سقطت وبقى الشعب هو الاساس .
ام علاوي
في الصميم عساك على قوة
شكرا
شكرا الي القلم الوطني الغيور علي وطنه وكثر الله من امثالك
كلامك يا اخ جميل لامس بعض مواقع الجراح المهمة
لقد لامست بعمودك هذا اليوم مفاصل دقيقة جدا وهم
يتراود الكثير
والبعض يقف مع الدولة ويراها محقة لأنه لم يذق عذابات الآخرين ولم يكتوي بنار الانتظار للوظيف ونار الانتظار للسكن ونار الانتظار للكرامة التي هي اهم من
كل هذا وكما يقول المثل ما تحرق النار الا رجل واطيها
ولم تخرج الامهات معتصمة في الشوارع الا عندما رأت
فلذات اكبادها التي صرفت عمرها وكل جهدها في تربيتهم وتنشأتهم متسكعون في الشوارع غرباء في وطنهم لا كرامة لهم ولا حق ولا ولا
لكن ما نقول الا الله اعلم بالحال
لك شكر
كلام من القلب الله يبارك فيك