ليس غريباً على دولة قطر أن تحتضن أكبر الدورات العربية وإثبات قدراتها بأنها جاءت لإبهار العالم بأكمله بأصول التنظيم من خلال الكوادر الكثيرة التي تمتلكها إضافة إلى المنشآت الخيالية الفخمة التي تم تدشينها في السنوات الماضية، ومازالت تسير نحو التقدم حتى وصل بها الحال أن تصبح إحدى الدول الرائدة في عالم الرياضة.
الحديث عن الدورة العربية التي تحتضنها حالياً عاصمة الرياضة العربية (الدوحة) يحتاج إلى صفحات كثيرة كي نصل للقليل من التعبير حول النجاح، ولو سلطنا الضوء على حفل الافتتاح لن نخرج بعلامة أقل من «الإنجاز المتواصل»، فتلك المعاني لا تخرج إلا من شخصيات ناجحة مثلت علامة الإبهار في الرياضة العالمية عموماً والعربية خصوصاً.
حفل الافتتاح كان معبرا استعملت فيه تكنولوجيا حديثة، وتضمن فقرات تحكي تاريخ الإنسان العربي والتحديات والصعوبات التي واجهها في حقبات سابقة. واستعرض الحفل قصة قبيلتين تمثلان العرب بينهما خلافات وصراعات واجهتا خطرا خارجيا من «كائن خرافي»، ثم اظهر كيف توحد العرب وتصدوا لهذا الخطر، إلى أن انتشر السلام والمحبة. وكان وجود التكنولوجيا الجديدة مؤثرا، إذ انتشرت حزم ضوئية على المدرجات التي تحولت إلى لوحات أو شاشات تعرض من خلالها صور ما يحدث على ارض الملعب. إضاءة الشعلة تمت بطريقة مبتكرة جدا، إذ حملت طفلة قطرية الشعلة واضاءت أسفل برج لولبي فتصاعد الضوء حول البرج إلى أن استقر في مبخرة في قمته بمشهد رائع. كل ذلك وأكثر كان حفل الافتتاح فهل هناك دولة بإمكانها إخراج هذا العرس بهذه الصورة!
بعيداً عن حفل الافتتاح، تصريح هرم الرياضة الخليجية الشيخ عيسى بن راشد قبل انطلاق الدورة العربية بأيام يدل على الإمكانات المبهرة التي تمتلكها الدوحة، فقال بأنه سعيد بالأجواء الجميلة التي تتزين بها الدوحة وهي تحتضن هذا العرس العربي الضخم، وأن ملامح النجاح بدأت تلوح في الأفق قبل انطلاق الدورة، وحديثه خير دليل على التطور الواضح التي تشهده المنطقة العربية عموماً والقطرية خصوصاً باحتضانها أكبر الدورات.
العالم ينظر اليوم إلى الدوحة بأنها إحدى العواصم التي تكتشف دائماً النجاح المتواصل، فكيف لا وهي التي حصلت على حق استضافة أكبر الدورات العالمية بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 والذي لم ترفع أي دولة رأسها للحصول على هذا الشرف الكبير، لكن القدرات التي تمتلكها الدوحة أجبرت الدول على تقديم التهاني والتبريكات بحصولها على حق الاستضافة والجميع يعرف ماذا تمتلك قطر من منشآت تدمع العين لرؤيتها، فعاصمة الرياضة جاءت لرقي الرياضة العربية وإبهار العالم بمنشآتها الخلابة.
قصة النجاح دائماً ما تأتي بمجرد فكرة، وتتحول إلى طموح، فقطر راودتها فكرة الابتكار والتطور ونجحت بذلك، وكم أتمنى أن تسير الدول العربية على الخط نفسه الذي سارت عليه قطر، فليس هناك أسرار للنجاح فهو مجرد نتيجة التحضير والعمل الجاد، فلابد أن تعمل من أجل النجاح.
أخيراً... يٌقال بأن الأفكار الكبيرة تخاطب فقط العقول الكبيرة، بينما الأعمال الكبيرة تخاطب الجميع، فمواصلة النجاح انتهت منها قطر وبقي عليها الدور أن توزع أدوار ما حققته من انجازات في السنوات الماضية على الدول الأخرى كي تستفيد منها، وكم أتمنى أن تسير البحرين على الخط نفسه الذي سارت عليه الدوحة، ولنا الفخر – كبحرينيين – أن تصل جارتنا الدوحة لما وصلت إليه، وأتمنى أن تواصل إبهار العالم حتى الخروج بأفضل استضافة كأس عالم في 2022. وليكن هدفك بلوغ القمر، فحتى إن فشلت في الوصول إليه فإنك ستحط بين النجوم
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 3386 - الأربعاء 14 ديسمبر 2011م الموافق 19 محرم 1433هـ
قلت في الدوحة
في الدوحة عرس صحيح كلامك ، نحن هنا البحرين حفل التأبين واتشاحها بالحزن أصبح مزمن لا نهار فيه !دع الرياضة فأنها ترف محض بالنسبة لنا !
ابو يحي
حبيبي ابو يحي قطر في صوب ودول الخليج في صوب ثاني
هناك يتكلمون عن كأس العالم واحنا هنى نتكلم عن دورة الخليج