العدد 3380 - الخميس 08 ديسمبر 2011م الموافق 13 محرم 1433هـ

عاشوراء البحرين 2011

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل بضع سنوات أصدرت مجموعةٌ من الشباب المثقف كتاباً عن «عاشوراء البحرين»، رصدوا فيه أهم الفعاليات والإبداعات والكتابات الصادرة في ذلك العام.

كان الكتاب توثيقاً دقيقاً، وهي سُنّةٌ حسنةٌ دأبت الكثير من الجهات الرسمية والأهلية على اتباعها، حفظاً للجهود وتدويناً للتاريخ. هذه التجربة اليتيمة لم تتواصل، لكنها أضاءت الطريق إلى عمل نوعي، يمكن أن يكون مرجعاً علميّاً مهمّاً للمستقبل. وربما كان سبب توقف المشروع أنه ثمرة جهود فردية، وكان المفترض أن تتبناه المؤسسات الدينية الكبرى المعنية بالأمر.

في عاشوراء هذا العام، غابت بشكل شبه كامل النشرات والإصدارات والمجلات التي ميّزت الأعوام السابقة، وهو أمرٌ مفهوم لارتباطه بالأوضاع العامة بالبلد، فالابداعات والإنتاجات الفكرية تحتاج إلى بيئةٍ مستقرةٍ وآمنة. بل يلاحظ تراجع الأنشطة الفنية والثقافية هذا العام للسبب ذاته، مع تعرّض أعدادٍ من القائمين على هذه الأعمال للمضايقات خلال الأشهر الماضية.

هذا العام اختفت صفحات «عاشوراء» من غالبية الصحف عدا «الوسط»، التي كانت من الصحف الأولى التي اهتمت بتخصيص صفحةٍ خاصةٍ بالمناسبة، وجاراها الآخرون. وكان ذلك متوقعاً، لأنها لم تكن قائمة على قناعة وإنّما على حساباتٍ تجاريةٍ وكنوعٍ من المجاملة التي عصفت بها الأحداث. وحين نشرت صحيفةٌ أخرى صفحةً عن عاشوراء تعرّضت لهجوم في وسائل التواصل الاجتماعي من جانب بعض المتطرفين.

في المرسم الحسيني، برز اتجاهٌ فني في بعض اللوحات، به مزيجٌ من حزن وغضب وتحدٍّ وغموض، مع استخدام الخطوط الحادة والألوان الصارخة. ولأول مرةٍ يظهر علم البحرين في عددٍ من اللوحات الدينية، على رغم أنه يظهر في لوحاتهم بالمناسبات الوطنية أو الجداريات العامة. ظهور العلم في اللوحات يقترن بقبور الشهداء أو المشاهد الدالة على الحراك السياسي.

في هذا العام، تميّز عاشوراء بحضور نسائي كبير، مع عودةٍ لافتةٍ لأعدادٍ كبيرةٍ من الشباب والشابات، وخصوصاً الجامعيات. أعدادٌ لم تكن تتفاعل مع الطرح التقليدي للمأتم، أو تجد لها بدائل فيما تعرضه الفضائيات الدينية. هذه العودة ارتبطت بزيادة مشاركة المرأة في الحراك السياسي والشأن العام، وما جرّه عليها من مضايقات وعقوبات جسدية ومادية. وهو حضورٌ وتضحياتٌ قابلها الرجل بالكثير من الاحترام والتقدير، والعرفان والإجلال.

عاشوراء 2011 شهد عودةً واسعةً للمضايف، وتنوعاً أكبر فيما تقدّمه من أطعمة وأشربة، حارةً وباردة. هذه المضايف تعتمد على حبّ الخير والإحسان، ويتبرع لها الكثيرون بما قلّ أو كثر، باعتبارها خدمةً لضيوف الحسين الذي يتشرّف بخدمته الملايين، قربةً إلى الله وتقرباً للرسول المصطفى (ص).

