العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ

الموت يغيّب زعيم كوريا الشمالية بعد 17 عاماً من «القبضة الحديد»

كيم جونغ-إيل
كيم جونغ-إيل

أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية أمس الاثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول 2011) أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-إيل الذي يعاني منذ سنوات من وضع صحي متدهور، رحل عن 69 عاماً وأن نجله الأصغر كيم جونغ-أون اختير خلفاً له. وحكم كيم جونغ-إيل، كوريا الشمالية بقبضة من حديد منذ 1994. وتزامناً مع إعلان الوفاة أجرت كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ قصير المدى قبالة ساحلها الشرقي كما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.


رحيل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل بعد 17 عاماً من «القبضة الحديد» وتعيين ابنه الأصغر خلفاً له

سيئول - أ ف ب

أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية أمس الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول 2011) أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-إيل الذي يعاني منذ سنوات وضعاً صحياً متدهوراً، توفي السبت، عن 69 عاماً وأن نجله الأصغر كيم جونغ-أون اختير خلفاً له.

وحكم كيم جونغ إيل، كوريا الشمالية بقبضة من حديد منذ 1994 وترك لخلفه ابنه الأصغر كيم جونغ أون اقتصاداً يحتضر في بلد شهد مجاعة مميتة ونقصاً متكرراً في المواد الغذائية.

وتوفي الزعيم الكوري الشمالي إثر إصابته بأزمة قلبية تاركاً لنجله كيم جونغ أون الذي اختير لخلافته بلداً يملك السلاح النووي لكنه يعتبر بين الدول الأكثر انغلاقاً في العالم واقتصاداً منهاراً، وغير قادر على تأمين المواد الغذائية لشعبه.

وكيم جونغ إيل الذي تدهورت صحته سريعاً بعد إصابته بجلطة دماغية في 2008 كان يبلغ من العمر 69 عاماً بحسب سيرته الرسمية.

و»الزعيم الغالي» أو «الزعيم العظيم» كان يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ رحيل والده كيم إيل سونغ العام 1994.

وعين نجله الأصغر كيم جونغ أون الذي يقل عمره عن ثلاثين عاماً والذي لم ير العالم وجهه إلا قبل سنة، لخلافته كما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وهذا الخيار كان متوقعاً لكنه أدخل المجموعة الدولية في مرحلة من الترقب.

وتزامناً مع إعلان الوفاة أجرت كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ قصير المدى قبالة ساحلها الشرقي الإثنين كما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.

ونقلت يونهاب عن مسئول حكومي لم تكشف هويته قوله إن «كوريا الشمالية أجرت تجربة على صاروخ قصير المدى هذا الصباح (...) وراقبته سلطاتنا العسكرية عن كثب».

وقد أعلنت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية أن كيم جونغ إيل «توفي نتيجة ارهاق فكري وجسدي كبير» السبت عند الساعة 08,30 (الجمعة عند الساعة 23,30 تغ).

وأضافت الوكالة أن كيم توفي جراء «أزمة قلبية» ألمت به داخل قطاره خلال إحدى تنقلاته الميدانية، مشيرة إلى أن تشريحاً لجثته حصل الأحد.

وسيسجى جثمان الزعيم الكوري الشمالي في ضريح كومسوسان إلى حين موعد مراسم التشييع الرسمية في 28 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وأعلنت السلطات الكورية الشمالية الحداد من 17 إلى 29 ديسمبر.

كما أعلنت الوكالة أنه تم إعلان النجل الأصغر للزعيم المتوفى لخلافة والده، واصفة إياه بـ «الخليفة الكبير» لوالده.

وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية إنه «في طليعة الثورة الكورية يوجد حالياً كيم جونغ-أون، الخليفة الكبير للقضية الثورية للزوتشيه والزعيم المميز لحزبنا وجيشنا وشعبنا»، مستخدمة في ذلك المصطلحات التقليدية للدعاية السياسية للنظام.

وزوتشيه أو جوتشيه هو الاسم الذي يطلق على العقيدة الرسمية للنظام الستاليني والتي وضعها مؤسس الجمهورية الشعبية لكوريا الديمقراطية، كيم إيل سونغ والد كيم جونغ إيل، وهي عقيدة تجمع بين الشيوعية والاكتفاء الذاتي.

