بداية لا علاقة بين ما تقرأه هنا وبين التصور الخيالي لنهاية العالم العام 2012، التي وردت عن كتابات يهودية أسطورية أو من عوالم الحضارات البدائية في أميركا الجنوبية وغيرها، أو من كتب التراث الأسطوري العالمي. فتلك التخيلات السينمائية الفنية لا تقوم على مبدأ فرضية وجود أشباح حولنا هي من ستسبب نهاية العالم. ولكن حديثنا يتمحور حول أشباح أخرى بدأت تظهر في الأفق البحريني حديثاً، ربما تسبب في نهاية العالم!
ولتوضيح الأمر أكثر نشير بشكل سريع إلى أن الشبح هو كائن وهمي من نسيج خيال الإنسان عبر التاريخ.وفي الغالب يكون على شكل طيف إنسان، وقد تعتبر الأشكال غير المألوفة أشباحاً أحياناً. أما الأصل اللغوي للكلمة فهو «شَبَحَ»، أي بدا غير جلي وغير واضح، ويطلق على جسم ما على شكل حيوان أو إنسان؛ وشبح الشيء ظله وخياله. وأهم أنواع الأشباح المعروفة اليوم نوعٌ يُعتقد انه يمثل أرواح الذين قتلوا ظلماً، كلٌ بحسب أرضه التي سفكت دماؤه فيها ظلماً وعدوانا بلا وجه حق. وعادةً ما ترتبط ظاهرة الأشباح ببقعة معينة كالمنازل أو السفن أو المناطق المهجورة أو غيرها. ولذا فقد اشتهرت الكثير من المناطق أو البقع بظهور الأشباح وكثرت فيها الحوادث بصورة لا يمكن أن يتجاهلها أي متابع لتلك الظاهرة. فهل هذا ما حدث أخيراً في البلاد وسبّب الأذى للناس في أماكن عملهم وسكناهم واستقرارهم في طول البلاد وعرضها، وقامت به مجموعة من الأشباح ويدخل ضمن هذه الظاهرة الشبحية العالمية وبالتالي فلا أحد بعينه مسئول عنها؟ وإذا كان هناك كما يقال نحو مليون جمعية متخصصة في العالم لدراسة وكشف وبحث أسرار ظاهرة الأشباح؛ فهل نحن في البحرين، منذ لحظة صدور تقرير بسيوني، بتنا في حاجة ملحة لجمعية واحدة على الأقل تعمل بكل طاقتها وجهدها ليل ونهار بعد الانتهاء من قراءة التقرير، لفرز عدد الأشباح الذين تم ذكرهم بين سطوره باعتبارهم مسئولين عمّا حدث.
والشئ بالشئ يذكر، فإن ما حدث في البحرين العام 2011، كذلك حدث قبل نحو ألف عام في قصر «كليمز» التاريخي الموجود في مدينة «ستراثمور» الاسكتلندية، لأن هذا المكان يعتبر من أشهر الأماكن المسكونة بالأشباح- كما يقال- في العالم، ولم يصدر أي تقرير عنها حتى الآن من طرف أي لجنة دولية.
وقد أضيفت خلفية تاريخية رهيبة ومرعبة بشأن هذا القصر هي أشبه بالأساطير، ففي العام 1034 قُتل الملك مالكولم على أيدي بعض المتمردين المسلحين، تصوروا! وبعدها تم إحراق سيدة القصر الملكي (جانيت دوجلاس) بتهمة الشعوذة، إلا أنه بعد فترة من الزمن ثبتت براءتها من التهمة المنسوبة إليها، ولكن شبحها بقي يحوم في ممرات القلعة والقصر الملكي حتى اليوم.
وهنا لدينا 608 صفحة مُلئت بالحبر الذي يقطر اعترافات مجلجلة وحوادث واضحة وانتهاكات وقّع على صدقها كل أعضاء اللجنة المحترمين، ومع ذلك لم يتم اكتشاف أي شبح حقيقي بين تلك الأوراق كما اكتُشف في قصر «كليمز» الاسكتلندي. ولم يتم القبض على أي مذنب حتى الآن ممن تسبب في أي مكروه لأي إنسان خلال فترة تلك الحوادث سواء تم ذلك بعلم وترصد أم بجهل، من البعض، كما تم التصريح الرسمي بذلك بعد صدور التقرير.
