تنوعت الموضوعات التي تناولتها خطب الجمعة أمس (9 ديسمبر / كانون الأول 2011)، إذ طالبت الخطب بضرورة التعجيل في الإصلاح السياسي في البحرين لما في ذلك من خير لجميع الأطراف، فيما شددت الخطب على ضرورة الابتعاد عن الحس الطائفي وضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، وأن الوحدة الإسلامية وتكاتف المسلمين، لا يقوم على التحريض وإبراز المناقب لطرف دون الآخر، والانكفاء على العصبية.
كما استغربت خطب الجمعة من التعرض للشعائر الدينية، في بلد مثل البحرين، الذي عرف التعايش السلمي منذ أمد طويل، معتبراً أن هذا الاعتداء غريب على البحرين، وشددوا على ضرورة خلق الأجواء التي تعزز التعايش بين البحرينيين على اختلاف توجهاتهم.
أكد خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) أن البحرين لا يمكن أن تكون مستثناة من الإصلاح السياسي، وقال: «إن استمرار الاستثناء مستحيل، والمماطلة بالإصلاح فيها تصعيد، فحسب كل تجارب الحراك العربي وحسب الحراك المحلي، كلما مضى الوقت تعقدت الأمور».
وتحت عنوان «بين الحق والقانون»، تحدث قاسم عن أنه «لا حياة على مستوى الاجتماع بلا قانون، ولا قيمة لقانونٍ بلا تطبيق، ووجود القانون اسميٌ لا غير إذا كان تطبيقه على بعضٍ دون بعضٍ في المجتمع الذي شُرع له، ولا قيمة لقانونٍ لا تكون قاعدته الحق وقصده العدل، وإنما دعت الحاجة إلى القانون لدعوة الحاجة إلى الأخذ بالحق وإقامة العدل، ومن أراد الظلم فلا حاجة له إلى قانون لأن منطلق الظلم الهوى والهوى لا ثبات له على شيء ولا يخضع للضوابط، وإذا نادى ظالم بالقانون فإنما ليتخذه أداة طيّعةً في مقام التطبيق يتصرف فيه هواه، ويستعين به على تحقيق ما تشتهيه نفسه، ويُفعل منه ما اقتضى ذلك تفعيلاً، ويُعطل منه ما استوجب ذلك تعطيلاً، والقوانين التي تولد ظالمة هي قوة تشريعية تضاف إلى قوة الناب والظفر التي بيد الظالم تثبيتاً لظلمه وترسيخاً له، وتبريراً يزيد من سوئه ومأساته، ومن أظلم الظلم تشريع القوانين الظالمة التي تعطي تأصيلاً للظلم، وتظهره كذباً وزوراً بمظهر العدل وتبرره».
وأضاف أنه «كلما زاد التمسك بالقانون الظالم وبولِغ في تطبيقه، كلما ازداد الظلم واشتدت ضراوته وضاق الأبرياء بالحياة ذرعاً وكانت حياتهم شقاء، وأي قانون ظالم يطالب الناس بالالتزام به، فإنما هي مطالبة بالاستسلام للظلم وإقراره ومباركته. الحق أساس القانون، والقانون الذي لا يراعي الحق ولا يتخذه قاعدة له، في حكم العدم، ولا قيمة له في دين ولا عقل ولا ضمير ولا ميزان المصلحة الحقيقية، حتى المستفيد من هذا القانون الظالم ما يراه استفادة له منه هادمٌ لمصلحته، يعطيه مالاً حراماً، كرسياً ظالماً، قوةً مختلسة إلا أن ذلك يهدم من ذاته ويأكل من إنسانيته، القانون لا يخلق الحق وإنما يتبعه، وصدق قانونيته من صدق حقَّانيته».
الحرمة والقداسة والاحترام لا لبنود ومواد صيغت بطريقة قانونية، وإنما كل ذلك لما تنطق به من الحق وتثبته من العدل إن كانت كذلك، وإلا فهي حبرٌ على ورق، بل باطلٌ لا يصح التسليم به والسكوت عليه ما أمكن الإنكار.
أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن الوحدة الإسلامية وتكاتف المسلمين، لا يقوم على التحريض وإبراز المناقب لطرف دون الآخر، والانكفاء على العصبية، محذراً مما أسماه بـ «الزلزال والبركان الطائفي».
وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة، إن «وحدة المسلمين وتكاتفهم لا تقوم على التحريض وإبراز المناقب لطرف دون طرف، والانكفاء على العصبية والنعرات الطائفية، فإن ذلك قاصمة الظهر وهو الذي ينبذ الأمة خارج التاريخ».
وشدد القطان «يجب التفكير الجاد الصادق الأمين، دينياً وفكرياً وسياسياً وأمنياً، فلا يستهين عالم ولا مفكر ولا سياسي ولا صاحب قلم، بهذه الألغام الخطرة التي إذا لم تحاصر وتكبت، فإن الأوطان ستعيش في ظلام دامس ومستقل أكثر ظلمة».
وأوضح أن «العدو الخارجي والغازي الأجنبي لم يوجد الخلاف في أراضي المسلمين، لكنه وجدها أرضاً خصبة لذلك، ونجاح العدو في استثمار الخلاف ليس لذكائه، لكن لتقصير الأمة وأبنائها، وقد يكون لضعف دينها وأمانته».
وحذر القطان بشدة أن «تزجوا أمتكم في الزلزال الطائفي والبركان الطائفي، فعليكم بالتعايش السلمي، والحفاظ على بيضة المسلمين. إن هناك سلبيات وعوائق ونكسات تعترض المسيرة، لكن وجودها أمر طبيعي لتأثير التاريخ عند مختلف الأطياف والطوائف».
واعتبر أن «من الخيانة ألا ينظر طالب علم أو مثقف إلا إلى الجانب المظلم وبعض صور المظالم والنقائص».
وأضاف «من النصح للأمة وللأوطان من العالم والمفكر والداعية والخطيب والمحب للدين والأمة وللمصطفى وآله، عليه أن يعيد النظر في روايات التكفير والغلو والشطح والانحراف، ويجب رد وصد الروايات المدسوسة، التي تهدف بها فرقة المسلمين».
وقال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي: «إن ما تشهده ساحة المسلمين وأوطانهم يسر العدو ويحزن الصديق، ويفرح مبتغي فرقة الأمة، فما يجري في بعض بلاد المسلمين مصيبة في مجد الأمة».
وفي سياق خطبته، تحدث القطان عن علاقة أهل البيت (ع) والصحابة، وكيف أنهم كانوا يتزاوجون ويتراحمون، معتبراً أن «التراحم والتلاحم من آل بيت رسول الله والصحابة، تجسيد للمودة وأخوة في الدين واتباع لسنن الرسول (ص)».
وأكد أن «الواجب على أهل الإسلام أن يفجروا أنهار السلسبيل الدافق، للتراحم والتلاحم والمودة والمحبة، والنظر إلى إيجابيات التاريخ والرجال، ونشر الصور الجامعة، وتربية الناشئة عليها، لا أن تتبع الزلات والأهواء».
ورأى القطان أنه «يجب أن تكون وحدة المسلمين والحوار والوحدة بينهم، هو الغاية الكبرى، ويجب الحفاظ على كيان الأمة والأوطان، ومحاصرة كل بوادر الفتنة وسد أبوابها».
استغرب إمام وخطيب جامع كرزكان، الشيخ عيسى عيد، التعرض للشعائر الدينية، في بلد مثل البحرين، الذي عرف التعايش السلمي منذ أمد طويل، معتبراً أن هذا الاعتداء غريب على البحرين.
وقال عيد، في خطبته أمس (الجمعة)، إنه «من الغريب جداً في بلد مثل البحرين، التي كانت ومازالت تعيش التعايش السلمي بين الطائفتين الكريمتين السنة والشيعة، ومنذ أمد طويل، أن تتعرض فيها الشعائر الدينية، إلى اعتداء ومحاولة لعرقتلها وتعطيلها، ما يعد خرقاً صارخاً لما اعتاد عليه هذا الشعب، من تلاحم وتعاون بين الطائفتين الكريمتين، ويعد ضربا وتفتيتا لوحدة هذا الشعب المسالم».
