لأول مرة في التاريخ الحديث يقدم العرب هديتهم للعالم في هذا اليوم، 10 ديسمبر/ كانون الأول، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. فالعرب أنعشوا العالم بانتفاضات سلمية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، واستخدموا أفضل وسائل التعبير الحديثة (فيسبوك وتويتر وغيرهما) في إيصال صوتهم إلى جميع أنحاء العالم، وأثبتوا صحة ما ذكرته تقارير «التنمية الإنسانية» التي أصدرها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
لقد كشف تقرير التنمية الإنسانية العربية الثالث (صدر في 2005) النقص الكبير في الحريات العامة في البلدان العربية وتخلف الإصلاح، وكيف استطاعت الحكومات العربية تزييف الواقع عبر التحدث عن حريات الرأي والفكر والتنظيم في الدساتير والقوانين ولكن في الوقت ذاته هيمنت على مؤسسات المجتمع المدني وقمعت إرادة الشعب عبر «ثنائية الاحتواء والقمع»، واعتبر المفكرون الذين صاغوا التقرير أن الإصلاح يعتبر «حقاً إنسانياً» لبناء نهضة إنسانية في المنطقة، مشيرين إلى أن القيد السياسي على التنمية الإنسانية في البلدان العربية هو الأكثر وطأة والأبعد إعاقة لفرص النهضة فيها.
في مايو/ أيار 2004 استضافت تونس القمة العربية السادسة عشرة (بدعوة من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي)، وأطلقت تلك القمة «وثيقة عربية» أطلقت عليها عنوان «مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح»، قالت مقدمتها «نحن قادة الدول العربية المجتمعين في تونس في 23 مايو 2004، تعبيراً عن إرادة شعوبنا في تحقيق النهضة الشاملة وتأكيداً للجهود التي تبذلها دولنا في سبيل التطوير والتحديث والإصلاح، وانطلاقاً من العزم الذي يحدونا لمزيد من التقدم في مسيرة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي في بلداننا، ومن مرتكزاتنا الثقافية والدينية، ومراعاة لوتيرة التغيرات الجارية في مجتمعاتنا... الخ»، وأعلنت تصميم الحكومات العربية على «تعميق أسس الديمقراطية والشورى وتوسيع المشاركة في المجال السياسي والشأن العام وفي صنع القرار في إطار سيادة القانون وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير وفقاً لما جاء في مختلف العهود والمواثيق الدولية والميثاق العربي لحقوق الإنسان وضمان استقلال القضاء، بما يدعم دور مكونات المجتمع كافة بما فيها المنظمات غير الحكومية، ويعزز مشاركة فئات الشعوب كافة رجالاً ونساءً في الحياة العامة ترسيخاً لمقومات المواطنة في الوطن العربي».
الشعوب العربية لن تأبه لما ذكرته الجامعة العربية، فهي لا تحل ولا تربط، وقراراتها ليست لها علاقة بإرادة الشعوب العربية، وما حصل عليه المواطن العربي بعد تلك الوثيقة لم يكن سوى المزيد من القمع والاستبداد والاستهجان والاستحمار... ولكن الشعب التونسي الذي احتضنت حكومته تلك القمة العربية في 2004 قرر أن يهدي العالم العربي أجمل هدية في نهاية 2010 ومطلع 2011 عبر إطلاق «الربيع العربي» الذي استطاع أن يزيح كابوس الدكتاتورية المتلبس بلباس الديمقراطية الوهمي، ودخل الشعب التونسي التاريخ من أجمل أبوابه، وهو باب «الحرية».
إن من حق المواطن العربي أن يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو مبتسم لأول مرة بعد أن أدخل الفرحة في قلوب جميع عشاق الحرية في كل أنحاء العالم، والربيع العربي جاء ليؤكد أن الإصلاح الحقيقي أصبح حقاً أساسياً لكل الشعوب من دون استثناءات وهمية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3381 - الجمعة 09 ديسمبر 2011م الموافق 14 محرم 1433هـ
بحريني مقهور حده .
شكرا لالدكتور منصور الجمري على مقالاته .
عجبني شعر محب البحرين .
الغاية
لكل شيء غاية وغاية الظلم هي إنتصار المظلوم على الظالم وهو حق طبيعي موعود من قبل الواحد الاحد بعدما تنقضي أيام الويلات والعذابات وصنوف العذاب تأتي أيام المظلوم وهي اشد وطاة على المستبد!!!!
عام 2011
(عام أطل على الأنام بثورة**في تونس قضت مضاجع بن علي)
(إذ فر منها هاربا في ليلة**كابوسها من فكره لا ينجلي)
يا دكتور
الم يحن الوقت الى تشكيل برلمان عربي شعبي تصيغ دستورة الشعوب العربية و تختار ممثليه...؟ الى متى نمثل من خلال جامعة لا ناقة لنا فيها و لا جمل و لا تعبر عنا ..
أنت تتذكر في فترة فبراير ومارس كنت من المعتدلين الذين يطالبون بالاصلاح، ولكن مع ذلك تم تكسير مطبعتكم وضرب موظفينكم.
متى ؟؟
متى ياتي دورنا لنعيش معنى الحرية الحقة
بعد الربيع العربي
في الماضي نقول عربي ونخجل لما يفعله الاخرين في وطننا العربي وبعدها ندين والان سوف يزاح ذالك الهم انشاء الله وليس منا علينا من جامعة الدول العربية ناس وناس حسب الاهواء والقادم خير لنا كمستضعفين ومحرج للبعض .
التمييز
كل الجرائم التي ارتكبت بحق الانسان البحريني منشأها التمييز اذا حلت حل ما سواها ايعقل انا في بلدي و ارفض ان اتشرف بالخدمة العسكرية لانتي انتمي لمذهب معين او ان يترك المجال للطائفيين بمارسون جريمة التمييز بلا رادع
متى يأتي الربيع الخليجي؟ فنحن في الخليج لنا خصوصية..!!
الإصلاح الحقيقي أصبح حقاً أساسياً لكل الشعوب من دون استثناءات وهمية..