بداية أتوجه باسمي وباسم الشعب الفلسطيني وقيادته بعميق الشكر والتقدير لمملكة البحرين الشقيقة ومليكها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه للدعم والمناصرة الدائمة التي تقدمها مملكة البحرين، في كافة المحافل الدولية والعربية ومواقفها الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وآخرها موقف جلالته ورسالته في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
هذا اليوم الذي دعت إلى إحيائه هيئة الأمم المتحدة سنويّاً في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني في كل عام، ذكرى القرار الجائر بتقسيم فلسطين، والذي أدى إلى الاحتلال الكامل لفلسطين العام 1948 وحرب حزيران العام 1967 التي أتمت فيها احتلال كل الأرض الفلسطينية، وقررت فيه الجمعية العمومية بتاريخ 29 نوفمبر 1947 تقسيم فلسطين إلى دولتين حيث صدر قرار التقسيم رقم (181) من الأمم المتحدة والذي شكل ظلماً واضحاً وإجحافا كاملا بحق الشعب الفلسطيني وأرضه لصالح الأطماع الصهيونية الاستعمارية، ومنذ ستة عقود مرت على صدور هذا القرار وعلى رغم محاولات الجانب العربي والفلسطيني الوصول إلى تنفيذ حل الدولتين فإن هذه الجهود فشلت لاصطدامها بحائط الاستيطان ودعم الإدارة الأميركية للاحتلال الأمر الذي دفع بالجانب الفلسطيني إلى التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
واليوم وشعبنا يحيي هذه المناسبة، ومعه كل الأحرار والشرفاء في العالم، يكون قد مر على إعلان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (44 عاماً)، وعلى قرار التقسيم (64 عاماً).
لا يسعنا في مثل هذا اليوم بكل ما يحمل من العبر والمعاني إلا أن نطالب المجتمع الدولي بحشد التضامن والتأييد لنضال وحقوق شعبنا المشروعة والتي أقرتها الشرعية الدولية في محافل مختلفة، والضغط على الجانب الإسرائيلي والإدارة الأميركية لإعادة النظر في الموقف الإسرائيلي المتصلب والمعادي لأبسط حقوق الإنسان ومبادئ الحرية والعدل.
وندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات إلى الوقوف بثبات خلف القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس أبومازن المؤتمن على الثوابت الوطنية والتي حماها وجذرها الشهيد الرمز ياسر عرفات عبر نصف قرن من النضال المتواصل، كما ندعو إلى الحفاظ على الإنجازات التي تحققت وخاصة اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين عضواً كامل العضوية والنضال المتواصل لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية عضواً كامل العضوية.
ونؤكد في هذه المناسبة ضرورة اتخاذ إجراءات عملية من دول العالم كافة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لالزام «إسرائيل» بوقف الاستيطان، والاعتراف بمرجعية المفاوضات والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية والانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، للوصول لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على هذه الأراضي بعاصمتها القدس الشرقية، وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى قراهم وممتلكاتهم التي هجروا منها على أيدي العصابات الصهيونية العام 1948، وذلك وفقاً للقرار 194.
وفي هذا اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نؤكد للعالم أجمع أنه لن يكون هناك استقرار في المنطقة إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حريته... الشعب الوحيد في العالم الذي مازال يعاني بطش الاحتلال ولم ينل حريته واستقلاله بعد.
ونؤكد أننا مستمرون بنضالنا وكفاحنا حتى انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، والاعتراف بدولته كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
وخياراتنا كثيرة وغير محدودة وكل الاحتمالات مفتوحة أمام شعبنا الفلسطيني لتحقيق أهدافه وطموحاته.
وسيبقى شعبنا الفلسطيني مصمماً على مواصلة نضاله وكفاحه حتى تحقيق أهدافه وحقوقه المشروعة في العودة والحرية والدولة والاستقلال.
ومعاً وسويّاً حتى الدولة والعودة والقدس
إقرأ أيضا لـ "طه محمد عبدالقادر"العدد 3372 - الأربعاء 30 نوفمبر 2011م الموافق 05 محرم 1433هـ