وأضاف «نعم، غريب جداً هذا العمل المتوحش في بلد يشارك فيه المواطن المسلم السني أخاه المواطن المسلم الشيعي، في إحياء مراسم عاشوراء في أكثر من منطقة، ويعتبر فيه السني أن مشاركته في تلك المراسم تعزية ومواساة للنبي (ص)»، مبيناً أن «المقتول ظلماً وعدواناً في كربلاء هو سبط وريحانة النبي (ص)، الذي يعتقد الجميع بنبوته، ويشترك الجميع في محبته، والاقتداء بسنته، ولا تقتصر مشاركة الإخوة السنة في المشاركة في العزاء، وحضور المآتم، بل حتى في إنفاق الأموال على إقامة المآتم، والمواكب العزائية، وتقديم الوجبات الغذائية اعتقادا منهم بأن ذلك ينزل البركة في أرزاقهم، ويدفع عنهم وعن أهاليهم السوء والبلاء».
وفي حين استنكر عيد هذا «العمل المشين»، وطالب بمحاسبة من قاموا به، واتخاذ إجراءات صارمة وعلنية ضدهم ، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، حذر جميع المؤمنين «من الانجرار وراء هذه الفتنة الطائفية، وتفويت الفرصة على المتربصين بكم، ونؤكد وبإصرار أهمية التمسك بالنهج السلمي لحركتكم، والمحافظة على وحدتكم».
وفي سياق آخر من خطبته، تحدث إمام وخطيب جامع كرزكان، عن توصية تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، بإرجاع المفصولين والموقوفين إلى أعمالهم، مشيراً إلى أنه «بعد توصية لجنة تقصي الحقائق، وبعد نداءات المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، ونداءات الشخصيات الدولية والحقوقية وغيرها، نرى أن وضع المفصولين والموقوفين مازال يراوح مكانه، وكأنّ الأمر لا يعني المعنيين في الحكومة. والاستدعاءات للتحقيق وعمليات الفصل والتسريح من العمل مازال قائما».
وتساءل عيد «ألا يعد هذا العمل المشين محاربة للمواطنين في أرزاقهم؟ ألا يعد هذا العمل استهتارا بالقدرات والطاقات الوطنية المحلية؟ ألا يؤدي إلى زيادة البطالة، وبالتالي يؤدي إلى دمار البلد وتعقيد الأمور، وإطالة أمد الأزمة وتعقيدها؟ ويوصلها إلى نقطة الرجوع إلى المربع الأول، والإصرار على تحقيق المطالب».
واستنكر عيد «هذه القرارات التعسفية المخالفة لجميع القوانين والمبادئ»، مطالبا «بإرجاع جميع المفصولين إلى وظائفهم وأعمالهم في أسرع وقت ممكن».
وفي سياق متصل، أشار عيد إلى جائزة الحريات الأكاديمية التي حصل عليها الأكاديميون والطلبة الذين تعرضوا للفصل، من جمعية دراسات الشرق الأوسط (MESA)، التي تعنى بشئون التعليم العالي، والحريات الأكاديمية، والدفاع عن حقوق الأكاديميين.
وقال عيد: «في الوقت الذي تقوم مثل هذه الجمعية بهذا الدور الرائد نلاحظ، أن وزارة التربية والتعليم لم تخطُ خطوة إيجابية نحو هؤلاء الأكاديميين والطلبة المفصولين».
ولفت إلى أنه «على رغم أن تقرير لجنة تقصي الحقائق لم يتعرض لهؤلاء بالاسم، فإنه مازال هناك أكثر من ستين طالباً من جامعة البحرين، وجامعة بوليتكنك البحرين من المفصولين، وعدد من الأستاذة قيد الاعتقال والسجن». وأكد عيد «ضرورة إرجاع المفصولين إلى مقاعدهم الدراسية والإفراج عن الأكاديميين المعتقلين».
