بدأت السلطات الفلبينية في مدينتين جنوب البلاد منكوبتين بالفيضانات التي أودت بحياة أكثر من 700 شخص في دفن جثث الضحايا في مقابر جماعية أمس الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، نظراً لعدم قدرة دور الجنازات التي تعمل على تجهيز الجثث للدفن على استيعاب العدد المتزايد من الضحايا. ونفدت النعوش في مدينتي كاجيان دي أورو وإليجان حيث توفي 625 شخصاً جراء الفيضانات التي نجمت عن العاصفة الاستوائية «واشي» مطلع هذا الأسبوع. وقال الصليب الأحمر الفلبيني ومكتب الدفاع المدني إن الفيضانات والانهيارات الأرضية أودت أيضاً بحياة مئة شخص في مناطق مجاورة في جنوب ووسط البلاد. وذكر مدير مكتب الدفاع المدني، بينيتو راموس أنه «جرى بالفعل الدفن في مقابر جماعية في إليجان وكاجيان دي أورو ... إنها جثث لم يجر التعرف عليها». ونبه راموس إلى أن حصيلة الضحايا يمكن أن تظل في تزايد، حيث مازال المئات في عداد المفقودين وتخشى وفاتهم، حيث جرفت المياه الكثيرين وربما يكون البعض مدفوناً تحت طبقات الطين الكثيفة. وقال راموس «ليس بإمكاننا إحصاء المفقودين ... يكثف رجال الإنقاذ جهود نقل الجثث نظراً لأن الجثث والرفات بدأت بالفعل تنبعث منها رائحة كريهة» وفي مدينة كاجايان دي أورو، دفنت 17 جثة في مقبرة جماعية قرب مستودع قمامة في قرية زاياس بعدما جمع محققو الشرطة عينات من أنسجة الجثث والتقطت لها صور للتعرف على هذه الجثث لاحقاً.

وذكر البريجادير جنرال رولاند أماريل أن السلطات في مدينة إليجان بدأت بالفعل في دفن حوالى 50 جثة مجهولة الهويات في مقبرة جماعية بمنطقة خالية في قرية باناو، وذلك للسيطرة على الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثث المتحللة. وقال إن «موقع المقبرة لن يكون دائماً ... سيكون مؤقتا فقط للسيطرة على الرائحة. ستوضع الجثث جنباً إلى جنب بدون تكدس». وذكر وزير الصحة، إنريك أونا أن الوزارة أرسلت بالفعل مئات من أكياس الجثث إلى المدينتين. وقال «نبحث أيضاً في إمكانية تجميد الجثث حتى يتم التعرف عليها قبل أن تدفن ... نعمل بسرعة للحد من تهديد الإصابة بأمراض نتيجة تكدس الجثث «. وأرسلت وكالات الإغاثة والحكومة الفلبينية مياه صالحة للشرب إلى المناطق المتضررة حيث بدأت المياه في النفاد