العدد 3383 - الأحد 11 ديسمبر 2011م الموافق 16 محرم 1433هـ

المحرق الشماء ستوقف نعيق الغربان؟!

عيسى سيار comments [at] alwasatnews.com

-

تمر المحرق الشماء الأبية والتي كتب أهلها ومناضلوها منذ أيام الغوص مروراً بالخمسينيات والستينيات والسبعينيات تاريخها الوطني بحروف من نور، تمر هذه الأيام بظروف استثنائية لم تعهدها هذه المدينة العتيدة على مدى تاريخها الحديث، وتتمثل في قيام مجموعات متطرفة أو يمكن تصنيف بعض من أعضائها بأنهم مأجورون، بعض هؤلاء كانوا في يوم من الأيام يناصبون العداء للرموز الوطنية، وأصبحوا في ظل التداعيات الأخيرة شخصيات وطنية تدافع عن الدين والوطن وحامية للديار ومن المؤسف والمؤلم حقاً أن يتم دعوتها إلى الاجتماع الذي دعا إليه محافظ المحرق عندما زار أخيراً سمو ولي العهد المحرق ومن هنا أوجه تساؤلي للسيد المحافظ هل بعض من دعيتم وأنت تعرفهم جيداً دعاة تسامح ومصالحة؟

لقد كنت في زيارة قبل أيام قليلة للوالدة يحفظها الله، وكان بمجلسها عدد من النسوة يتحدثون بقلق وحسرة عن المواجهات الأخيرة في المحرق ومطالبات بعض دعاة الفتنة بإيقاف مواكب العزاء خلال عاشوراء وعدم السماح للمعزين بالخروج إلى الشوارع وذهب البعض منهم إلى المطالبة بإغلاق المآتم! وقد كان موقف النسوة واحداً وصوتهم واحداً وقالوا باللهجة العامية «يا ولدي من فتحنه عينه واحنه نشوف العزاء والشيعة إخوانه وأهلنه ومادام ما يعملون مشاكل ليش هذلين الناس يريدون يوقفون العزاء» لا أعتقد بأن هناك أحد من أهل المحرق يملك قولاً أكثر دلالة أو بلاغة مما قالته النسوة.

إن أهل المحرق المعروفين بعلاقاتهم الحميمة مع بعضهم البعض منذ الأزل والذين سطروا ملاحم نضالية عند المنعطفات التاريخية وانصهروا في بوتقة ديموغرافية واحدة لم ولن يسمحوا لخفافيش الظلام أن يضربوا السلم الأهلي في مدينتهم العتيقة، المدينة التي أطلقت شرارة المقاومة ضد المستعمر وضد الظلم، المدينة التي عندما يستحضر الناس التعايش السلمي تكون المحرق الشماء حاضرة.

إن من يقف وراء هذه المجاميع التي تطالب بضرب اللحمة الوطنية من خلال افتعال فتنة هنا وهناك وهم معروفون لأهل المحرق، وإذا كانوا بالفعل حريصين على أهل الديرة عليهم بالمطالبة بتحسين أحوال أهل المحرق، حيث يعيش الكثير من أهلها تحت خط الفقر وعليهم أن يتحركوا بإيجاد المساكن اللائقة لأهل المحرق والذي ينتظر الكثير منهم لمدة تتجاوز خمس عشرة سنة من أجل أن يحصلوا على مسكن لائق لأسرته، وعليهم أن يساهموا بإيجاد وظائف لشباب وشابات أهل المحرق المتخرجين من المدارس والجامعات حيث يمكث الكثير منهم سنوات دون وظيفة، هنا تكمن الرجولة والشهامة الحقة!

إن البحرين المعروفة ومنذ الأزل بالتسامح والأخوة وهكذا قالت عنها أسطورة جلجامش في حضارة دلمون «بلد لا ينعق فيه الغراب، بلد المياه العذبة، بلد الخصب والنماء». والمقصود بأنها البلد الذي لا ينعق فيه البوم هو أن البحرين بلد لا يعرف الفتنة ولا التشاؤم طريقاً إليها وإلى نفوس أهلها والذين تظللهم ظلال الأخوة والمحبة. وهنا يحضرني بيت الشعر التالي:

إذا كان الغراب دليل قوم

فردّهم إلى دار الخراب

إنني أطالب ومن خلال هذا المقال أهل المحرق الشرفاء بشكل عام والشخصيات المحرقية المعروفة بنزاهتها وأمانتها ووطنيتها بشكل خاص بأن يتحركوا وقبل فوات الأوان من أجل إيجاد وسيلة أو آلية لرأب الصدع الذي حصل في المحرق، وتفويت الفرصة على البوم والغربان قبل أن ينجحوا في تنفيذ مخططاتهم الرامية لضرب اللحمة الوطنية في المحرق، كما أدعوا مؤسسي لجنة المحرق للسلم الأهلي إلى التواصل مع بعضهم البعض من أجل تهدئة النفوس والخواطر ورأب الصدع، فالمحرق برجالها الشرفاء قادرة على تضميد جراحها من خلال مساعي أهلها الطيبين خفافيش الظلام. فمن يرفع الشراع؟

إقرأ أيضا لـ "عيسى سيار"

العدد 3383 - الأحد 11 ديسمبر 2011م الموافق 16 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 8:11 ص

      اهالي سترة

      شكرا لاستاد عيسى سيار ولامك الكريمة مع اخوتهتا من اهالي المحرق الاصليين وكثر الله من امثالكم ونقول لكم شكرا لكم شكرا لكم وهدا الكلام اللي يثلج الصدر مو اصحاب الفتنة ومن معهام من يننقعون كما الغرابان