وأضافت الوكالة أن «زعامة كيم جونغ أون هي الضمانة الأكيدة لنا كي نضمن بقاء القضية الثورية للزوتشيه للأجيال المقبلة، القضية التي أسسها كيم إيل سونغ وقادها إلى النصر كيم جونغ إيل».

وأضافت الوكالة «على كل أفراد الحزب (حزب العمال الحاكم) والجيش والشعب أن يخضعوا بكل أمانة لسلطة الرفيق كيم جونغ أون وأن يسعوا بحزم إلى حماية وتعزيز وحدة الحزب والجيش والشعب».

ويكرس إعلان كيم جونغ أون خلفاً لوالده مبدأ السلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في التاريخ، وقد تدرج هذا الشاب خلال السنوات الفائتة في السلطة وتسلم أعلى المراتب العسكرية والسياسية.

وأشارت وسائل الإعلام الرسمية إلى «حزن لا يمكن وصفه» لدى الكوريين الشماليين فيما بث التلفزيون الرسمي الصيني مشاهد لمواطنين يجهشون بالبكاء في شوارع العاصمة التي بدت مقفرة أكثر من المعتاد.


ردود الفعل بعد رحيل كيم جونغ إيل

وتوالت ردود الفعل الإقليمية والعالمية على وفاة زعيم النظام الستاليني.

ففي سيئول، وضعت كوريا الجنوبية جيشها في حالة تأهب وعززت الرقابة على حدودها مع كوريا الشمالية، كما طلبت من حليفتها واشنطن التي تنشر 28500 جندي أميركي على أراضي كوريا الجنوبية تعزيز المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات، بحسب ما أوضح متحدث باسم رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي. وألغى الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك كل التزاماته ومواعيده ودعا إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني في «البيت الأزرق»، اسم القصر الرئاسي في سيئول.

ولا تزال الكوريتان رسمياً في حالة حرب منذ الهدنة التي وقعها الطرفان إثر حرب 1950-1953.

من جهتها وفي إعلان مفاجئ أعربت الحكومة اليابانية عن تعازيها لبيونغ يانغ إثر إعلان وفاة زعيم البلد الذي لم تقم طوكيو علاقات دبلوماسية معه أبداً.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية أوسامو فوجيمارو خلال مؤتمر صحافي إن «الحكومة تعرب عن تعازيها بعد الإعلان المفاجئ عن وفاة رئيس لجنة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية كيم جونغ إيل».

وكان رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيكو نودا ألغى خطاباً كان من المقرر أن يلقيه ظهر الإثنين في طوكيو وسارع إلى الاجتماع مع وزرائه الرئيسيين داخل مكتبه فور الإعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية.

وأضاف أنه أمر بتعزيز العمليات الاستخبارية بشأن كوريا الشمالية وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية والاستعداد لأي طارئ.

بدوره بحث الرئيس الأميركي، باراك أوباما خلال اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك الإثنين في التعاون الأمني الوثيق بين واشنطن وسيئول بعد الإعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن أوباما «جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة القوي ضمان استقرار شبه الجزيرة الكورية وأمن حليفتنا القريبة الجمهورية الكورية».

من جانب آخر قدمت الصين وروسيا تعازيهما برحيل كيم جونغ إيل. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، ليو وايمين «صدمنا بنبأ وفاة الرفيق رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ونقدم تعازينا الحارة للشعب الكوري الشمالي». كما أعلن ناطق باسم الكرملين أن روسيا، إحدى الدول القليلة التي أبقت على علاقات دبلوماسية واقتصادية مع كوريا الشمالية، قدمت الإثنين تعازيها بوفاة الزعيم الكوري الشمالي.

من جانبها قالت بريطانيا إن وفاة زعيم كوريا الشمالية يمكن أن تكون «نقطة تحول» للدولة المعزولة، داعية خليفته إلى الدخول في حوار مع المجتمع الدولي.

من جهته عبر وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه عن أمله في أن «يتمكن الشعب الكوري الشمالي في أحد الأيام من الحصول على حريته» وذلك بعد وفاة الزعيم، كيم جونغ إيل.

