العدد 3373 - الخميس 01 ديسمبر 2011م الموافق 06 محرم 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الشعر في الحسين

عرف صدر الإسلام شعراء مخضرمين ومتمكنين من نظم القصيد، في الفخر والمديح والرثاء والحماسة... وكان الشعر في هذا العصر، أحد الجنود المجندين في رفع راية الإسلام، والدفاع عن شخصية النبي الهمام. وتدرج الشعر في هذا العصر إلى أن وصل لمرحلة الخلفاء الراشدين، وبعد ذلك تمحور في عدة قضايا سياسية ألمت بالأمة الإسلامية، ومن تلك القضايا قضية مقتل الإمام الحسين.

إن فاجعة قتل سبط الرسول وفرخ البتول بأبشع المقاتل التي ذكرت على مر تاريخ البشرية، وكما في (أدب الطف) لجواد شبر، عن عبدالحسيب طه في (أدب الشيعة) «إن قتل الحسين على هذه الصورة الغادرة لابد أن يلهب المشاعر، ويرهف الأحاسيس ويطلق الألسن، ويترك في النفس الإنسانية أثراً حزيناً دامياً، ويجمع القلوب حول هذا البيت المنكوب». جاءت لتمهد لغرض من أغراض الشعر وهو الرثاء. جاءت لتعطي الدافع القوي في نظم الشعر في إبراز مآسي هذه القضية، وما ألمّ بالحسين وأصحابه في ذلك اليوم المهول يوم العاشر من شهر المحرم لعام ستين من الهجرة.

ومنذ ذلك اليوم إلى يومنا الحاضر، أخذ الشعراء يتنافسون بمشاعرهم الرقيقة والمتدفقة، اتجاه قضية الإمام الحسين، وراح كلٌ منهم يتفنن في نظم وقائع ومصائب ذلك اليوم، فكان من أوائل شعراء الطف، ومن مسك بزمام السبق في رثاء الحسين بعد واقعة كربلاء، عقبة بن عمرو السهمي إذ يقول:

إذا العين قرّت في الحياة وأنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها

مررتُ على قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرها

فما زلت أرثيه وأبكي لشجوه

ويسعد عـيني دمعها وزفيرها

والكميت بقوله:

أضحكني الدهر وأبكاني

والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة في الطف قد غودروا

صاروا جميعاً رهن أكفان

وستة لا يتجازى بهم

بنو عقيل خير فرسان

ثم علي الخير مولاهـم

ذكرهم هيج أحزاني

وأخذ الشعر في التطور إلى أن وصل لمرحة التشجيع على نظم القصيد، وذلك في عهد الإمام الصادق والأئمة من ولده، عن طريق عدة عوامل: الأول فقد كانوا يشجعون الشعراء في نظم الشعر في الحسين، من خلال ما قالوه من شأن وجزاء الراثي للإمام الحسين. فقد روى الريشهري في (ميزان الحكمة) عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: من أنشد في الحسين بيتاً من الشعر، فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة. والعامل الثاني هو مكافأة الراثي للحسين، وكان أبرز مثال لهذا الصنيع مولانا الرضا (ع)، عندما أنشده دعبل بن علي الخزاعي قصيدته التائية في آل محمد:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر

وحمزة والسجاد ذي الثفنات

ديار عفاهـا جور كل منابذ

ولم تعف بالأيام والسنوات

وعندما أتمها أكرمه الإمام بقميص من الخز لونه أخضر، وخاتم عقيق، وصرة من النقود. والعامل الثالث هو التكفير عن عدم نصرة سيد الشهداء بالسيف، من خلال التفاني في نصرته بالشعر والدفاع عن ثورته وتحركه المبارك، وتوجد كذلك عوامل أخرى أعرضنا عن ذكرها لكي لا يطول بنا المقام.

ولايزال الشعر الحسيني محافظ على أصالته وقوته، منذ ذلك الوقت إلى وقتنا الحاضر، فقد أجاد من الشعراء المتأخرين في رثاء سيد الشهداء محمد مهدي الجواهري إذ يقول:

فِدَاءً لمثواكَ من مَضْجَعِ

تَنوَّرَ بالأبلَجِ الأروَعِ

بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ

رُوْحاً ومـن مِسْكِها أَضْـوَعِ

وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ «الطُّفوف»

وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ

وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس

على نَهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَعِ

وفي حقيقة الحال لا يمكن حصر الشعراء والكتاب، الذين تعاطوا شعراً ونثراً مع مصيبة سيد الشهداء وأصحابه السعداء، فإنه لو جمع الشعر الحسيني برمته لفاق آلاف المجلدات. ولم يكتب في أحد من العالمين من كتب وشعر ونثر وتاريخ، كما كتب في الإمام الحسين فسلام الله على الحسين، وعلى مدرسة الحسين، المدرسة المتأصلة التي نتعلم منها ونحن في هذا العصر، وعلى أصحاب الحسين، وعلى أولاد الحسين، ما بقي الليل والنهار.

عارف الموسوي


الزواج مؤسسة مقدسة

 

الزواج مؤسسة مقدسة نصت عليها كل الأديان السماوية وألح عليها ديننا الإسلامي الحنيف بشكل ملحّ حتى قال في ذلك نبي الرحمة إن «الزواج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس من أمتي» وقد اختصرت الشريعة في مبادئ بناء هذا الصرح أن «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» وفي رواية وذو يسار... هكذا هو الإسلام. إلا أن الشائع الآن في زماننا المتقلب أن الزواج بات يحمل من شروطه ماهو مضحك وينبئ عن جهل مركَّز وخالص.

