العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ

الطائفية غطاء لمشكلة أخرى

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

جوهر المشكلة في البحرين لا علاقة له بالطائفية، رغم أن الممارسات الطائفية انتشرت بصورة سرطانية، ورغم أن الاستهداف الحالي يتجه نحو طائفة معينة توجَّه إليها التهم الباطلة وتفصَل من وظائفها وتحارب في رزقها وتمنع من ممارسة حياتها اليومية كمجموعة بشرية لها حقوق وعليها واجبات كما هو الحال مع أي مجموعة بشرية أخرى. إن جوهر المشكلة يتعلق بالمطالبة بالحقوق الأساسية المنصوص عليها في المعاهدات والمواثيق الدولية والمنصوص عليها في ميثاق العمل الوطني وفي الدستور. وعليه، وفيما لو تخلت هذه الفئة أو تلك عن المطالبة بحقوقها فستجد أن الحديث عن المشكلة الطائفية ينتهي بصورة سريعة.

الطائفية يتم خلقها وفرضها على المجتمع البحريني من أجل أن ينشغل ببعضه البعض، ومن أجل أن يحسد كل واحد الآخر، ويتم تسليط فئة على أخرى لكي يتحول الموضوع من المطالبة بالحقوق الإنسانية المشروعة إلى نوع من الاضطرابات الطائفية. والأمر في البحرين حالياً تعدى ذلك؛ إذ إن جهات رسمية تردد حججاً واهية وتقول إن على هذه الفئة، مثلاً، أن تتفاهم مع تلك الفئة، وبعد أن يتفقا مع بعضهما بعضاً فإن تلك الجهات الرسمية ستتفضل وتبدأ بالاستماع إلى المطالب. ونحن نعلم أن الذي اختلق تلك المشكلة الطائفية سيختلق ألف مشكلة لمنع التوصل إلى تفاهم بحيث لا يمكن في يوم من الأيام التحدث عن المطالب العادلة.

حجة بعض الجهات الرسمية أن الاستجابة للمطالب العادلة لم يكن ممكناً بسبب اختلافات طائفية إنما هي حجة واهية ومكررة، وإذا انتفعت منها هذه الجهات لفترة مؤقتة عبر استهداف فئة دون غيرها، فإن هذا الأمر لا يدوم، بل إنه ينقلب على من سار في هذا الاتجاه غير السليم.

البعض يحاول استغلال موسم العاشوراء لتأجيج نزاع طائفي غير موجود من الأساس، وهذا شبيه بما حدث في 1953 عندما تم استهداف مواكب العزاء في المنامة آنذاك، وكانت النتيجة أن وجهاء الشيعة والسنة توجهوا بكل شجاعة إلى الجميع وأبعدوا الفتنة ووحّدوا المجتمع حول المطالب التي تجمعهم. وقد يكون الوضع مختلفاً الآن؛ لأن المنتفعين من التوترات الطائفية ازداد عددهم، ولكن هذا صحيح لأن الأغلبية العاقلة ظلت صامتة خشية من استهدافها بالطرق غير الإنسانية التي شهدها العالم، وصدر تقرير بسيوني ليكشف بعضها.

ليس خافياً على أحد من يقف خلف العناصر الطائفية، كما ليس خافياً على أحد أنه يمكن ببساطة كبح جماح هذه العناصر، ولكن البعض ربما يعتقد بأن التوتر الطائفي والتنافر بين مختلف شرائح المجتمع يصب لصالحه، وبالتالي فقد يسعى لصب الزيت على النار، والمضي قدماً في خطة الاستهداف... ولكننا نعود لنقول بأن المشكلة في البحرين ليست طائفية، وإنما هي - في جوهرها - بين دعاة الإصلاح وأعداء الإصلاح