في السنوات السابقة واجهت هذه المضايف انتقاداتٍ من ناحية الترشيد والأولويات وزيادة أعدادها... هذا العام لم ينتقدها أحد، بل استقبلت عودتها بترحاب واسع، كردة فعل على ما تعرّضت له من إزالة وهدم على يد البلديات ضمن الحملة الأمنية قبل أشهر. وهي عموماً تجهيزاتٌ سريعةٌ (طاولات ومظلات مؤقتة غالباً)، يمكن إعادة تفكيكها بمجرد انتهاء الموسم تجنباً للاحتكاكات، وتوسعةً للطريق، وتوفيراً للجهود عن المعارك الجانبية الصغيرة، وحفظاً لهذا الجزء من الأموال العامة الأهلية.

في العام الماضي، شهد افتتاح خيمة «مشروع عاشوراء الإمام الحسين» حضور أربعة وزراء، (العدل والصحة والشئون الخارجية والبلديات)، إضافةً إلى مسئولين آخرين حضروا بصفتهم الشخصية... هذا العام كان هناك غيابٌ كاملٌ للجانب الرسمي، باستثناء زيارة يتيمة لمحافظ العاصمة. حتى المشاريع الرسمية التي أطلقت في السابق للاهتمام بالبيئة وزيادة الوعي الصحي على سبيل المثال، ضاعت فيما ضاع خلال الأشهر الماضية.

اختتم موسم عاشوراء البحرين ظهر الأربعاء الماضي، وفيما كانت المنامة تلملم أطرافها، كانت عدسات الفضائيات الدينية تنقل مشهداً مهيباً على الهواء، لعلم بحريني ضخم وهو يرفرف في صحن الإمام الحسين (ع) في ذروة مراسم العزاء يوم العاشر في العراق، وهو شرفٌ لم تحظ به أية دولة أخرى

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3380 - الخميس 08 ديسمبر 2011م الموافق 13 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:30 ص

      زائر رقم 9

      لا تقهر روحك يا بعد كبدي الناس تخاف صار اللي يعلق لوحات فنية او بنرات معبر عن المناسبة الشريفة يعتبر مخرب ومعلق منشورات و اظهار الثورة الحسينبة لها طابع قلبي مفهوم يعرفه الجميع ولكن النتنيين البغيضين يفسرون الأمور على أهواؤهم

    • زائر 12 | 8:22 ص

      واجد عليهم - جده غير

      هذا العام اختفت صفحات «عاشوراء» من غالبية الصحف عدا «الوسط»، التي كانت من الصحف الأولى التي اهتمت بتخصيص صفحةٍ خاصةٍ بالمناسبة،
      التعليق: زين يا سيد وش صار يو ما تمت التغطية من باقي الصحف يعني بند محرم ؟ لو بندت المآتم ؟
      يعني افهمها كل شيئ تغير ، يعني هذا موسم جدة غير ، ومثل ما قال المطرب الخليجي دارت الدنيا علينا وكل شيئ صار وجرى اممممممم جده غير

    • زائر 11 | 7:01 ص

      بحريني مقهور حده .

      مأجورين جميعا و الله يعودكم في حال أحسن من هذا الحال .
      لو لا التأجيج الطائفي البغيض و المفتنين , لرأيت اللوحات الفنية في كل مكان , و لرأيت المجسمات المعبرة عن واقعة الطف و عن واقعت البحرين أيضا .

    • زائر 9 | 4:47 ص

      سيدنا عظم الله اجورنا واجوركم

      سيدنا لو تفضل احد من كتابنا الافاضل وعمل مقارنه بين الحسين ومن قتله لان البعض ربما لم يقراء التاريخ اصلا فلا يلام اذا تجراء على الحسين ونهج الحسين توضيح ايمان الحسين اخلاق الحسين سيرته قبل كربلاء نسبه حسبه ماقال جده فيه ونقارنه بلاخر لتبرز الى العالم سر عشق الناس للحسين ويتيح هذا التفاضل للمتامل الالتحاق بمعسكر الحسين او معسكر من قتل الحسين موضوع اخر موضوع راس الحسين عليه السلام اخذ الى الشام على راس رمح كل كتب التاريخ تروى الحادثه وكان الوقت حار ولفتره فاقت عشرين يوم ما سر بقائه على حالته!!!

