قال تجمّع الوحدة الوطنية إن مشاركة وفد التجمّع برئاسة الشيخ عبداللطيف آل محمود في ندوة «تشاثم هاوس» بلندن إنما انطلقت من إيمان التجمع بضرورة إتاحة الفرصة لمساهمة جميع الأطراف ومكونات الشعب البحريني في أية جلسة ونقاشات تتعلق بالأوضاع السياسية لمملكة البحرين وعدم الاقتصار على تمثيل أطراف وفئات بعينها كــ»الوفاق» كمتحدث وحيد عن شعب البحرين كما دأبت بعض المحافل الإقليمية والدولية.

وأوضح التجمّع أن مشاركة وفده قد عززت من الموقف الحازم في رفض جميع الوساطات الأجنبية وحلول ما تحت الطاولة التي تمثل تدخلاً أجنبيّاً مرفوضاً وخيانة لثقة فئات كبرى من الشعب البحريني من بينها «أهل الفاتح»، حيث إن التجمّع لن يفرط أبداً فيما يهدد سلامة الكيان البحريني وعمق انتمائه العروبي والمسلم، وسيظل متمسكاً برؤاه الإصلاحية، حيث أخذ الوفد في اعتباره تمثيل جميع الفئات والطوائف من المكونات الرئيسية للمجتمع البحريني وليس فقط أعضاء التجمّع.

واعتبر التجمّع أن مشاركة وفده شكلت فرصة قيمة لالتقاء العديد من الفعاليات والأطراف المؤثرة لنقل الصورة الصحيحة لهم عن حقيقة ما يجري في مملكة البحرين بعيداً عن مغالطات وأكاذيب إعلامية لايزال البعض عاكفاً على تسويقها تحقيقاً للكسب السياسي الفئوي ذي العواقب الوخيمة على السلم الأهلي للمجتمع البحريني.

وبين التجمّع أن محاولات بعض الوسائل الإعلامية الرخيصة ممارسة الابتزاز وإحداث الوقيعة في مثل هذا الوقت بالذات بين أعضاء التجمع وشعب البحرين باتت مكشوفة وتنم عن حقد وتشفٍّ على الاعتراف الدولي بالتجمع، فهي تدرك أن مثل هذا الاعتراف لن يكون الأول كما أن مشاركة التجمع لن تكون الأخيرة في هذه الندوات طالما لمسنا حسن النوايا والجدية لحل الأزمة، ومن المتوقع أن نشهد مثيلاتها في المراحل المقبلة مع التعويل الكامل على وعي الشعب البحريني. وشدد التجمّع على رفضه الحازم لتصنيفه على أنه ممثل للحكومة أو لفئة أو طائفة من الشعب مؤكداً أن تجمّع الوحدة الوطنية خرج من البحرينيين لأجل البحرينيين، ومن يشكك في وطنيته مردود عليه منذ البيان الأول حيث أدان التجمّع سقوط الضحايا من المواطنين في دوار مجلس التعاون في بدايات الأزمة، وطالب بفتح تحقيق في ذلك حتى قبل أن تظهر مبادرة لجنة تقصي الحقائق، في حين عجز البعض عن إدانة جرائم الاستهداف الطائفي للسنة والوافدين الأجانب بعدما أثبتها التقرير منذ أسابيع، بل وأن أحد رجال الدين من الطائفة الشيعية الكريمة قد صرح حينها بأن التقرير لم يكشف جميع جرائم المعارضة الطائفية. وعبّر التجمّع عن أسفه لعدم إدانة قوى المعارضة الفئوية تلك الجرائم أو اعتذارها عنها إلى شعب البحرين لأنها ربما خشيت أن تنكشف حقيقة التحركات ويسقط عنها قناعها الثوري والوطني، وهو ما يساهم في زيادة التأزيم الطائفي بسبب مكابرة هذه القوى وعزتها بخطاياها السياسية، ويكفي أن حضورها قد اضمحل خطابيّاً بين مصاف الثورات العربية في موسم انكشاف الحقائق