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 1:54 م

      دكتور ما حصل في المحرق العزيزة يدمي القلب

      دكتور منصور: أتمنى عليك أن تذهب شخصياً إلى المحرق، و إلى مأتم الحياك الولاية للنساء بالتحديد، و ترى حجم الدمار الذي ألحقه هؤلاء المعتدون بالمأتم و سرقته والإعتداء بالضرب على إبنة صاحبة المأتم، و تكسير السيارات في المنطقة، وتعمل تحقيقاً صحافياً و لقاءات مع المتضررين. بعدها تضع كل هذا أمام ضمائر المسئولين و أمام الرأي العام، ليعلموا ما يكابده أبناء طائفة معينة من فئةٍ أمنت العقوبة فأساءت الأدب. من هؤلاء؟ و ماذ يريدون؟ و كيف لا تحاسبهم الجهات الأمنية رغم خرقهم للقانون الذي نقع جميعاً تحت طائلته؟

    • زائر 31 | 8:45 ص

      أصبت الحقيقيه

      فعلا أصبت الحقيقه في مقال اليوم

      شكرا لك دكتور

      جميل

    • زائر 29 | 7:38 ص

      خافو الله

      لاتنجرو ايها البحرينيون مع الطائفيون ولاتقل انا من الطائفه الف او انا من الطائفه باء فكلنا من سلالة من نصرو الاسلام في سلمه وفي حربه ومن يقول شئ اخر فليقل لي من جاء اولا البيضة ام الدجاجه فهم يريدون الهائنا ببعضنا والاغراب يتنعمون بخيرات وطننا العزيز

    • زائر 28 | 6:31 ص

      لا للطاثفية

      الطاثفية تزداد يوم بعد يوم والسبب هو : ضمان الطرف الاخر من الحمايه من الامن والحكومه ,, عيني عنك واقفين قدام الشرطه وماسكين الالواح والحجاره واذا بدأت المناوشات انقمع الطرف المعتدي عليه فقط !! نريد امنا" للجميع وليس لفئه دون اخرى

    • زائر 26 | 5:07 ص

      انتبه أيها الإنسان المغرور

      لو عرف الإنسان قدر نفسه لما أصابه غرور في هذه الدنيا فليعلم إن كلما تلذذ به من أكل و شرب و ملبس إلا هو من فضلات الحيوانات و الحشرات فمثلاَ العسل يتلذذ بطعمه و هو من فضلات النحل و ما تجمل به من لباس فهو من فضلات الدود و ما طاب و تلذذ به من فواكه و خضروات فهي من فضلات الإنسان و الحيوان فعلى ما هذا الغرور و التكبر؟ ألا تعلم أيها الإنسان المغرور إن أيامك عدد. ألم ترغب في قضاء أيام حياتك في سعادة و هناء؟ لماذا هذا الشقاء أيها الشقي؟ أرجو من الأخوة تدبر معاني هذه الكلمات.

    • زائر 23 | 3:08 ص

      هناك من خاف الله في ان يكون في اللجان الانتقامية

      وهناك من انفتحت اساريره ليكون سكينا في خاصرة اخوانه من الطائفة الاخرى ضاربا عرض الحائط كل القيم والاعراف والدين والعيش المشترك الذي جبل عليه اهل البحرين منذ 1433 سنة لكن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون والله عزيز ذو انتقام

    • زائر 21 | 2:53 ص

      الورقه الأخيره ...!!

      الفتناويون هم من يتربي ويعتاش علي الفتن من هنا وهناك من خلال المنتديات التحريضيه الي مجالس الحقد والتفنن ,, سياسه أشاعه الفوضي لم ولن تفيد في ظل المتغيرات الحاصله في ربيعنا العربي بشخل خاص وفي ظل الطفره الفيس بوكيه والتويتريه بشكل عام ,, نحن اليوم لسنا في التسعينات والخمسينات ونظريه الأقصاء انتهت .. والسلام

    • زائر 20 | 2:44 ص

      عجبي

      عجبي من اشعل الفتنة التي هي اشد من القتل يدعو اليوم الى التعايش الديني متأكد انه لم يحصل على مراده أم انه يرى الفئة المهمشة بدأ الله بنصرهم ولكن بعد تصريحاته التي اشعلت النار أقول حسبي الله انه السميع البصير