حالةٌ غريبةٌ جداً تعيشها البلاد بعد صدور تقرير بسيوني، إننا نستشعر الأشباح في كل مكان، في التصريحات اليومية، في الأفعال السياسية، في الأقوال الهلامية، في لجان تحقيق التحقيق، في أروقة ودهاليز الاتفاقات فوق الطاولة أو أسفلها، بين جموع المنافقين المنتفعين التابعين... إلا في الشارع المتحرك وحده لا نجد تلك الأشباح، بل يحل مكانها أطياف وأجساد تملك الفعل ورد الفعل، دون تردد ولا جهل مسبق. ونرى في الأفق عدة أشباح تتراقص ألماً لا فرحاً، تلك هي أسئلة الحق الذي من المفترض أن يبرز الآن. أين الأسماء المرتقبة لنيل العقاب كما نالت الثواب وشبعت منه تخمة وترفاً؟ ومن سيقيم الأمتَ والعِوَج في المجتمع بعدما اتضح جلياً أسبابه ومسببه؟ من سيعالج آثار المظالم والانتهاكات التي تكلم عنها بسيوني؟ ومن سيعالج أسباب الغي والشقاق؟ بل أين قاطع حبل الكذب والافتراء الإعلامي بعد كل ما جري؟ وأين جامع الكلمة على الوحدة الوطنية والتقوى؟ أين مؤلف شمل الصلاح والرضا؟ أم ستكون هذه مجرد أحلام تُرتجى؟ وهل بعد طول عناء وانتظار لشمس الحقيقة أن تبزغ ولو من بين كتل السحاب؛ نفاجأ بأن السيد بسيوني قد ترك لنا تقريراً تعشش فيه الأشباح فلا يستطيع أحد الإمساك بها أبداً؟ وهل... عفواً.. لقد خطف أحد الأشباح القلم من بين أصابعي
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3381 - الجمعة 09 ديسمبر 2011م الموافق 14 محرم 1433هـ
مقال عجيب
أسلوبك رائع وقد أصبت الهدف ولكن هل من يفهم القصد
حقوق الإنسان
بل حتى بعد التقرير الواضح على الرغم من كل ما وجه إاليه من انتقادات ، مازال القمع قائم والإنتهاكات ، ماحدث بعد عزاء الحادي عشر من محرم من ترويع الناس الآمنة في بيوتها ، وما حدث مساء البارحة ، لماذا لايفرقون بين الشباب الذي يتظاهر ، والنساء والأطفال والكهول اللذين لايأمنون من الإنتهاك والإختناق بمسيل الدموع هذه ابسط حقوق الإنسان في هذا اليوم الذي يحتفل بإعلان حقوق الإنسان
غالية يا البحرين
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تعمدت لجنة بسيوني ان تجعل المسؤولين عن الانتهاكات اشباح؟ للمساعدتهم للافلات من العقاب؟ هل لانهم شخوص فوق القانون و مرفوع عنهم القلم؟ اليس هذا يعزز ثقافة الافلات من العقاب الذي تحدث عنها بسيوني؟ هل يقبل الشعب بهذا بعد كل هذه الانتهاكات الجسيمة؟
هل جيء بلجنة بسيوني لكي تأتي لنا بحلّ
وهل كان الحلّ مستعصيا حتى نحتاج الى لجنة لكي تقول لنا ما نعمل وما لا نعمل كل هذا كلام فاضي وضحك على الذقون فاللجنة وبكل صراحة لم تأتي بشيء لا يعرفه النظام ولا تعرفه المعارضة الكل منا يعرف الحقائق التي ذكرها بسيوني فنحن قد عشناها على ارض الواقع ومن بالبلد اعرف من بسيوني الذي استقى معلوماته من هنا وهناك
وهنا وهناك هم اعرف بدائهم وعلتهم اذا ما ارادوا حلا فلا يحتاجون الى بسيوني وانما يحتاجون لنوايا صادقة
والتي على ما يبدوا غير موجودة بالمرة
و ضعت الحروف و عليها نقاطها شكرا
شكرا
-
اهلا خوك مقالك حلو
مقتطف منه:في الأقوال الهلامية، في لجان تحقيق التحقيق، في أروقة ودهاليز الاتفاقات فوق الطاولة أو أسفلها،
التعليق :اعجبتني كلمة :لجان تحقيق التحقيق
فوق الطاولة أو أسفلها:ياريت كتبت ومابينها وفي مجراتها وارففها
تسلم خوك