قال الإمام الرضا (ع): «إن المُحرم شهر كان أهل الجاهلية يُحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهُتكت فيه حُرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كربلاء».
ومن هنا يُشكل البعض على أتباع آل البيت ارتباطهم بموقع ومدينة تسمى كربلاء. ويدعي من يحمل هذا الإشكال بين يديه وفي ثنايا تفكيره أن ذلك يعتبر مناقضا لما حدث على أرض كربلاء ومخالفا لوصف الإمام الحسين (ع) لهذا الموقع بأنه كرب وبلاء لأنه علِم أن حتفه سيكون هناك. وبالتالي فيجب أن ينفر المسلمون من هذا الموقع لا أن يتوافد عليه كل عام بين 6 إلى 10 ملايين مسلم أيام عاشوراء الحسين (ع) للبكاء عند الضريح على الحسين ومصابه، هذا بخلاف الزيارات الشهرية التي لا تنقطع أبداً.
وقد يكون من يطرح هذا الإشكال أحياناً لا يعي أن قول الحسين (ع) عن أرض كربلاء بأنها ارض كرب وبلاء... هو وصف لحالة ستجري على هذه الأرض من كروب وابتلاءات عظيمة لآل البيت وأصحابهم... ليس تنقيصاً من شأن هذه الأرض الطاهرة وإلا لما جاورها الحسين (ع) ونصب فيها معسكره وخيامه. فهذه الأرض - كما يعلم القاصي والداني - كسبت قدسيتها لأنها ضمت بين تربتها جسد ريحانة رسول الله وخيرة أهل بيته في زمانه. ثم إن الأرض تبكي كما في قوله تعالى في ذم الكافرين «فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين» (الدخان: 29)، وكذلك في الحديث الشريف، وهي لا تبكي على الكافرين بل على المؤمنين فقط، فكيف بسيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله (ص).
والسؤال لمن يثير مثل هذا الإشكال، لماذا تريدنا أن نذم الأرض ونكرهها ولا نقترب منها وهي تبكي على الحسين (ع) معنا؟ هل الأرض وتربتها هي التي استباحت دم الإمام الحسين (ع)؟ فإذا صح ذلك فهذا يعني أنه يجوز أن نوجه اللوم واللعن إلى الأيام والدهر كذلك لأن البلاء ينزل بنا فيهما، والواقع العقائدي عند جميع المسلمين يقول بالنهي عن سب الدهر والأيام، أليس كذلك؟
إذاً، الرابط بيننا وبين أرض كربلاء، بالذات لعشاق الحسين، بأبسط تعبير ومشاركة لتلك الأرض، هو في البكاء على الإمام الحسين (ع) ما بقينا على وجهها. بيننا وبين كربلاء علاقة روحانية غريبة وعجيبة لا يعي قدسيتها من كان قلبه فارغاً من الإيمان الحقيقي بأهل البيت، وعقله لا يستوعب من هم العترة الطاهرة وموقعهم في التاريخ الإسلامي، بل وفي تاريخ العالم كله... تظل أرواحنا تهفو للوصول إلى أرض كربلاء حيث مثوى سيدنا ومولانا وحبيبنا ابن رسول الله وسيد شباب أهل الجنة. فحب آل البيت يتغلغل في كل قطرة من دماءنا... نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم... ولا نحتاج لأي كائن أن يعرفنا الطريق لحبهم.
وحتى في آداب زيارة الإمام الحسين (ع) لا يرد عندنا توجيه اللوم والذم واللعن للأرض أبداً ولا للسماء ولا الشمس ولا الرياح ولا الأيام التي شهدت مقتل الإمام ومصائب آل البيت؛ بل نوجه كل ذلك، بحرقة قلب على الإمام وأهل بيته، للبشر، إن كانوا كذلك بالفعل، الذين قاموا بفعل القتل والتعذيب والسلب والنهب. فيعلم ذلك كل ذي عقل راشد وفكر ثاقب
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ
معنى كلمة كربلاء
هي " كار بالا " يعني العمل العالي بالفارسية واظن نفس معنى ب بابلية
انها نهج الاحرار يبن السلمان
كلمات قالها ابا الاحرار لو انصفها الزمان لكتبت بماء الذهب على ابو اب جمعيات حقوق الانسان وعلقت قلاده في اعناق دعاة الحريه عندما قالها وهو متاكد من نتائجها مقدما والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا افر فرار العبيد جسد الثبات على المبداء بلتخاذل ولو كلف الامر ماكلف فظلت هذه الكلمات رنانه عبر 14 قرن من الزمن ومرشحه ان تظل يرددها الاحرار ليوم القيامه وهو القائل اليت لا اقتل الا حرا وان وجدت الموت شياء مرا فسلام عليك يابا الاحرار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا