العدد 3385 - الثلثاء 13 ديسمبر 2011م الموافق 18 محرم 1433هـ

أكاديميو عذاري... تجريم في الداخل وتكريم في الخارج

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أحد الأسئلة التي أثارها حفل السبت الماضي في قاعة فلسطين بجمعية وعد: هل منحت «جمعية دراسات الشرق الأوسط» جائزة «الحريات الأكاديمية» لأي من الأكاديميين في أيٍّ من الدول العربية؟ ولماذا؟ الأكاديميون البحرينيون فُصلوا من أعمالهم بقرار سياسي، وأوقعت عليهم عقوبات شتى، من سجن واعتقال ومحاكمات، لمجرد اتخاذ موقف أو التعبير عن رأي تجاه الأحداث السياسية التي عصفت بالبلاد منذ فبراير/ شباط الماضي. وهو ما لم يتعرض له أيٌّ من أساتذة الجامعات في الدول الأخرى التي عصف بها الربيع العربي.

العقوبات طالت عشرات الأساتذة الجامعيين، موزعين على مختلف الجامعات: «البحرين» و «الخليج» و «الأهلية» و «معهد البحرين للتدريب» و «البوليتكنيك».

التهمة المشتركة هي الذهاب إلى الدوار، أما التهم الأخرى الأكثر غرابة الكتابة في «الفيسبوك» و «التويتر»، وهي وسائل تواصل اجتماعي حديثة عابرة للقارات والبلدان والأديان، ولا يمكن لأيّ نظامٍ التحكم فيها أو الحد منها مهما أوتي من قدرات استخبارية وشرطة وجواسيس. ومثل هذه التهمة لو تناهت للصحف والإعلام الأجنبي لأصبحت مادة خصبة للمعلقين السياسيين ورسامي الكاريكاتير. والأكثر خصوبةً منها تهمة «إعادة إرسال إيميل بشكل متعمد»! وهذه ليست مبالغات وإنّما «تهم» وجهت فعلاً لأكاديميين وأدينوا بها، وقُدّمت كأدلة ضدهم أمام القضاء.

في كلمةٍ للمفصولين الإداريين، قال حسين السماك إن كلية الحقوق في الجامعة كانت أول كليةٍ خالفت الحقوق والقانون والدستور، وبينما يفترض أن تشجع الجامعة على حرية الرأي والتعبير، فإنها تحوّلت إلى لجان تحقيق لملاحقة أصحاب الرأي، وقادت إلى اعتقال الكوادر العلمية العليا من الجنسين من منازلهم.

الطالب أحمد عبدالرحيم ألقى كلمة عن زملائه المفصولين أكد فيها وجود رواية أخرى مختلفة تماماً عن الرواية الرسمية عن الهجوم على الجامعة، وأشار إلى أن خمسة طلبة حُكموا بخمسة عشر عاماً، وأن أحدهم فُصل لكلمةٍ واحدةٍ ساخرةٍ كتبها على الفيسبوك: «ما عندنا اباتشي يا علي سلمان».!

وأضاف «يجب ألا يُسأل أحدٌ من الطلبة عن نشاطه خارج الجامعة لأن الطلبة مواطنون أحرار... والسؤال: من يعوّض الطلبة الذين خسروا دراستهم وضاعت سنة من أعمارهم؟».

رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان الشاب محمد المسقطي انتقد عمليات فصل الأكاديميين والطلبة الجامعيين واعتقالهم ومحاكماتهم، انتهاكاً لحقهم الطبيعي في التعبير عن آرائهم بكل حرية. وأكد أن الكلمة التي يملكونها كانت أقوى من أية ردود فعل ضدهم، وأسهمت في التأثير على الرأي العام المحلي والدولي.