    • زائر 8 | 3:06 ص

      من قصيدة ( للموت ما ننسى الحســـــــــــــين ) ...... ام محمود

      للموت ما ننسى الحسين

      ما أظن ننسى مصيبة كربلاء

      اللي بها أبو السجاد ضحا بكل وفــــــــــاء

      يبقى عالــــــــــي و مرتفع هذا النـــــــــداء
      بوجوه كل الحـــــــــاقدين للموت ما ننسى الحسين

      يا ضياء الكـــــــــون .. يا نور الحيـــــــــــاة
      يا سفينة و بيها نوصل للنجـــــــــــاة

      نهتف نواليـــــــــك و لحد الممـــــــــــات

      مكتوب اسمه على الجبين

      للموت ما ننسى الحســـــــــــين

    • زائر 7 | 3:00 ص

      يوم عاشوراء مهيب جدا في كل زمان و مكان بس هذا العام كانت له هيبة أكثر بسبب سقوط الشهداء ... ام محمود

      صدقت يا سيد قاسم في كل كلماتك فالنشرات و الاصدارات و التغطية الاعلامية للمناسبة العظيمة كانت قليلة هذا العام لأسباب كثيرة الكل يعلمها حتى الوسط لم تنقل عزاء المنامة أو الديه أو السنابس مثلا

      حتى في الأسواق عندما ذهبنا لشراء ملابس محرم للأطفال جميع الفانيلات كانت بالرسوم الكرتون السنافر فلقد منعت الملابس التي تحمل (الشعارات) العاشورائية التي كانت تكتب العام الماضي مثل يا حسين - يا قمر بني هاشم -يا زهراء
      مع انها عادية و تحمل النسيم العطر للذكرى الأليمة
      تساؤلنا البسيط
      لماذا الخوف من الثورة الحسينية

    • زائر 6 | 2:57 ص

      دام عزك يابلادي

      بلادي بلادي بلادي لك حبي وولائي
      الله الله الله

      الدين الدين الدين

      الوطن الوطن الوطن

    • زائر 5 | 2:47 ص

      مأجورين

      حسافة ليس كل شعبي يعرف من هو الحسين ولو موقف واحد من مواقفه لمى بكى طويلاً ف ذلك اليوم وسألوه لماذا تبكي وقال أبكي على هؤلاء يسدخلون النار بسبب قتلي(بما معناه انه يبكي على عدوه لأنه سوف يدخل النار)

    • زائر 3 | 1:02 ص

      ..تعرضت لهجوم فى التواصل الاجتماعي من جانب بعض "المتطرفين"

      هذا هو المنطق السليم يا سيدنا الفاضل لا الاختباء وراء الاصبع ووصم هؤلاء بالمتورين بل هم حقيقة متطرفين بما للكلمة من معنى ودلالة واضحة فهم بالاجدي ينطبق عليهم وصفهم بالمتطرفين لا الموتورين ياسادة ياكرام ضعوا دائما الدواء على الداء كي يتطبب المريض- فشكرا لك سيدنا على جهودك المثمرة والنادرة الطيبة فجزاك الله الف الخير وجمعة مباركة لك ولاسرتك الكريمة وحفظك الباري عزوجل

    • زائر 2 | 12:46 ص

      في مقالك يا دكتور ما اقول ï؛چï»»

      شكرا لك يا حبيبي يا عراق ت دمت سالما ﻣﻌï؛ژﻓﻰ

    • زائر 1 | 10:46 م

      حب الحسين كنز

      نشكر رب العالمين حب ال البيت , والحسين احيا دين جده رسول الله ص وما عندنا في البحرين من احتفالات عاشوراء يعتبر منوع من رسوم والتبرع بالدم وصلة الرحم والا لتقاء بالاصدقاء والاستماع للمبادئ الحسينية والاسلامية معاً .

اقرأ ايضاً