في أجواء من الحماس والمتعة والترفيه العائلي، شاركت مختلف فئات المجتمع البحريني من مواطنين ومقيمين بالحضور الواسع في فعاليات المهرجان العائلي «إحنا لبعض» بمنتزه عذاري الذي يقيمه منظمو حملة «وِحدة وَحدة» بدعم من وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية.

وشهد المهرجان في يومه الثالث تفاعلاً كبيراً من قبل الحضور عبّر عن التلاحم الوطني بين مختلف الفئات من خلال ترديد الشعارات والأغاني الوطنية المعبرة عن البهجة بمناسبة مرور 40 عاماً على العيد الوطني المجيد والذكرى 12 لتسلم جلالة الملك مقاليد الحكم في البلاد.

واحتوت شعارات الحملة على كلمات تعزز من قيم الوحدة الوطنية والمواطنة وأبرزها «وِحدة وحدة نبيها وما نبي ثنتين... عشانك أنت وعشاني ولأجلها البحرين... بعيش بين أهلي وأحبابي وإخواني... أحب كل الناس أصحابي وجيراني... باصير غير».

ويشكل التهافت من قبل الأسر البحرينية على المهرجان دافعاً للمنظمين لتقديم أفضل العروض التراثية والتاريخية والترفيهية وذلك لما يمثله المهرجان من فرصة وطنية لتعزيز التكاتف الوطني وغرس مشاعر المحبة والولاء وتأكيد الانتماء وبث روح التفاؤل في نفوس الأسر، وهذا ليس بغريب على البحرينيين لأنهم جبلوا على استيعاب التنوع الثقافي والاجتماعي والديني منذ القدم وهذه من السمات البارزة في الشخصية البحرينية المتسلحة بقبول الآخر والتسامح والانصهار في بوتقة الوطن والدفاع عن استقلاله وترابه طوال الفترة الماضية.

وأكد منظمو الحملة أن ما يتميز به الشعب البحريني من وحدة وطنية جعلت منه مجتمعاً متسامحاً ومتحاباً ومتآلفاً، بل ونموذجاً للمجتمعات القائمة على التماسك والتآخي فيما بين أبنائه، لتصبح إحدى صفات هذا الشعب الكريم، بل إن من يقدم إلى هذا الوطن ويرى مدى تسامح ووحدة أبنائه يؤثر البقاء فيه فينصهر في هذا المجتمع.

وجدَّد منظمو الحملة دعوتهم لجميع الأسر البحرينية والمقيمين وزوار المملكة للمشاركة بالحضور في فعاليات المهرجان الذي يستمر أسبوعاً لغاية 22 ديسمبر/ كانون الأول 2011، علماً أنه يبدأ برامجه يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً، وجاء اختيار الموعد المحدد لانطلاق الحملة (16 ديسمبر 2011) باعتباره تاريخاً عزيزاً على قلب كل بحريني وبحرينية، وهو احتفالات المملكة بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس عاهل البلاد، إذ سيتم إطلاق المرحلة الأولى من الحملة اعتباراً من النصف الثاني من ديسمبر 2011 وتستمر حتى شهر يوليو/ تموز2012.

وتمّيز ركن الطبخ الشعبي في المهرجان بحفاوة بالغة من قبل الحضور، وذلك لما يحمله تراث المطبخ البحريني من تقاليد تبرز فن المرأة البحرينية في ابتكار المأكولات النابعة من صميم التراث الوطني، وحظيت فقرة الطبخ الشعبي التي قدّمتها الطباخة منى الحسن بمشاركة لافتة من قبل الحضور.

وقدّمت الحسن نماذج لأبرز المأكولات الشعبية المعروفة في البحرين، وجرى خلال الفقرة تذوق هذه المأكولات، والاستفسار عن سر مكوناتها، وتبادل الحضور وهم من مختلف مكونات المجتمع الأحاديث الودية حول بعض الوصفات لمأكولات شعبية بحرينية.

كما شهد المهرجان عروضاً احتفالية راقصة لفن الليوة والعرضة والجربه، وقد صفق الحضور بحرارة لهذه العروض التي حازت على إعجاب الأطفال قبل الكبار، واعتبروها استحضاراً غنياً للتاريخ الفولكلوري المميز للبحرين على مختلف العصور، وأن هذه العروض الاحتفالية تمثل تجديداً لأجواء الفرح والمرح والبهجة التي استطاع مهرجان «إحنا لبعض» من تحقيقه عبر لمه مختلف مكونات المجتمع تحت سماء المهرجان لحضور فعالياته المميزة والشيقة والممتعة