    • زائر 19 | 2:43 ص

      ما حدث في المحرق يستدعي التظاهر ضد الطائفية

      اين اخوتنا السنة الشرفاء مما حدث في المحرق ..اين من سمانا باطائفيين والعمالة للخارج اليوم ماذا تقولون عن هذه الفئة المنحرفة التي تريد قتل الوطن والتعايش السلمي بين ابناءه

      فلتخرس الالسن في الاعلان الرسمي التي تدعي المطالبة بالتعايش

      كفاكم نفاقا وهراء وفتنة

    • زائر 18 | 2:17 ص

      احسنت يا دكتور

      كلامك هو جوهر الحدث لايمكن تمزيق الشعب

    • زائر 17 | 1:57 ص

      شكرا لكم دكتور كلام سليم و هو عين الحق.

      وإذا انتفعت منها هذه الجهات لفترة مؤقتة عبر استهداف فئة دون غيرها، فإن هذا الأمر لا يدوم، بل إنه ينقلب على من سار في هذا الاتجاه غير السليم.

    • زائر 15 | 12:22 ص

      دكتور صباح الكرامه

      قلناها من يشتغل على نار الفتنه في البحرين هم الاغراب ومثال على ذلك احد من جيش حشود خارجه عن القانون وكسر روح الاخوه بين ابناء المحرق للان امه واباه لايستطيعون قول جمله مفيده بلعربي اضافه له نفسه لا يتكلم العربيه معهم فانت تدافع عن اي مواطن واي وطن دعوا الخلق للخالق واتركوا اهل البلد يتصافون ولاتشقوا صف الاخوان باسم الاسلام انها الفتنه التى هي اشد من القتل اتقوا الله في ديرتنا فربما حوسبتم في الدنيا قبل الاخره وربك التي افرطت في عبادته يمهل ولا يهمل سبحانه

    • زائر 14 | 12:12 ص

      اعرف المستفيد تعرف الطائفي

      من يحاول ليلا ونهارا سرا وجهارا تأجيج الخلاف المذهبي والطائفي خصوصا في منطقة المحرق هو نفسه اول من سيحترق بنيرانها عندما تشتعل ، انا من سكنة المحرق وانتمي لمذهب اهل السنه والجماعة لكن مراسم العزاء بالنسبة لي خط احمر فقد اعتاد اخوتنا الشيعة ممارستها منذ مئات السنين وهي حق اصيل لهم وحرية دينيه خالصه

    • زائر 13 | 11:59 م

      كيف قبل الانسان ان يكون مطية لغيره

      لقد ضرب الله كثيرا من الامثلة لنا لكي نتعظ فقال (إنا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل) ويطلبون أن يعطيهم الله ضعفا من العذاب ولكن الله يقول لكل ضعف
      لأن الله قال ايضا (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر)
      ولقد حذر القرآن كثير من مسألة الاتباع على ضلال
      فقال(إذا تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا)
      وقال (وقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار)
      ورد القرأن (وما تغني الآيات والنذر) لا فائدة ولا طائل مع من اصم اذنه عن سماع الحق

    • زائر 12 | 11:57 م

      نعم بكل تأكيد

      بين الأنتهازيون و طالبى الحق و العداله و بين الطبالون المتعصبون و الذين يجاهدون فى سبيل رقى الوطن و بين من يرى بانه يخسر الغنيمه فى حالة الوحده بين الشعب و الذى يعتقد بان المستقبل لا يرحم العيش فى الذله.