حيث إن البعض ومن الجنسين يضع العراقيل ويعتبرها أساسية...

تساؤلات كثيرة لا أستذكر منها إلا القليل لقلة خبرتي في هذا الباب وأذكر منها أن الشرط الأول (هل هو سليم) قلنا ما عليه، ولو أن فيه هضيمة لنصف المجتمع والذي أغلبه (نصف مكينة)، ونتابع السؤال التالي (هل يمتلك مكان شقة أو بيت) قلنا ما عليه ولو أن وزارة الإسكان عطبت مكينتها هالأيام. والباقي من الأسئلة : (تعال شوف وين يشتغل وكم معاشه ووين دارس وهل لديه خبرة ولا نريده متين ولا نريده نحيف ولا قصير والحفلة في وين والتصوير وفي أي داعوس وإذا كل هالأمور نجح المتقدم في اجتيازها والتي تشبه وكأنها فحص سيارة موديل ثمانين يبقى السؤال الأخير يصلي لو لا وإذا ما يصلي نصحوه وأكيد ما بيقول شي الولد ما شاء الله طيب؟ يعني الجماعة مو مشكلة عندهم صلاته لأن فول أوبشن...).

خلاصة الموضوع أن الزواج كيان مقدس أساسه تعبدي والصبر والتحمل على تحدياته أمر لا مفر منه ولقد تعهدكم رب العزة بالغنى وإنزال الرحمة والتوفيق إذا ما كان الزوجان يقينهما مرتبط بخالقهما.

محمد عباس البصري


حبيبي خذ إذا ترضى

 

إذا يعصي برود الكون أطرافي ويجمدها

وينخر رقة إعظامي صعيق استنجد ابضعفي

كطفلة في شِتا قارص تِخاف إرجولها إتمدها

بحجم الدفء تتكوم وتتشكل حسب ظرفي

إذا زاد البرد سطوة وطاح جدار ما سَدها

وتِلملم من ألم روحي سبب في نيته نسفي

أبتبسم ولا همني وألم الظروف أبدّدها

لأنك جنبي وبعمقي لأنك عالم المخفي

لأنك أنت من غيرك شعور إبمهجتي يشدها

إلى روعة لقائي فيك كلما دنيتي تِجفي

أبتبسم ودمعة عين من نفسي وتحسدها

على كل إبتلاء وهم بدنياي ولا يكفي

حبيبي خِذ إذا ترضا، إلهي فرحتي خذها

وبحتاجك في كل لحظة بنادي ويرتخي طرفي

خشوع ورغبة الحاجة إلك يا ربي مقصدها

ورجفة حب تحويني ويهيم إبعالمك حرفي

أناديلك يا خالقني «ضعيفة» تنادي لا تردها

بعيداً عن طلب حاجة لحمدك يرتفع كفي

لأنك ساكن أبعمقي وعروقي لك أمددها

نصف يتغزل ابجاهك ويموت من الوله نصفي

لأنك روعة الإحساس ورشفة حب أزايدها

وطمأنينة جفن تعبان إلك يتوجه ابوصفي

يناجيك بدموع الشوق يا عالم في فضا وِدها

عليها إرضى يارب الكون وإرسلها على كتفي

أببكي خشيتك وأبكي فرط حبك يا حاصدها

دموع اللي تناثر عشق يهيم ومقصده خطفي

كطفلة في شتا قارص تِخاف إرجولها إتمدها

بحجم الدفء تتكوم وتتشكل حسب ظرفي

بنت المرخي


أبدية صراع الحق مع الباطل

 

إن المنكرات والانحرافات التي كانت في زمان الإمام الحسين (ع) وما بعده استوجب للقضاء عليها أن يقدم (ع) دمه الطاهرودماء أهل بيته وأولاده... حتى الصغير منهم... ودماء أصحابه كما سبيت عياله وطيف بهن من بلد إلى بلد، وحمل رأسه الشريف، ورؤوس أهل بيته وأصحابه على الرماح.

إن هذه المنكرات لم تكن مختصة بزمانه، فصراع الحسين مع أعدائه هو صراع الحق مع الباطل وهذا موجود في كل مكان وزمان، فمن كان مع الحق كان مع الحسين، ومن كان مع الباطل كان مع يزيد، أليس حريّاً بمن يدعي الولاء والمحبة للحسين أن يكون مع الحق ويلتزم بطاعة الله ويقلع عن معاصيه؟

أليس حريّاً بالمؤمنين أن يقفوا في الخندق الذي وقف فيه الحسين وقدم الغالي والنفيس، وأن يظهر عليهم الإيمان والورع والتقوى حتى يصبحوا حقيقة مسلمين وموالين.

إن الشعائر الحسينية من البكاء والحزن واللطم وإقامة المآتم والعزاء ومواساة أهل البيت كل ذلك ضروري وهو مهم جدّاً ولكن لا يكفي ذلك عن العمل والالتزام بفعل الواجبات وترك المحرمات، فإن من يريد أن يدخل السرور على قلب الإمام الحسين (ع) ومناصرته أن يلتزم بطاعة الرحمن ويترك طاعة الشيطان ومكافحة الظلم والفساد.

منى الحايكي

العدد 3373 - الخميس 01 ديسمبر 2011م الموافق 06 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً