العدد 3377 - الإثنين 05 ديسمبر 2011م الموافق 10 محرم 1433هـ

الجامعة العربية تدرس شروط دمشق، وكلينتون تدعو الى حماية حقوق الاقليات في سوريا ما بعد الاسد

لم تعط الجامعة العربية جوابها بعد على التعديلات التي ادخلتها السلطات السورية على البروتوكول الذي ينظم عمل المراقبين المفترض ارسالهم الى سوريا، في حين استقبلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلثاء وفدا سوريا معارضا برئاسة برهان غليون واكدت امامه حرصها على ضرورة حماية الاقليات في سوريا ما بعد الاسد.
واعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية مساء الثلثاء ان المشاورات داخل الجامعة العربية لا تزال متواصلة لبلورة رد على الرسالة السورية التي طالبت بادخال تعديلات على البروتوكول، موضحا ان الخيار هو بين عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب او تكليف الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اعداد الرد على الرسالة السورية.
وقال بن حلي في القاهرة، "لم تستكمل بعد المشاورات التي يجريها الامين العام للجامعة العربية بشأن عقد اجتماع جديد لوزراء الخارجية العرب أو بلورة رد من الأمين العام على رسالة وليد المعلم الأخيرة بشأن بروتوكول إرسال المراقبين إلى الأراضي السورية".
واضاف بن حلي "ان الخيارين مطروحان" مضيفا "ان الرسالة السورية تتضمن امورا لا يمكن للأمين العام أن يبت فيها ولا بد لوزراء الخارجية أن يبتوا فيها".
وكان النظام السوري اكد الاثنين استعداده لان يقبل بشروط، قدوم مراقبين من الجامعة العربية للتحقيق في العنف على الارض ومحاولة وقف القمع الذي اسفر عن مقتل اكثر من اربعة آلاف شخص منذ آذار/مارس حسب الامم المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي الاثنين ان دمشق "طلبت تعديلات طفيفة لا تمس بجوهر البروتوكول" الذي يفترض ان ينظم عمل المراقبين في الاراضي السورية.
وتنص الخطة العربية لتسوية الوضع في سوريا التي اقرت في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على "وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين والافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة واخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة".
كما تقضي "بفتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث".
دبلوماسيا، خطت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء خطوة اضافية نحو دعم المجلس الوطني السوري المعارض حين استقبلت وفدا منه في جنيف ودعته الى ضمان حماية الاقليات والمجموعات العرقية والنساء في سوريا ما بعد الاسد.
وقالت كلينتون ان "عملية انتقالية ديموقراطية تتضمن اكثر من رحيل نظام (الرئيس السوري بشار الاسد). هذا يعني وضع سوريا على طريق القانون وحماية الحقوق العالمية لكل المواطنين ايا كانت طائفتهم او عرقهم او جنسهم".
وقالت للاعضاء السبعة في المجلس الوطني السوري الذين التقت بهم وبينهم رئيسه برهان غليون "انني اولي اهتماما كبيرا للعمل الذي تقومون به حول طريقة قيادة عملية انتقالية ديموقراطية".
وفي خطوة بدت منسقة تقررت عودة السفيرين الاميركي والفرنسي في سوريا الى العاصمة السورية.
وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية في بيان اعلن فيه عودة السفير روبرت فورد الى دمشق "نعتقد ان وجوده في سوريا هو من اكثر الطرق فعالية لتوجيه رسالة بان الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوري".
واضاف ان مهام فورد ستشتمل على "توفير تقارير موثوقة حول الوضع على الارض، والحوار مع جميع اطياف المجتمع السوري حول كيفية انهاء سفك الدماء والتوصل الى انتقال سياسي سلمي".
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية يرافق الوزيرة هيلاري كلينتون في رحلتها في اوروبا، ان فورد سيعود الى دمشق مساء الثلاثاء.
وكان فورد غادر فجأة نهاية تشرين الاول/أكتوبر دمشق بسبب "تهديدات جدية". وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن.
ودعا البيت الابيض مساء الثلاثاء السلطات السورية الى احترام التزاماتها بحماية الدبلوماسيين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "نتوقع من الحكومة السورية احترام التزاماتها بحماية الموظفين الدبلوماسيين والمرافق الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا والسماح لموظفينا في جهاز الخدمة الخارجية بالقيام باعمالهم دون مضايقات او عوائق".
في الوقت نفسه عاد السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى دمشق الاثنين بعدما كان استدعي للتشاور في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر اثر اعمال عنف استهدفت المصالح الفرنسية في هذا البلد.