الحقوقي نبيل رجب استهل كلمته متسائلاً: ماذا صنع النظام من هؤلاء الأكاديميين؟ وأكد على دور الأكاديميين والطلبة في الحراك السياسي بعد أن أصبحوا رموزاً، وتحدّث عن مشاعره لحظة تسلمه الجائزة بالنيابة عنهم في واشنطن قائلاً: «وقفت أمام 2500 أكاديمي من مختلف أنحاء العالم جاءوا للاحتفال بتسليم عشرة من الشخصيات العلمية، وبُهرت لوقوفهم جميعاً عندما ذُكر اسم الأكاديميين البحرينيين».

الأكاديميون الذين تعرضوا للفصل والتحقيق والمحاكمة والإهانات في بلدهم، في غرفٍ مغلقةٍ وعلى أيدي لجان تحقيق شارك فيها بعض زملائهم... كُرّموا في بلدٍ بعيد، من قبل زملاء لهم في العلم والإنسانية. حفلٌ غاب عنه الإعلام البحريني، وحضرته وكالات الأنباء الكبرى، لتكون شهوداً على ما جرى ويجري في البحرين

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3385 - الثلثاء 13 ديسمبر 2011م الموافق 18 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:47 ص

      صراع بين العلم والجهل والعدل والظلم مستمر

      دول ترحب بالكفاءات وتغريها ودول تطرد وتطارد كفاءاتها

      فاي الدول مؤهل للارتقاء والتقدم ؟؟؟

    • زائر 17 | 8:10 ص

      التهمة الاخرى

      التهمة الاخرى هي انهم من مذهب معين !!

    • زائر 16 | 4:42 ص

      عندما يكون الإنسان حرا

      هؤلاء البعيدين عنا جغرافيا ليسوا بعيدين عنا إنسانيا قال الإمام الحسين عليه السلام " إن لم يكن لكم دين و كنتم لا تخشون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم" إنهم هم الأحرار فشكرا لهم وشكرا لكم يا سيد

    • زائر 13 | 3:33 ص

      عذاري

      السؤال القادم سيدي، هل تبقى تلاحقنا لعنة عذاري لعنة البلد التي تسقى الغريب وتنسى القريب ويبقى القريب ينتظر للبعيد عله يلقى قطرة ماء يشعر من خلالها بذاته التي أثكلتها عنصرية عذاري الملعونة

    • زائر 11 | 2:34 ص

      الحرية الأكاديمية لا تمنح بل تنتزع

      إنّ تعاقب الأحداث السياسية في جامعة البحرين يذكرنا بأنّ الحرية الأكاديمية لا تُمنح، بل تُنتزع وتُستحق، بحيث لا بد من خوض كفاح مستميت لكي تحظى هذه الحرية بالاحترام والدعم وتوسيع نطاق تنفيذها .. فهنيئاً لكم يا أكاديمي جامعة البحرين هذا الوسام وبارك الله فيك يا أستاذي قاسم حسين

    • زائر 9 | 2:25 ص

      عقوبنا لسبب تعبيرنا عن أرائنا

      لقد عوقبنا نحن الأكاديميين المفصولين بصورة تعسفية وجائرة من جامعة البحرين لا لشيء سوى تعبيرنا عن أرائنا كما أكدتها مواثيق الحرية الأكاديمية

    • زائر 8 | 2:23 ص

      الاحتفاء بالاكاديميين

      ان هذا التكريم لهو احتفاء بكل الأكاديميين الشرفاء من جامعة البحرين الذين دافعوا عن الحرية الأكاديمية .. بارك الله فيك يا أخي قاسم على هذا العمود الرائع

    • زائر 3 | 12:15 ص

      لاتحسب الظلم سهل

      عند الله عظيم و سيكون الحساب عسير
      لن نتوقف عن المطالبة بالحقوق و العدالة حتى مع من ظلمنا

    • زائر 1 | 11:38 م

      وعلى الظالم تدور الدوائر

      أضحوكة مبكية عندما تم إستدعاءنا للجان التحقيق إكتشفنا أن بعض المحققين يمتلكون شهادات إعدادية وثانوية بينما المتهمون يمتلكون الدكتوراة والماجستير .... بالفعل أمر مضحك

اقرأ ايضاً