    • زائر 11 | 11:46 م

      هذا هو لبّ المشكلة وأساسها ويا ريت

      يا ريت يعني ذلك الطرف والطائفة الاخرى الشقيقة في البلد إنهم لا ناقة لهم ولا جمل في مسألة المطالب وان هناك من يحشر الامور الطائفية لتغطية امور اخرى وها انت سميت الامور بمسمياتها ووضعت النقاط على الحروف وما بعد كلامك هذا كلام
      ولكن عيني وقلبي على الاخوة الاعزاء الذين ارتضوا ان ترتهن علاقتنا معهم بعلاقتنا بحقوقنا وقبلوا بان تكون المطالبة بالحقوق مجال للتساوم على اخوتنا وعلاقتنا المتينة معهم واصبحنا نقول هل كانت العلاقة متينة فعلا؟ فلو كانت كذلك لما ارتضوا ان يدخلوها في سوق النخاسين للمزايدة عليها

    • زائر 10 | 11:45 م

      سماء - البحرين (مقال رائع)

      شكرا يا دكتور على المقال الرائع, لقد شخصت المشكلة فى سطور, وما زال البعض يتهمك بالطائفية وبتشجيع اعلامى رسمى المسموع أو الصامت, البحرين عاشت منذ مئات السنين بالترابط والتزاوج والدليل بعض من الموجودين فى الشارع ولدوا لأم سنية وابا شيعى او العكس, بماذا يسمون هولاء؟ انة لامرا مؤسف ان ترى الاعلام الرسمي الذى كان يحرض ويشجع على الطائفية, اليوم نفس الاشخاص والاعلام يشجعون على التعايش, البحرين الى اين؟ الانتهاكات تعدت الخطوط الحمراء! علامة المنافق ثلاث وهى موجودة بأضافة اصفار........

    • زائر 8 | 11:16 م

      فرّق تسد!

      دائما ما تضع النقاط على الحروف، و تبرز شجاعة نادرة في في التحليل والتفصيل .. قلنا من قبل ومازلنا نقول ان الجهات الرسمية لو ارادت لأبواق وأقلام الطائفية ان تسكت لأومأت برأسها قليلا لتسكت كل تلك الأصوات بل وقد تعتذر عما قالت. ولكن هناك من ينتفع و يشعر ان عمره يطول مع بقاء التوتر الطائفي والشحن و المصادمات وإشغال الناس بموكب او منبر او خطبة .. هذا عين ما يتمنى .."فرّق تسد"!!

    • زائر 7 | 10:41 م

      الفرق بين الطائفية و التفرقة الطائفية

      الطائفية وان وجدت بين الحين و الاخر هي نتيجة تداعيات التفرقة الطائفية التي هى للأسف متجدرة في البحرين و بشكل ممنهج وكنا نأمل من بسيوني الخوض فيها لانها هي اساس المشكله وليس بتداعياته. كم النسب في الجيش و الداخلية لكل كادر؟؟ المواطنه بتساوي للكل لخلق الانتماء الصحي

    • زائر 4 | 10:15 م

      تشكيل منظمة تعلن انها ستقوم باعمال ارهابية عنصرية

      كيف للجهات الامنية ان تسكت عن اعلان تشكيل منظمة ذات اهداف ارهابية تستهدف مكون رئيس في المجتمع ولا تحرك ساكنا و ينفذ جزء من ما توعد به واتلف ممتلكات الغير و هدد ارواح الاخرين و شرائط الفيديو واضحة يمكن الاستدلال على من قام بالجريمة بكل سهولة.

    • زائر 3 | 9:51 م

      اصبت موضع الالام

      هذه هي الحقيقة
      وللعلم صانع هذه المشكلة يضل طريقة ولن يجني ثمر صالح من كل ذلك بل على العكس ودلك امر قريب

    • زائر 1 | 9:47 م

      طأفنة سياسية بامتياز

      يحاول المتنفذون قدر ما أمكنوا تحويل وحرف مسار المطالبات الشعبية الاصلاحية الى غير الجادة لتعطيل العملية الاصلاحية كمن يحاول حرف مسار الثورة المصرية عن أهدافها الحقيقية , والتونسية عن تطلعاتها, والشخوص هم الشخوص بالأمس واليوم .

اقرأ ايضاً