العنوان أعلاه ليس استعراضاً لأغنية فيروزية، بقدر ما هو تمسك بالأمل، في وطن تتعدد فيه الألوان والأصوات، تختلف فيه المذاهب والأديان، الأفكار والتوجهات، وطن لا يرجف فيه الأمل بوحدة حقيقية، تجمع المواطنين تحت راية الوطنية الخالصة، حيث يتساوى الجميع أمام سيادة القانون، وطن ديمقراطي لا يلغي حقوق طائفة في ممارسة شعائرها. الوطن الذي نسعى إلى إرساء قواعده، لا بالعمل السياسي وحده، بل بتكريس القيم والثوابت التي تهيئ له فرصة الوجود وسط محاربة البعض للديمقراطية بتفصيل مخاوف على مقاس المواطنين.
ما حدث في المحرق أثناء إحياء عاشوراء لا يعدو كونه زوبعة في فنجان، وعلى رغم ما حدث من اعتداءات على المواطنين وتواطؤ مع المخربين وعدم تطبيق للقانون بالتساوي على الجميع فإن ذلك لا يتجاوز فئة قليلة، بل هي فئة لا تنتمي لمذهب إلا مذهب المصلحة، فلقد أثبت التاريخ على امتداده تعايش المذاهب مع بعضها في البحرين، وكانت المحرق على مدى سنوات طويلة تقدم ملحمة رائعة للتعايش السلمي بين الطوائف، ما يجعلنا نتمسك بالصورة الأجمل لتاريخ هذه المدينة العتيقة، التي ربت أبناءها على التآلف والتآخي مع غيرهم من أصحاب الملل والطوائف المختلفة.
رغم ارتفاع صوت المعتاشين على ضرر البلاد والعباد فإن أبناء البلد الطيبين مازالوا حاضرين، ليس في العالم الافتراضي ووسائل الإعلام، بل في الأزقة والأحياء الضيقة، بين جموع الناس الحقيقيين، حيث يتحول الصمت الى كلمة شرف وسط ثرثرة ونعيق المتضررين من أي إصلاح مرتقب.
أهالي المحرق البسطاء الذين وجدوا مدينتهم بين ليلةٍ وضحاها تتحول إلى خربة يراد لها أن تكون عشاً لبيوض الفتنة التي يحتضنها أصحاب الضمائر المريضة، المشككين بنوايا الآخر، والمنصبين أنفسهم آلهة، تطلع على خبايا النفوس، وتمارس سطوة العقاب والثواب بحق المواطنين، في دولة من المفترض ان يحكمها الدستور وتنظم شئونها القوانين، نجد الدعوات التحريضية للتعرض للشعائر الدينية لمكون واسع من المجتمع والتهديد والوعيد والخطط البلهاء التي يتم الاتفاق عليها علناً على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلان عن بعض الأسماء المشاركة في هذه الفوضى التخريبية.
في مقابل نموذج المحرق، هناك نموذج عراد، الذي يؤكد أصالة هذا الشعب، وسمو أخلاقه، فقد جمعني حديث بأحد الأصدقاء من الطائفة السنية من منطقة عراد، كان يتحدث بفرح عن العلاقة التي مازالت حاضرة بالحب بين الطائفتين، قال: اليوم كنا نشاهد موكب العزاء وهو يمر بجانب منزلنا، وحين كان مسجد للسنة يرفع أذان العصر تفاجأنا بتوقف الموكب وساد الصمت إلى حين انتهاء الأذان، وكان الشباب المشاركون في الموكب يتبادلون الأحاديث الطيبة مع الشباب الآخرين من أبناء الطائفة السنية الذين كانوا على مقربة منهم.
هذا هو الوطن الذي نحلم به، وطن لا تمزق أوصاله فتن الطائفية، ولا تفرق أبناءه مذاهب أو ملل، وطن قادر على تقبل الجميع، ورسم لوحة وطنية رائعة مليئة بالألوان، لا نريد ان نكون نسخاً عن بعضنا، نريد ان نختلف ونتفق، الديمقراطية هي تقبل الآخر رغم اختلافه عنا، هو ان نتقبله ونحرص على حريته في التعبير عن نفسه وممارسة معتقداته وشعائره وحرية دينه وفكره. تكفير الآخرين لن يقودنا إلا إلى مزيد من الدمار، ليس على أحد مسئولية هداية الآخر فالله يهدي من يشاء، لنرتقي إلى مستوى دولة مدنية، يتساوى فيها الجميع أمام سيادة القانون لا سيادة العرق أو المذهب أو القبيلة
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ
طرح موفق
طرح موفق
نريد ان نختلف ونتفق، الديمقراطية هي تقبل الآخر رغم اختلافه عنا، هو ان نتقبله ونحرص على حريته في التعبير عن نفسه وممارسة معتقداته وشعائره وحرية دينه وفكره. تكفير الآخرين لن يقودنا إلا إلى مزيد من الدمار، ليس على أحد مسئولية هداية الآخر فالله يهدي من يشاء، لنرتقي إلى مستوى دولة مدنية، يتساوى فيها الجميع أمام سيادة القانون ...........
هناك شرفاء لم يقبلوا ان ينجرّوا لهذه للفتنة
في المحرق بل وفي كل مكان هناك شرفاء من اخواننا السنة لم يقبلوا الانجرار لاي احتراب طائفي واي فتنة طائفية
هؤلاء هم واخوانهم من الطائفة الشيعية سوف يقودون البلد للخروج من الفتن
شكرا لك
بارك الله فيك، وجعلك لسان حال الناس
صح لسانك
هذا الي نحتاجه فعلا