يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين في واشنطن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لفتح صفحة جديدة بين البلدين بعد نحو تسع سنوات من الوجود العسكري الاميركي في العراق. وتاتي هذه الزيارة التي تستمر يومين قبل اقل من ثلاثة اسابيع على نهاية انسحاب القوات الاميركية وبعد حوالى تسع سنوات على اجتياح العراق الذي تم من دون موافقة الامم المتحدة بهدف الاطاحة بصدام حسين الذي اعدم نهاية العام 2006.
ويرافق المالكي في هذه الزيارة الثالثة له الى الولايات المتحدة منذ وصوله الى الحكم في ايار/مايو 2006، وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي وكبير مستشاريه ثامر غضبان ومستشاره لشؤون الامن القومي فالح الفياض.
واوضح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "اوباما والمالكي سيجريان محادثات في شان انسحاب القوات الاميركية من العراق وجهودنا لفتح صفحة جديدة في الشراكة الاستراتيجية الواسعة بين الولايات المتحدة والعراق". وتشمل لقاءات رئيس الوزراء العراقي اضافة الى اوباما، نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون واعضاء في الكونغرس للتباحث في شؤون الامن والطاقة والتعليم والقضاء.
وابدى عدد من النواب الجمهوريين مؤخرا مخاوف ازاء الوضع الامني في العراق والنفوذ الايراني بعد الانسحاب الاميركي.
ولا يزال 6 الاف عسكري وموظف في وزارة الدفاع الاميركية موجودين حاليا في اربع قواعد في العراق مقابل 170 الف جندي و505 قواعد عامي 2007 و2008. ومن المقرر ان يسلم الجيش الاميركي المسؤولية الامنية بحلول 31 كانون الاول/ديسمبر لقوات الامن العراقية البالغ عديدها حوالى 900 الف عنصر عليهم مواجهة تحديات داخلية وايضا الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه الاقليمية للعراق.
ويندرج الانسحاب في اطار اتفاق ثنائي وقع نهاية العام 2008. وستبقي الولايات المتحدة مع ذلك 157 عسكريا و763 متعاقدا مدنيا على ارض العراق سيدربون القوات العراقية برعاية السفارة الاميركية. ومن المتوقع ان يشدد اوباما، المرشح لولاية رئاسية ثانية عام 2012، على انه وفى بعهده الانتخابي الذي قطعه عام 2008 بسحب القوات الاميركية من العراق. ويلقي اوباما الاربعاء خطابا في قاعدة عسكرية في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) يحيي خلاله انسحاب اخر الجنود الاميركيين من العراق.