من أبرز الأسماء التي أثرت الديوان الشعري الحسيني، وتركت بصماتها المؤثرة على الوجدان الشعبي، ومارست تأثيرها على مدى أكثر من قرن ونصف على قلوب الملايين... فمن يكون هذا الشاعر الذي تتردّد قصائده المتوهّجة على آلاف المنابر في هذا الإقليم من المنطقة العربية المتفاعلة مع واقعة كربلاء؟
الملا على بن فايز الحجّي الأحسائي، حيث وُلِد في حيّ الرفعة الشمالية بمدينة الهفوف، في حدود منتصف القرن التاسع عشر، ولأسباب اقتصادية هاجر من الأحساء إلى البحرين، حيث قضى معظم سنوات حياته بها حتى وافاه الأجل المحتوم العام 1904 (1322هـ)، حيث دفن في منطقة سند.
حين سألت الزميل محمد المخرق عن صورة أرفقها بالموضوع، اتفقنا على اللقاء ظهر أمس لالتقاط صور حديثة للقبر. كان قبل سنوات طويلة، قد دلّه الشيخ أحمد بن خلف العصفور إلى القبر، حيث يقع في زاويةٍ بعيدةٍ آخر المقبرة، نائماً مستظلاً تحت شجرتين. كان قد مضى على رقدته تلك 111 سنة هجرية.
ورغم قرب العهد نسبياً برحيله (العام 1904م)، إلا أن من كتبوا عنه اختلفوا في نسبه، بين علي بن حسين (أو حسن) بن فايز بن فارس،وسنة وفاته ومكان دفنه واتفقوا على نسبته للأحساء، وتحديداً إلى عائلة الحجي بهفوف الأحساء.
توفي أبوه وعاش يتيماً مع أخته الوحيدة يرعاها، وعمل فترة في الحياكة، وكان يجيد إلقاء القصص على أفراد المجتمع، وعُرف بعذوبة صوته. ومما يروى عن البدايات أنه كان ينشد وهو يسير في أزقة حيّ الكوت بالهفوف، فتناهى صوته إلى ضباط سرية تركية، فطلبوه للإنشاد لهم، وبعد فترة نقلت هذه السرية إلى القطيف، فطلبوا منه أن يرافقهم، فاعتذر برعايته لأخته، فوعدوه بكسوةٍ ونفقةٍ لها، فلما كلَّمها بذلك وافقت.
بعد الانتقال إلى القطيف، سمع حاكمها (منصور بن جمعة) نشيده فأعجب بصوته، فطلبه من الضباط فأجابوه، ولما دخل عليه سأله عن مذهبه، فلما استوثق منه سأله: إن صوتك جميل، فلماذا لا ترثي الإمام الحسين (ع)؟ فأجابه ابن فايز: أنا لم أتعلم القراءة الحسينية. فعاد يسأله عن الأناشيد التي يلقيها هل يحفظها أم هي من تأليفه، فأجابه: أنا لا أقرأ ولا أكتب، ولكني أنشد بعض الأبيات وأحفظ بعضها الآخر.
وكان منصور بن جمعة يستضيف خطيباً عراقياً للقراءة الحسينية في منزله، فطلب من ابن فايز أن يقرأ مقدماً فتردّد لعدم إجادته هذا الفن، وحين ارتقى الخطيب العراقي المنبر جاشت نفس ابن فايز ببعض الأبيات، فلما نزل دعاه مضيفه للقراءة فاستجاب هذه المرة، وهكذا صعد المنبر لأول مرة، وبدأ برثاء السيدة فاطمة الزهراء (ع):
نوحي على الأولاد يا زهرة الحزينة
في كربلا واحد وواحد بالمدينة
مات الحسن وانهدم سور الهاشمية
هذي المدارس أصبحت بعده خلية
هذه القصيدة أدّاها حديثاً الرادود باسم الكربلائي بطريقةٍ مؤثرة، كما كان وقعها مؤثراً على مشاعر الجمهور قبل قرنٍ من الزمان، حيث طلب حاكم القطيف منصور بن جمعة من الضباط الأتراك أن يبقى بن فايز في ضيافته، وسمّاه بالملا علي... ومن هنا بدأت شهرته بالقطيف.
في فترة لاحقة... طلبه أهل البحرين لشهرته في ميدان الرثاء الحسيني، فأَذِن له الحاكم بالسفر، ويبدو أنه استقر لفترةٍ، حيث تزوّج من قرية سند ولكنه لم يعقب بسبب العقم. وكان يراود الأحساء بين فترة وأخرى، يجدّد فيها عهده بأخته وبالقراءة الحسينية.
من الشعراء الذين تركوا بصماتهم في الوجدان الشعبي، من خلال ما خلّفه من قصائد مازالت حيةً متوهجةً، تصدح بها المنابر كل عام. قصائد تلقائية، ومدرسة شعرية خاصة تعرف بـ «الفائزيات»، صادقة الكلمات، رقيقة العبارة، وتصوير ينقلك لتعيش بعض جوانب واقعة كربلاء، وهو ما لا يتاح إلا لشاعرٍ حسّاس، عاش واندمج بهذا الحدث التاريخي المفجع حتى خالط لحمه ودمه.