من جهتها طالبت منظمة العفو الدولية السلطات السورية باطلاق سراح المدونة رزان غزاوي التي اعتقلت الاحد بينما كانت تحاول الانتقال الى الاردن للمشاركة في منتدى حول حرية تبادل المعلومات.
وقالت المنظمة في بيان ان غزاوي التي تحمل ايضا الجنسية الاميركية "قامت بحملة لاطلاق سراح مدونين معتقلين وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في سوريا".
ميدانيا قتل اربعة مدنيين الثلاثاء في سوريا برصاص قوات الامن السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين بينهم طفل قتلوا في حمص في حين قتل شخص في اريحا في محافظة ادلب في شمال شرق البلاد.
من جهتها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء ان قوات حرس الحدود السورية في محافظة ادلب احبطت الاثنين محاولة تسلل "مجموعة ارهابية مسلحة" الى داخل الاراضي السورية عبر موقع قرية عين البيضا.
وقالت المصادر ان القوات السورية "أصابت عددا من عناصر (المجموعة)، بينما لاذ البقية بالفرار باتجاه الاراضي التركية"، بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة في ادلب ان "قوات حرس الحدود اشتبكت مع مجموعة ارهابية مسلحة مكونة من نحو 35 مسلحا ومنعتها من الدخول الى الاراضي السورية".
من جهة ثانية قال المرصد السوري لحقوق الانسان ولجان التنسيق المحلية ان مواجهات عنيفة تدور بين مجموعة من المنشقين عن الجيش والجيش النظامي الذي يحاول مهاجمة داعل في محافظة درعا.
وقال المرصد ان "اشتباكات عنيفة تدور الان بين مجموعات منشقة وقوات الامن النظامية التي تحاول اقتحام بلدة داعل". واضاف ان "قوات الامن السورية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في محيط البلدة".
وتابع المرصد ان قوات الامن تقوم "باحراق الدراجات النارية وتكسير المحال التجارية في محيط البلدة واطلاق رصاص عشوائي وقنابل صوتية لارهاب الاهالي وقطعت الاتصالات الارضية والخليوية عن البلدة" منذ فجر اليوم الثلاثاء.
وفي هذا الاطار، رأى محلل طلب عدم الكشف عن اسمه ان المناورات العسكرية السورية التي جرت الاثنين هي رسالة من النظام يحذر فيها من "اي نية بالتدخل عسكريا في سوريا عبر اظهار انه مستعد لاعلان حرب اقليمية".
وكانت وكالة الانباء السورية الرسمية قالت ان المناورات تهدف الى "اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو"، موضحة ان الصواريخ "اصابت اهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة".
من جهته، قال وزير الدفاع الاسرائيلي في بيان تعليقا على هذه المناورات "قد نكون شهدنا عرضا جديدا للقوة لكن هذا الحدث يدل على مخاوف ويأس اكثر من ثقة بالنفس".
ورأى باراك ان سقوط الرئيس السوري لم يعد سوى مسألة "اسابيع او اشهر". وقال باراك في بيان لوزارة الدفاع الاسرائيلية ان "عائلة الاسد تفقد سلطتها والاسد محكوم بالسقوط. لا اعرف ما اذا كان ذلك سيستغرق بضعة اسابيع او بضعة اشهر لكن لم يعد هناك امل لهذه العائلة".
وبينما يواجه النظام السوري عزلة متزايدة على الساحة الدولية، انتقد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله المعارضة السورية، معتبرا انها "تقدم اوراق اعتماد" الى الولايات المتحدة واسرائيل، ومجددا دعمه للنظام السوري.
وقال نصرالله الذي كان فاجأ مناصريه بظهور علني هو الاول منذ 2008 في نهاية مسيرة عاشورائية حاشدة ضمن عشرات الالوف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل ان يتوجه اليهم عبر شاشة عملاقة، "منذ اللحظة الاولى، موقفنا واضح قلنا نحن مع الاصلاح في سوريا ونقف الى جانب نظام مقاوم".
واضاف "ما يسمى بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول وبعض الدول العربية والغربية تعتبره محاورا رسميا" لسوريا يقدم بمواقفه "اوراق اعتماد للاميركي والاسرائيلي".
واخيرا، اكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان بلاده تؤيد "حل الوضع في سوريا في اطار البيت العربي".
وفيما يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، قال جوده ان "الاردن له مصالح مع سوريا اقتصادية وقضايا عديدة منها الحدود والمياه ووجود آلاف الطلبة الاردنيين في سوريا".
واضاف "لذا كان طلب الاردن أن يكون هناك استثناءات لدول الجوار فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية وتم تسجيل هذه الملاحظة لدى الجامعة العربية التي أخذت بها في توصياتها".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً