الكتابة جنة المثقلين بخطاياهم
هي الفعل الذي لا يبدأ لينتهي،
ولو انتهى فإنه ينتهي ليبدأ.
***
في ظاهر الكتابة صوت آخر يهديك للموت،
بينما باطنها طريق لحياة لا موت بعدها.
***
ثمة منشغلون بالحرف يسألون أقلامهم:
كيف نكتب والمقاصل لاتزال تشير إلى رقاب الموبوئين بالكتابة؟
فيما أقلامهم تتهمهم بالخيانة وتتنكر لهم.
***
أن تكتب بصوتك، فذلك ضرب من الجنون،
وأن يصمت حرفك فتلك جريمة ومجون.
كلما أردت الحياة: اشحذ قلمك واسمع صريره على البياض؛
لتنبض الأحبار وتحيي جذور الصوت.
***
في الكتابة ضوء لا يشع إلا بالجهر بها،
كأنها النور المخفي وراء صخرة الكهف.
***
الكتابة امتحان النفس أمام الصمود،
واحة مشرعة للثقة،
سخية، تهبك أرواحاً ورياحين، كلما أريد بها إعمار.
تنتهب فضاءك،
وتهندس الأفئدة بأعمدة ماثلة للدمار،
تتقمص وجوها مختلفة،
لا تعترف بوجهك أو وجهتك، كلما أريد بها خراب.
***
مدخل أي كتابة قلق كفيل بتمرد كوني يتيح للكاتب ما لا يتيحه الواقع
فيدعوه للتمرد على كل قيد
***
كتابة بعض النصوص مشاريع مقابر مفتوحة على كل نبض.
كتابة كل نبض مشاريع جنان تنبت أواصر حب
***
أيها الإلهام لسنا برسم النبوة ولكننا شهداء يقظون على اللغة.
فالطف بنا واستعر منا القلم.
***
الحرف الذي لا يجيء كأنه حصار يحول دون وصول معونات للاجئ الجمال.
وكلما تمنع حرف على كاتب كلما انداحت ذكريات قبضته الأولى على القلم.
***
الرقيب على الكتابة كالسجّان دون قلب ودون ثقافة
همه الأول عدم وصول نور الحرية
****
القارئ واحة الكاتب، منه تعشوشب مخيلته، وإليه ينثر بذور الوعي
علاقة لا يفقها إلا التائه في الصحراء وفي جيبه بذور جديدة تبحث عن تربة صالحة للزراعة.
***
حين يتهيأ المرء للكتابة كأنه يتهيأ لعناق حبيبه
ينسى العالم ولا يتذكر إلا مهمته: إما السعي وراء الخراب أو إشعال نور الإصلاح
كحبيب يهب حبيبه نوراً أو وجعاً.
***
في الكتابة امتحان للبصر
تدريب له على عدم الإخفاق في رؤية كل الحقيقة حتى وإن اضطر للجوء إلى عمليات تصحيح النظر واحتمال آلام ما بعد الجراحة
***
القلم صديق لا يعاتب ولا يضجر...
هو الكاتب يسيّره معه في الاتجاه الصحيح من دون نفاق أو تملق ومن انعدم ضميره بات هذا الصديق عدواً له يهبه مواجع وقرني شيطان.
***
وحدها الكتابة تخرجنا من شقاء اللحظة.
فاختر أي الكتابة تمتهن:
كتابة للموت، أو كتابة للحياة،
فكلتاهما ضرب من الهذيان
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ
مقال ممتاز وافكار نيرة
رائع من اروع ما قرأت لك استاذة سوسن