شكا مزارعون بحرينيون من تفاقم انتشار آفة «سوسة النخيل» في عدد من المزارع بصورة متزايدة عما كانت عليه سابقاً، محذرين من قضائها على أعداد كبيرة من النخيل في حال لم تتخذ التدابير اللازمة والفعالة للقضاء عليها.
وذكر المزارعون أن هذه الآفة من أخطر الأمراض التي تصاب بها النخيل، وتعتبر مؤشرا خطرا عليها نظراً لصعوبة إمكانية السيطرة عليها عند تفشيها في المزارع، مشيرين إلى أن ظهورها بدا ملحوظاً خلال الأشهر الأخيرة.
وتتمركز «سوسة النخيل الحمراء» في قلب النخلة أو في قوامها (الجدع)، وتقوم بالنخر مخلفة فتاتاً أقرب ما يكون لنشارة الخشب، ما يتسبب في ضعف بنية النخلة وإصابتها بالعديد من الأمراض إلى جانب إمكانية سقوطها عند تعرضها لأي حالة اهتزاز أو رياح شديدة نظراً لهشاشة قوامها.
من جانبه، قال رئيس جمعية المزارعين البحرينية، جعفر ضيف: «إن سوسة النخيل موجودة في البحرين، وبدت منتشرة بصورة أكبر خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً في المزارع التي تتمتع بأعداد كبيرة من النخيل بمقابل المزارع التي تعتمد على زراعة الأشجار والخضراوات»، مبيناً أنها «تبحث عن أفضل وأجود أنواع النخيل للتمركز فيها، بحيث تنخر جسد النخلة مخلفة ثقوبا ومواقع فارغة بداخل الجذع يجعلها عرضة للكسر والسقوط، أو الإصابة بالأمراض المختلفة التي من المتعارف إصابة النخيل بها».
وأفاد ضيف بأن «وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني ممثلة في شئون الزراعة تبذل جهداً في محاصرة انتشار هذه الآفة والقضاء عليها، إلا أن ذلك يُعد صعباً بسبب حجم فتكها وصعوبة معالجة النخلة المصابة التي تستوطنها هذه السوسة».
وعن طريقة وآلية العلاج التي تقوم بها شئون الزراعة بوزارة البلديات، أوضح رئيس جمعية المزارعين أن «النخل تحقن ببعض الأنواع من الأدوية المختارة لمحاربة هذه الآفة، وأخرى للحفاظ على قوة ومناعة النخلة نفسها من أي مرهصات إثر استيطانها فيها، ثم تغلق الثقوب التي أنتجتها جراء عملية النخر بمواد مختلفة، وتلف بعد ذلك النخلة بالقماش أو بغطاء بلاستيكي مشبعاً بمادة عازلة لتلافي انتقال يرقات السوسة للنخيل أو المزارع المجاورة».
ولفت ضيف إلى أن «النخلة التي تنخر فيها السوسة لا عائد منها بعد ذلك وحتى إن خضعت للعلاج، وقليلاً ما يؤدي ذلك إلى تعافيها وعودة قوة قوامها وكثافة إنتاجها»، مشيراً إلى أن «أبرز أنواع النخيل التي تستوطن فيها الآفة هي الخلاص والغرة والمواجي».
ورأت وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني أن من العوامل التي أدت إلى تقلص أعداد النخيل في البحرين وأزاح عنها خاصية بلد المليون نخلة، هو تعرضها خلال العقود الأربعة الماضية إلى الزحف العمراني، وشح في المياه العذبة، وتملح التربة، إضافة إلى الضغوط الحيوية الأخرى الناجمة عن الإصابة ببعض الآفات الحشرية مثل حشرة سوسة النخيل الحمراء.
هذا، وتفضل سوسة النخيل الحمراء مهاجمة النخيل التي يقل عمرها عن 20 عاماً حيث ان جذع النخلة يكون غضا ويسهل اختراقه. وتعتبر هذه الآفة من أخطر الآفات التي تصيب النخيل. ويصعب معرفة مراحل بداية الإصابة، حيث ان اليرقات تكون بداخل الجذع ولا يمكن رؤيتها خارجه. كما لا يمكن مشاهدة الضرر مباشرة، ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الإصابة وذلك بمشاهدة خروج الإفرازات الصمغية البنية اللون وذات الرائحة الكريهة من جذع النخلة، وكذلك مشاهدة الأنسجة المقروضة والتي تشبه إلى حد ما نشارة الخشب متساقطة على الأرض حول النخلة، بالإضافة إلى ملاحظة الذبول والاصفرار على السعف.
ويُعد الطور اليرقي للسوسة هو الأخطر، حيث يتغذى على الأنسجة الحية بداخل جذع النخلة، ما يؤدي إلى موتها. كما أنه لا يمكن رؤية اليرقات وضررها الذي تحدثه في بداية الإصابة حيث انها تعيش بداخل الجذع، بالإضافة إلى أن الضرر الذي يحدث كبير جداً حيث يمكن ليرقة واحدة إحداث ضرر لا يستهان به. والضرر الحقيقي الذي تحدثه هذه الآفة للنخلة هو موت النخلة.
وبحسب المختصين في شئون الزراعة، فإنه يمكن تسمية سوسة النخيل الحمراء بـ «العدو الخفي» حيث تقضي جميع أطوارها (بيض، يرقات، عذارى، حشرات كاملة) بداخل جذع النخلة ولا يمكن لها إكمال دورة حياتها على أنواع أخرى من الأشجار غير النخيل. وتضع الأنثى في المتوسط 300 بيضة على جذع النخلة في الفتحات المختلفة الناجمة عن الحفارات الأخرى أو عن الخدمات الزراعية. ويفقس البيض خلال 5 أيام عن يرقات صغيرة الحجم عديمة الأرجل، والتي بدورها تشق طريقها إلى داخل الجذع حيث تتحرك عن طريق تقلص عضلات الجسم. وتتغذى هذه اليرقات على الأنسجة الطرية حيث ترمي بالألياف خلفها. وتقدر دورة حياة سوسة النخيل الحمراء بـ 4 أشهر
العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