الحديث عن فنيات المباريات الرياضية ونقدها، دائما ما أحاول الابتعاد عنه في مقالاتي وعدم التطرق إليه إلا في الضرورة القصوى التي يتطلبها إبداء الرأي، وذلك عن قناعة بأن هناك من الزملاء المحررين في القسم من هو مختص في اللعبة ومتابع لأمورها الفنية ومستويات الفرق، ولكني اضطررت في هذا المقال الشذ عن هذه القاعدة، حينما أتناول مشاركة منتخب كرة اليد في دورة الألعاب العربية المقامة في الدوحة، بعد أن تابعت جميع المباريات لعشقي ومحبتي اللعبة التي عاصرتها ردحا من الزمن كنت فيها لاعبا وحكما وإداريا. كما كانت لي وقفة نقدية مع مدرب قدير عاصر اللعبة عشرات السنين اتفق مع ما ذهبت إليه من تحليل.
هذا المنتخب سبق أن فاز بلقب بطولة دورة الألعاب الخليجية التي أقيمت في البحرين قبل شهر واحد فقط بعد أن تفوق على جميع المنتخبات الخليجية بما فيها المنتخب السعودي، وقاده في الدورة باقتدار المدرب الوطني عادل السباع، الملم بظروف الفريق وإمكانات اللاعبين البدنية والفنية، لذلك استغل الإمكانات المتاحة له بشكل جيد. ولكن بعد الدورة تعاقد الاتحاد على شكل إعارة مع مدير فني جديد يجهل إمكانات اللاعبين، وظروفهم النفسية لذلك صعب عليه توظيف إمكاناتهم التوظيف الأمثل فشاهدنا أكثر من لاعب بارز مركون على دكة الاحتياط، كما شاهدنا لاعبين يلعبون في غير مراكزهم الأساسية التي يبدعون فيها وكأن المنتخب يشارك في دورة حبية.
أنا حقيقة لا أعرف دوافع الاتحاد في اختيار هذا المدرب، ولا أعرف السبب الرئيسي الذي جعل الاتحاد يبعد السباع عن الجهاز الفني للمنتخب الأول في هذا الظرف بالذات، ولكن ما شاهدته في الملعب يجعلني أجزم بأن هناك لخبطة في تنفيذ خطط اللعب وعدم انضباط من اللاعبين داخل الملعب سببه المدير الفني الذي لم يحسن قيادة اللاعبين!
أخيرا أقول، بأن من حق مجلس إدارة اتحاد اليد أن يختار المدرب الكفء القدير على إدارة المنتخب لأنه هو المحاسب الأول والأخير عن هذا الاختيار، ولكني ما أعرفه جيدا -أيضا- بأن الإعداد لأي بطولة يحتاج إلى تهيئة بدنية ومهارية وخططية من قبل جهاز فني ملم بإمكانات اللاعبين والظرف المناسب وهو ما افتقدناه في البطولة لذلك خرجنا من المولد صفر اليدين
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3390 - الأحد 18 ديسمبر 2011م الموافق 23 محرم 1433هـ