قد يكون من الصائب هذه الأيام أن نتحدث عن دورة الألعاب العربية المقامة حاليا في الدوحة عاصمة الرياضة العربية وقبلتها الرئيسية، بعد أن نجحت بامتياز في استضافة أكثر من حدث رياضي عالمي مهم، ونالت كل الإعجاب من خلال العرض الشائق في حفل افتتاح هذه الدورة. ونقوم مشاركة البحرين فيها والتعرف على الفوارق الكبيرة التي أصبحت تتمتع بها دولة قطر الشقيقة عن بقية أقرانها في دول التعاون الخليجي.

وأعود إلى مشاركتنا التي تعد الأكبر في تاريخ البعثات الرياضية، إذ بلغ مجموع البعثة ما بين 314 لاعبا وإداريا يتنافسون في 19 لعبة رياضية من بينها 16 لعبة فردية و3 ألعاب جماعية هي كرة القدم والطائرة واليد مع غياب لعبة كرة السلة التي لم تفلح في خلق منتخب قوي في دورة الألعاب الخليجية التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا بسبب عدم وجود خطة واضحة من مجلس الإدارة على رغم أننا كنا نملك منتخبا للشباب حقق أفضل النتائج في البطولة الخليجية التي أقيمت في السعودية وكان من المفروض أن نتواصل في دعم هذا المنتخب ليكون نواة للمنتخب الأول!

فقد أثبتت الدوحة أن الاهتمام بالرياضة وتطورها لا يأتي من خلال تقسيم المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى شطرين كما فعلنا في البحرين، يتولى كل شطر فريق مختلف عن الآخر، ولا يأتي بزيادة بسيطة في دعم موازنة الاتحادات مع بقاء موازنات الأندية على حالها على رغم أنها الأساس في عملية التطور المنشود. وهو ما يؤكد أننا مازلنا نبحث عن النتائج ونخطط فقط للمشاركات في البطولات الخارجية غير موقنين بأهمية البنية التحتية في الأندية والاتحادات الرياضية.

لذلك أقول لكل المسئولين المتواجدين في الدوحة، إنها فرصة سانحة لكم للتعرف على كيفية النهوض بالرياضة ابتداء من الاهتمام بالأندية وتشييد الصالات والملاعب المزروعة ومضاعفة الموازنات. وأن دولة قطر لم تطالب بتنظيم مثل هذه الدورات الرياضية قبل أن تكون لأنديتها واتحاداتها البنية السليمة والمنشآت الرياضية المتطورة، وأن يدرك كل المسئولين في المملكة بأن الرياضة واجهة حقيقية للتقدم الحضاري وأنها أفضل السبل لرعاية الشباب وتطوره وتأمين مستقبله