    • زائر 21 | 7:21 ص

      سلمتي يا بحرين

      كل الشكر لرجال ونساء البحرين الوطنيين, نعم هذه هي بحريننا الاصلية, بحرين الثلاثينات, الخمسينات والسبعينات والثمانينات, قبل مجيئ الغربان وبروز عبدة الدرهم والدينار من المدافعين عن الدين والاخرين, تحية العزة والكرامة والشرف لوالدتك (والدتنا) ومن يجلس معها, الى كل رجل وامراة وشاب وطفل يحمل في همه وفي قلبه حب البحرين ووحدته الي كل من يحارب الطائفية وحماتها ومن يعيش على اثارتها, كل التقدير والشكر لك ولكل المخلصين لبلدنا الحيب, سلمتي يا بحرين

    • زائر 20 | 5:54 ص

      يشرفنا ان تكون استاذنا في الجامعة

      نحن نقول في القري هذا كان استاذنا في الجامعة لكم الشكر الجزيل والفخر العظيم واللة اخلي والدتكم

    • زائر 19 | 5:39 ص

      مواطن من المحرق

      استاذ عيسى سيار ياليتك قلت للوالدة انهم يعملون المشاكل ويقولون بشعارت لا تمت للمناسبة بصلة وبنشوف رد الوالدة ثانيا يا أخ عيسى انت ووالدتك نايمين في فلل تعال الي منطقة المحرق القديمة وشوف الازعاج وللامانة عازمك عندي ايام العزاء لتكون في الصورة

    • زائر 18 | 4:06 ص

      كلمة لك

      بكل الصدق والحب أقول لك شكرا يا استاذ عيسى

    • زائر 17 | 3:56 ص

      صح لسانك

      صح لسانك اخوي عيسى سيار ، ايه والنعم بكلامك الحلو بس في ثنايا حديثك قلت دعوة مؤجيجين الفتنة للاجتماع والتشاور ولرأب الصدع ، اليد الملوثة بالدماء والغدر هل لها حياء حتى تعاتب انما يعاتب من هو أهلا لذاك أما هؤلاء فقد أوغلوا في كل شيء أبتداء ومازالوا .

    • زائر 15 | 3:11 ص

      مقال أكثر من رائع

      مقال أكثر من رائع

    • زائر 14 | 2:29 ص

      شكرا لكم

      شكرأ يا استاذنا والمحرق بتبقى شمعة البحرين.

    • زائر 13 | 1:59 ص

      من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق

      شكرا لك ياولد الديرة ياولد سيار وشكرا لجمعية وعد التي جابت المحرق لتسجل وقفة تضامنية مع أهالي المحرق ضد الطفيليين الذين سعوا لتقويض المحرق من أصلها المعروف للقاصي والداني

    • زائر 10 | 1:14 ص

      نعم للشرفاء .. نعم للصاديقين .. نعم لمن يحب ان يخدم وطنه

      ولا للمرضى اصحاب المصالح الخاصة.
      .
      شكرا جزيلا للكاتب على هذا المقال الرائع وكثر الله من امثالك.

    • زائر 9 | 1:13 ص

      شكر لك على هذا المقال المهم

      نعم يجب فضح كل من يريد ان يعبث بالالفة والمحبة الوطنية، التي هي سمة من سموات الشعب البحريني الشريف، وإثارة فتنة طائفية تخدم مصالحه الخاصة.

    • زائر 8 | 1:09 ص

      بارك الله فيك وجزاك ألف خير

      وكثر من امثالك.

    • زائر 7 | 1:08 ص

      دمت أخا للجميع

      لا فض فوك

    • زائر 5 | 12:21 ص

      سلمت للوطن أنت ووالدتك أيها الوطني

      قرأت المقال أكثر من مره من إعجابي للمقال وأكثر ما رجعت اليه هو حديث والدتك مع النسوة ... حقيقة هذه المحرق الحقيقية هذه التربة التي سمعنا وعرفناها وهذه رجالاتها ونسائها ، ولكن تساؤلي كيف استطاع هؤلاء الدخلاء بناء امبراطورية لهم في ارض المحرق تحت مرئ ومسمع أهالي المحرق الشرفاء ولا زالوا يبثون سمومهم وسيبثونها إن لم تكن هناك وقفة جادة لكبح جماحهم فهم يتشدقون بالوطنية والوطنية بريئة منهم ... في ختام حديثي حفظ الله البحرين وأهلها ورجالاتها ونسائها .....
      أخوكم يوسف عاشور

    • زائر 4 | 12:06 ص

      المصلي

      نعم هذا الصوت المحرقي الأصيل سلمت يا عيسى سيار ايها الوطني الحر المبجل وسلمت مدينة المحرق بأهلها وناسها الشرفاء هكذا عهدناكم يااشرف الناس واعز الناس وانبل الناس ايها الوطنين المخلصين سيروا على بركة الله فلنطالب بحقوقنا جميعا فالدين لله والوطن للجميع سلمت البحرين وعاش شعبها الأصيل بسنته وشيعته متعاونين متحابين على الخير

    • زائر 3 | 11:39 م

      هؤلاء هم البحرينين الاصلاء

      احسنت استاذ عيسى ايها الوطني الغيور وفعلاً انت من رجال البحرين الشرفاء الذين يعرفون الحق ولاتاخذهم به لومة لائم دمت سالماً.

    • زائر 1 | 11:31 م

      مقال رائع ..!!

      هاي الكتاب والله بلاش شوف كلامه وأتمعن فيه من اول حرف الي آخر كلمه الرجال اقولكم خوفي علي البحرين واهلها من غربان النهار وخفافيش الليل المتربين والمتنفذين علي الفتن والقلاقل .. شكرا لك ياولد سيار

اقرأ ايضاً