هذا الرجل الأحسائي الذي جاء مهاجراً إلى البحرين حتى عده أهل البحرين من كبار شعرائهم المتأخرين، وظلوا يذكرونه بالإيمان والإخلاص والبذل في سبيل الله، استخدم في أشعاره اللهجة العامية الدارجة (البحرانية)، دون تطعيمها بلهجة أخرى، في وقتٍ كان كثيرٌ من أصحاب المنبر يفضلون اللهجة العراقية ذات السبق في الرثاء الحسيني. وقد أشار بعض الكتاب إلى إحدى ميزات شعره، وهو الحواريات، وقال لو أنه أتيح له أداؤها بالعربية الفصيحة لضاهى بها كبار شعراء الحسين (ع) كالشريف الرضي والسيد حيدر الحلي رحمهما الله.
في مخطوطة كتاب المرحوم الشيخ إبراهيم المبارك، التي نقلت عنها شبكة عالي الثقافية، أن «أصله أحسائي، سكن البحرين وتعلم فيها الخطابة ونبغ نبوغاً عظيماً لا يكاد يشاركه غيره في الخطابة والشعر العامي، وينشئ شعره على البديهة في وقت إنشاده، وله صوت رقيق وجذّاب وعالٍ فوق الوصف». وفي كشكول فطرس أنه «أحسائي الأصل والمولد، وبحراني المسكن، هاجر إلى البحرين منذ صباه وعاش وكبر هناك وامتهن الفلاحة فيها». والمشهور أن قصائده لم تدوّن في حياته، وإنّما جُمعت بعد وفاته من الخطباء ومما حفظه كبار السن، ونُشرت في ديوان «فوز الفائز». وتوفي ابن فايز سنة 1322هـ، ودُفن في قرية سند حيث أقام أواخر أيامه، بعدما كان يقيم في جزيرة سترة.
حين زرتُ قبره مع زميلي المصوّر أمس لألتقط صوراً لمنزله الأخير، فكّرت وأنا أمسح الغبار عن شاهد قبره، بهذا الرجل الغريب الذي جاء مهاجراً فقيراً من الأحساء إلى البحرين طلباً للرزق، وطاب له المقام بين أهلها، وبادلوه حباً بحب، ولقد بلغ من تفاعلهم معه، أن كان بعضهم يستقبلونه بالبكاء بمجرد رؤيته قادماً على دابته... فهكذا تفعل الأشعار الصادقة في النفوس. وظلوا مئة عام يردّدون أشعاره الحية في مجالسهم كل عام، ويعتبرونه مؤسس مدرسة النعي الحسيني البحراني المعاصر
العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ
الفاتحة
رحم الله من قراء سورة الفاتحة المباركة تسبقها الصلاة على محمد و على آل محمد الطيبين الطاهرين و أهداها إلى روح النوم ملأ علي الفايز
السيد الجليل
خير شاعر وخير خادم لخدمة رسول الله صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام
وخير شاعر تفتخر به اهل الاحساء على مدار التاريخ
اقول لك هذه الكلمات ايها اشاعر
تنطوي لك الايام وينطفىء ذكراك ولكن حبك للحسين تجدد ذكراك
اتمنى ان يوفقنا الله مثل هذا الشاعر الذي لا يكتب ولا يقراء لخدمة سيدي ومولاي ابي عبدالله الحسين
السيد الجليل
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة".
خير مفخرة لخدام لرسول الله وابناء رسول الله
روحي هجر الأحساء
ملا علي بن فايز وملا عطيه الجمري وابن نصار
لا أذكر أني حضرت مأتم عزاء على الحسين الشهيد صلوات الله عليه ولم أسمع أبيات لهؤلاء العظام الذين خدموا الحسين عليه السلام بأقلامهم وقلوبهم رحمهم الله جميعا
فهم خالدون بخلود الحسين ع
خادمك ياحسين
هولاء خدام الحسين الحقيقين لم يرغبوا بدنيا بل يريدون الاخرة ومقابلة وجه الله بخدمة اهل بيته النبوة عليهم افضل الصلاة والسلام .
الى رحمة الله يا ابن فايز الاحسائي الشمالي
آه على ذلك الزمن ..
لا أشك أبداً أن يكون بن فايز حاضراً في واقعة الطف لأن أبياته تدغدغ المشاعر بصورة أليمة و كأنها تحكي الواقع .. رحمك الله يا بن فايز ..
خادم الحسين
هـذا بـن فـايز لو قروا أبياته .. تتعالى من كل الجمع صرخاته
مـلا عـطـية تشتعل جمراته .. جنه حضر بالطف وشاف بذاته
رحم الله خدام أبي عبدالله الحسين وأسكنهم فسيح جناته ..