دعا إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، إلى أن يفكر الإنسان ويتعقل في كل الأمور التي يفعلها، والتأكد مما إذا كانت نافعة أم ضارة له، مشيراً إلى أنه «في الوقت الذي ينادي فيه العالم اليوم بوجوب مراعاة حقوق الإنسان، هناك من تخلى عن أبسط حقوقه وباع عقله وفكره ومصيره للآخرين، ليلعبوا به كيف شاءوا».
وأكد مطر، في خطبته يوم أمس الجمعة، على أن «يشغّل المرء عقله، ويفكر في كل ما يُقْدِم عليه ويفعله ويقوله، هل هو نافع أم ضار؟ صحيح أم خطأ؟ حلال أم حرام، فيه مصلحة أو مفسدة، ويفكر أيضاً فيما يقوله ويفعله الآباء مما ورثوه عن الأجداد، وما يقوله الأستاذ في المدرسة والجامعة دون دليل ولا بيّنة، وما يقوله المطوّع أو من يسمى بشيخ الدين ما لا يقبله العقل السوي ويتعارض مع النصوص الشرعية والفطرة السليمة...».
وأوضح بأن «الإنسان إذا ما ألغى عقله وعطل تفكيره، قاد نفسه إلى الضلال، وتشبّه بالأنعام والبهائم التي لا فكر لها ولا عقل»، مؤكداً بأن «العقل والتفكير من النعم العظيمة التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، ومتى ما عطلها ولم يستخدمها فقد جحدها أو قصر في شكرها».
وأضاف: «قال بعض أهل العلم: وهناك من يعطل عقله بنفسه، فبرغم أن لا سلطان لأحد عليه، وبرغم أنه الفارق بين العقلاء والمجانين، والفارق بين بني آدم والحيوان، يعطل الكثيرون عقولهم عن التفكير حتى ليُظَّن أنه قد ران عليها الغبار، بينما يطلقون العنان لأيديهم وأرجلهم وأبصارهم وآذانهم وألسنتهم أكثر مما ينبغي».
وأفاد مطر «لقد اهتمّ القرآن الكريم بالإنسان اهتماماً بالغاً، وكيف لا والقرآن يخاطب عقل الإنسان وقلبه وروحه وفكره، لأنه مأمور بالطاعة والعبادة ومعني بتحمل الأمانة وأعباء الخلافة في الأرض، والقيام بتعميرها حسّياً ومعنوياً، وفق المنهج الإلهي الرباني القويم، وليس المناهج الأرضية التي أثبتت عدم جدواها ونفعها». وبيّن أن «ومن ذلك اهتمام القرآن بعقل وبتفكير الإنسان، إذ أرشده إلى إمعان النظر والفكر واستخدام العقل وتشغيله، وأمر الإنسان أن يتحرر من كل الأمور التي تؤدي إلى تعطيل العقل والتفكير، كالتعصب والجمود، يلجأ إلى المحاكاة، والتقليد الأعمى للآباء والأجداد على غير هدى ولا بينة»
العدد 3381 - الجمعة 09 ديسمبر 2011م الموافق 14 محرم 1433هـ
بحريني وبس
البحرينين اخوان مع تعدد مذاهبهم وطوائفهم
لا ضرر في الاصلاح السياسي فانه لصالح جميع البحرينيين لا فئة دون فئة
اللهم وحد شمل هذا البلد ولا تشمت به الاعداء
شيعي خالص
نعم والله هو الشاهد! بأن هناك حفنة من الخطباء توجد بهم أيضاَ حفنة من التجاوزات لا تخدم الوحدة الوطنية بين المواطنين فقط بث ااطائفية,وهناك الفريق الثاني المعتدل بدرجة ممتاز يدعوا لاصلاح الوطن وبث روح التماسك بين الطائفتين الكريمتين,ندعوا جميعاَ بالوقوف يداَ واحدة ضد الاختلاف المذهبي والتمسك به كما كنا منذ عشرات السنين.
بحريني مقهور حده .
مع الأسف الشديد أن العلماء الله يحفظهم جميعا ينفخون في جربة مبطوطة و ليست مقضوضة .