بدا سيف الإسلام في شاحنة ووجهه ملطخ بالرمال خائف من مصير مثقل ينتظره، وعلى غير عادة ظهر الرجل بشكل مغاير يلتفت من حوله متوجساً غير واثق بنفسه، وهو الذي كان يتوعد الثوار بـ «أنهار من الدماء»ويهدد بعنفوان لا حدَّ له «سنقاتل حتى آخر رجل وآخر امرأة، وآخر رصاصة»، وأنه « لن يخسر ليبيا»، أما اليوم فالليبيون ينتظرون مثوله للمحاكمة التي ستكون حتماً أكبر محاكمة في تاريخ بلادهم.
ابن القذافي الذي يتقن اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية، ويلقّب بالـ «مهندس»، كانت تعتبره الأوساط الغربية الشخصية الأكثر اعتدالاً في السلطة الليبية، وكانت تؤمل عليه أن يكون مُصلح عشيرة القذافي، لكنه بدا مخيباً لآمالها، فقد ظهر أكثر دموية ولا يقل شراسة عن والده، اليوم يواجه مصير محاكمة، سيمثل فيها للدفاع عن عائلته كلها والتي عاثت فساداً وظلماً لأكثر من أربعين عاماً. فمنذ اختفاء سيف الإسلام في يونيو/ حزيران الماضي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله على اتهامات بجرائم ضد الإنسانية، وترى المحكمة على حد تعبير رئيس هيئة الادعاء بها لويس مورينيو أوكامبو أنها «جهة الاختصاص الوحيدة»، ما جعل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل يبعث بخطاب - بعد القبض على سيف الاسلام - إلى المحكمة الجنائية الدولية يقول فيه: «إن القضاء الليبي هو صاحب المسئولية الأولى في محاكمة سيف الإسلام والدولة الليبية راغبة فيه وقادرة على محاكمته وفق القانون الليبي».
الإصرار الليبي على محاكمة سيف الاسلام في ليبيا دفع باوكامبو لزيارة طرابلس لإجراء اتفاق تعاون بين المحكمة الدولية والحكومة الليبية الجديدة والذي يخول المحكمة الدولية إمداد السلطات الليبية بما خلصت إليه من تحقيقاتها، وأمام هذه الوصاية لاتزال مكنة الإعلام الغربي تشكك في إمكانية حصول سيف الاسلام على محاكمة عادلة في ليبيا، إذ لا تزال المخاوف باقية من أن يلقى مصير والده، لذلك ترى صحيفة «الغارديان» البريطانية أن «المحكمة الجنائية الدولية هي على الأرجح أفضل مكان لتحقيق العدالة».
التخوف الغربي ليس ناجماً عن مدى العدالة بقدر الخوف من أن تشهد محاكمة سيف الإسلام الكشف عن فضائح القادة والساسة الغربيين، فهو ليس لديه ما يخسره، فربما يكشف عن تفاصيل العلاقات الوثيقة والسرية التي جمعت والده بعدد من السياسيين البريطانيين في قضية طائرة لوكربي بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الذي وصفه القذافي الابن بـ «الصديق الشخصي المقرب من العائلة»، او ربما يعلن دور والده في تمويل حملة نيكولا ساركوزي الانتخابية في العام 2007.
«تلك هي رغبة الشعب الليبي» مقولة قالها وزير العدل في الحكومة الانتقالية الليبية في صدد محاكمة سيف الإسلام في ليبيا، فالليبيون مصرون أكثر من أي وقت مضى على المحاكمة العادلة التي تأخذ حقهم ممن أراد قطع أصابعهم لأنهم رفعوها في وجهه صارخين... كفى ظلماً! كفى مهانة!
سيف الإسلام هو من أكثر المتورطين بعد والده في ارتكاب جرائم بحق الليبيون وخاصة بعد أحداث 15 فبراير/ شباط 2011 إذ يشار إلى أنه من وضع ونفذ خطة لقمع انتفاضة الشعب الليبي وأشرف على قتل الكثير منهم بواسطة أوامره إلى قوات الأمن، تبقى محكمة سيف الإسلام أمراً حتميّاً يجب عدم التفريط أو التهاون بها أو الالتفاف عليها، فالمحاكمة لها شرعيتها وهي حق إنساني أصيل لكل الأطراف، ابن القذافي آخر من بقي فلا نجعله يفلت حتى لا ينفرط العقد ويهرب من يهرب من ربيعنا العربي
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3385 - الثلثاء 13 ديسمبر 2011م الموافق 18 محرم 1433هـ
اقسم بالله العظيم اقسم بالله العظيم ان سيف الاسلام مظلوم
هذا ما يزعل الكل يأخذ حقه . والمتهم برىء حتى تثبت ادانته كما في القانون الدولي
واقرآن الكريم يقول :
" ولكم في القصاص حيـــــــــــــــــــــاة يا اولي الالباب "
ونحن مسلمين ونتعبد ونعتقد بالاسلام ونطبق في حياتنا اذا لم نخاف من القصاص .
والمسلم من سلم الناس من لسانــــــــــــــــــــه ويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده .
هذا هو المسلم الحق الذي وصفه الله ورسوله
واذا خرج عن هذا الحديث يعني ليس مسلم .