بغداد بيها روضة وبأرض المدينة روضة
وأنتي عليهم فزتي بالحثة المرضوضة رحمك الله يا بن فايز
بغداد بيها روضة وبأرض المدينة روضة
وأنتي عليهم فزتي بالحثة المرضوضة رحمك الله يا بن فايز
تصحيح
اعتقد ان تاريخ وفاته ليس صحيحا حيث ان بعض الرجال الكبار الذين عاصروه بعد 1904 والله اعلم. رحمه الله ورزقه شفاعة محمد واله
رحمة الله عليك يا ابن هجر الأحساء
الملا علي بن فايز الإحسائي البحراني
عدد الأبـيـات
7016
عدد القصـائد
522
عدد الدواوين
1
التيتوني السنابسي السندي
الفاتحة على روح خادم الحسين والرادود والملا علي بن فايز كان امي لا يعرف القراءة والكتابة وكان يتنقل على دابته وهو على ما اعتقد ضعيف او ضرير العين
لكن ابياته الحسينية ذات الطور البحراني لرترثي الحسين بصدق وتفاني وتخرج من القلب الى القلب
اخلا ص وتفاني
الذي رفع مكانته وخلده الله سبحانه لانه نيته خالصة لله وحبه لاهل البيت هذا في الدنيا وهنيئا له قربه منهم في الاخرة
رحمة الله عليك يا ملا علي
فلقد كانت أشعارك ولازالت من أجمل الأشعار التي تؤثر في نفوس محبي أهل البيت فرحمك الله وشكراً لجريدة الوسط ونتطلع الى المزيد من قصص شعرائنا القدامى
رحم الله بن فايز
...
رحم الله من احي امرنا
وحشرة مع محمد وآله .. ورحمه رحمة واسعة ومن سار على منهجة
القبر معلم حضاري
اضم صوتي مع الاخوه الذين يناشدوا الاوقاف ببناء القبر فهو معلم حضاري
مع الزائر 2 إعمار القبر... مسؤولية الجميع
نطالب الجميع بتعمير قبره ولو تقاعست الاوقاف الجعفرية وجب علينا جميعا اعمار قبره بما تجود به ايدينا..
لابن فايز دين في اعناقنا واعناق اولادنا يبقى ليوم القيامة مشرقا بنور الحسين
الحسا حسانا ...حتى لو لفانا ..
من الشرقية للبحرين شعب واحد لا شعبين
الله يرحم محمد وال محمد ..
ماجورين
أنا ملاية
يوميا وأنا أقرأ أبيات هذا الشاعر العظيم من خلاله ديوانه والذي رثى فيه كل لحظة من لحظات مصيبة آل البيت فإنني أطلب من المعزيات الترحم على بن فايز وعلى ملا عطية وعلى الشيخ الدمستاني رحمهم الله ، بالإضافة إلى الدعاء لشاعراتنا البحرينيات اللاتي رثين الإمام الحسين بإحساس صادق.
و أنا أيضا أضم صوتي لزائر رقم 2
و هذا أقل شي تقدمه الأوقاف لهذا الشاعر العظيم الذي حتي ملا عطية تعلم من أسلوب و طريقة إلقاء و كتابة الشعر الحواري
رحمك الله يا بن فايز
لقد كان ملا علي بن فايز مقيم في منزل الوجيه الحاج أحمد بن عيد رحمه الله بقرية سند ، حيث أوصى الحاج أحمد بأن يدفن بجوار ملا علي عند وفاته.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته
لا تنسوا قراءة الفاتحة لروحه
أحسنتم
شكرا لكم
أضم صوتي من زائر رقم 2
فعلا على الاوقاف الجعفرية إحياء قبر الملا علي بن فايز وقبر ملة عطية الجمري وجعلهما مزارين للناس,
هذا اقل القليل يقدم لخدمة ابي عبدالله الحسين ع الذين خدموا المنبر و صاير صوتهم و شعرهم يردد كل يوم على كل منابر اهل البحرين والإحساء.
شكرا
شكرا
على تقديم مثل هذه الشخصيات
الحسينيه الشعريه المتميزه وهناك الكثير
ونتمنى تقديم المزيد ، ليفهم ويعرف من لا يقدر الكوادر الحسينيه و الوطنيه وتميزها على مر العصور طال الزمن او قصر ، تميز وصمود لا تراجع
اهذا قبر؟
من العار ان يبقى هذا القبر الشريف لهذا الخادم الصادق بهذا المستوى من الاهمال .. لذا اناشد الاوقاف الجعفرية وكل محب للامام الحسين بالسعي لبناء مرقد يليق بمن خدم الامام الحسين كل هذا العمر .. فتقدير الامام من تقدير خدامه .. فهل من يلبي النداء؟
أحب الحسين فأحبته أرض الحسين
هكذا هم عشاق الحسين
فنيئاً لهذه الأرض عشق الحسين
أعظم الله لكم الأجر في مصاب الإمام الحسين عليه السلام
شاعر الحسين
رحمك الله ياملا بن فايز وجزاك خيرا