الحديث عن التنظيم في قطر لدورة الألعاب العربية لا معنى له. والسؤال الذي يطرحه البعض في الإعلام الرياضي المرئي أو المقروء أو المسموع عما إذا قد نجحت قطر في الاستضافة لا داعي له. هل قطر التي نجحت في تنظيم دورة الألعاب الآسيوية والكثير من الاستحقاقات العالمية والقارية في مختلف الألعاب، وهو ما أهلها لأن تحظى بشرف استضافة نهائيات كأس العالم في 2012 تحتاج لتقييم في استضافة دورة مثل الألعاب العربية؟، أعتقد لا.
تقدم الدوحة للإعلاميين خدمة مميزة جدا تجعل منهم يؤدون دورهم المناط بهم بكفاءة عالية، لا يوجد من يشتكي من المواصلات فهي متوافرة وبمستوى عال من الدقة، ولا أحد يتحدث عن مشكلة في شبكة الإنترنت في مختلف المراكز الإعلامية لاسيما المركز الإعلامي الرئيسي في نادي قطر، ولا معضلة في الحصول على نتائج المنافسات أولا بأول من خلال الموقع الرسمي للدورة، وفوق كل هذا يتواجد الإعلاميين العرب في مقر سكن واحد.
أوصلت قطر من خلال حفل الافتتاح رسالة هامة للعرب، وربط التاريخ والماضي العربي العريق بالحاضر، وكيف كانوا متحدين في وجه الأخطار التي تأتي من خارج المحيط العربي، وشبه هذا الخطر بالوحش المفترس، وكان مفاد الرسالة أن يتحد العرب أمام الأخطاء الخارجية التي تطل بين الفينة والأخرى لاسيما هذه المرحلة الحساسة سياسيا التي تشهد اللا استقرار.
الرسالة التي أريد إيصالها للمسئولين في اللجنة المنظمة العليا ولعلها للمستقبل إن كانت مقبولة بالنسبة لهم، هي رسالة بيئية بحتة، فهناك حالة من الإسراف في المطبوعات الورقية لا أجد لها داعيا من جانب وفوق الحاجة من جانب آخر، ولا أدري إذا ما كانت نهايتها في صندوق القمامة أم أنها تنقل لمواقع إعادة تدوير الورق في قطر، وفي كل الأحوال هو إسراف في غير محله، وبالإمكان مراعاة شعار الدورة (الإبداع) من خلال هذا الجانب.
يتحدث العالم الإعلامي اليوم عن الإعلام الحديث، وفيه الاعتماد على شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك والتويتر)، وتفعيل المواقع الإلكترونية للصحف والمواقع الإخبارية، وتأتي فكرة الإعلام الحديث من أجل ضمان سرعة إيصال الخبر والصورة للقارئ من دون تعقيدات، وهناك صحف ألغت وظائف من هيكلتها بناء على إستراتيجية الإعلام الحديث (بما معنى أنها وفرت أموالا أيضا).
قبل 5 سنوات أو أكثر بقليل، من كان يكتب تقرير المباراة على جهاز الكمبيوتر (أو اللاب توب) بشكل مباشر حالة شاذة وسط المجتمع الإعلامي، وأتصور بأن الذي لا يزال يستخدم الورق ولا يستطيع استخدام الكمبيوتر للكتابة أو البحث عن معلومة أشبه بالحالة الشاذة (ولن أقول متخلفا).
وأخيرا، شكرا لقطر على ما قدمته للرياضة العربية من خلال الألعاب العربية وخصوصا الإعلاميين، وآمل أن تصل الرسالة هذه للمعنيين في اللجنة الأولمبية القطرية كرأي وملحوظة يمكن الاستفادة منها في الاستحقاقات العالمية الكبرى التي تنظمها الدولة بشكل مستمر، وأخيرا وليس آخرا (شكرا قطر).
أقدم أسمى آيات التعازي والمواساة للإعلامي المخضرم محمد لوري الذي غادرنا من الدوحة للبحرين لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى والده، متضرعا للمولى في أن يتقبل الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3387 - الخميس 15 ديسمبر 2011م الموافق 20 محرم 1433هـ
قطر تواصل تالقها
ابداع قطر متواصل فكانت رمز يحتذى فيه الجميع
من جميع الجوانب