وصرح متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون الإثنين أن الاتحاد يتابع «باهتمام» الوضع في كوريا الشمالية. وفي برلين، اعتبر متحدث باسم الخارجية الألمانية الإثنين أن وفاة الزعيم الكوري الشمالي تشكل «فرصة لتغيرات في كوريا الشمالية».


تسلسل زمني لأبرز المحطات في كوريا الشمالية

نزاعات... عدم استقرار... وانغلاق

في ما يأتي أبرز المحطات المتعلقة بكوريا الشمالية منذ 1950 والتي تشمل الحرب مع كوريا الجنوبية وتشدد أحد أكثر الأنظمة انغلاقا على وجه الكوكب، والسلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة على الطراز الستاليني في العالم حيث خلف كيم جونغ أون لتوه والده المتوفى «الزعيم الغالي» كيم جونغ إيل.

- 1945 : رحيل المحتل الياباني. دخول السوفيات في شبه الجزيرة من الشمال، والقوات الأميركية في الجنوب. وتقسيم كوريا إلى شطرين.

- 1948 : تأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (شمال) وعاصمتها بيونغ يانغ، ثم الجمهورية الكورية (جنوب) وعاصمتها سيئول.

- 27 يوليو/تموز 1953: هدنة بانمونجوم تضع حداً للحرب التي خلفت أربعة ملايين قتيل ومفقود.

- 1991: قبول الكوريتين في الأمم المتحدة. اتفاق مصالحة وعدم اعتداء واعتراف.

- 8 يوليو 1994: وفاة الزعيم الكوري الشمالي، كيم إيل سونغ وتولي نجله كيم جونغ إيل الحكم خلفاً له.

- 18 سبتمبر/ أيلول 1996: مقتل 24 عميلاً كورياً شمالياً و4 كورييين جنوبيين خلال محاولة تسلل غواصة صغيرة في كوريا الجنوبية.

- ديسمبر/ كانون الأول 1997: أول محادثات سلام بين الكوريتين في جنيف.

- 13/15 يونيو/ حزيران 2000: قمة تاريخية في بيونغ يانغ: الرئيسان كيم داي جونغ وكيم جونغ إيل يوقعان اتفاقاً ينص على إعادة التوحيد.

- 30 يونيو: اتفاق بشأن جمع العائلات وإعادة السجناء الكوريين الشماليين إلى بلادهم. اللقاءات العائلية الأولى في 15 أغسطس/ آب.

- 2002 : مواجهة بحرية بين الكوريتين في يونيو ما أدى إلى سقوط 30 كورياً شمالياً بين قتيل أو جريح، وأربعة قتلى كوريين جنوبيين إضافة إلى مفقود. والرئيس الأميركي جورج بوش يصنف كوريا الشمالية في «محور الشر».

- 2003: بيونغ يانغ تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي. بدء المفاوضات السداسية في بكين (الكوريتيان، الولايات المتحدة، اليابان، روسيا والصين).

- 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2006: كوريا الشمالية تعلن إجراء أول تجربة نووية لها.

- 25 مايو/ أيار 2009: بعد أن أبدت إشارات حسن نية في 2008، بيونغ يانغ تعلن قيامها بتجربة نووية ثانية تحت الأرض.

- 26 مارس 2010: 46 بحاراً كورياً جنوبياً يقضون في غرق طراد قرب الحدود البحرية بين الكوريتين. ولجنة تحقيق دولية تتهم طوربيداً كورياً شمالياً بالوقوف وراء الحادث وبيونغ يانغ تنفي.

- 24 أغسطس2011: كيم جونغ إيل يعلن استعداده لتعليق التجارب النووية في حال استئناف المحادثات السداسية.

- 19 ديسمبر: بيونغ يانغ تعلن وفاة كيم جونغ إيل قبل يومين وتسلم ابنه الأصغر كيم جونغ أون الحكم. وجنازة الزعيم الكوري الشمالي مرتقبة في 28 ديسمبر الجاري

العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:27 م

      ياساتر سترك

      هاي للحين مادخلنه 2012 الله يستر شكلهه بتكون سنه عصيبه

اقرأ ايضاً