إننا ونحن على مشارف العقد الرابع من ظهور وباء الإيدز، نوجد أخيراً في وضع يمكننا من وضع حد لهذا الوباء.
وما التقدم الذي حققناه حتى الآن إلا دليل على أنه بإمكاننا تحقيق رؤيتنا التي تتوخى انعدام حدوث إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، وانعدام التمييز، وانعدام الوفيات المرتبطة بالإيدز.
وقد انخفض عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة تزيد على 20 في المئة منذ العام 1997. والإصابات الجديدة مستمرة في الانخفاض في معظم أنحاء العالم. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي أكثر المناطق تضرراً من وباء الإيدز، انخفض معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في 22 بلداً.
وفي صفوف السكان المعرضين للخطر، بدأ التيار يتحوَّل. ففَرْص الحصول على خدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية غدت تساعد الشباب، والمشتغلين بالجنس وزبائنهم، ومتعاطي المخدرات بالحقن، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، ومغايري الهوية الجنسانية على التحكم في صحتهم من أجل العيش في صحة أوفر.
وقد ساعد العلاج على تجنب 2.5 مليون حالة وفاة مرتبطة بالإيدز منذ العام 1985. وفي العام الماضي وحده، أُنقذت أرواح 700.000 شخص. ويتلقى الآن العلاج نحو 6.6 ملايين شخص، أي ما يقرب من نصف المحتاجين للعلاج في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
إن الجمع بين الوقاية والعلاج يسرِّع خطى التقدم في هذا الاتجاه. ولكن للقضاء على الإيدز، علينا أن نحقِّق نتائج أكبر.
وفي شهر يونيو/ حزيران من هذا العام، اعتمد الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الإيدز أهدافاً جريئة للعام 2015، وهي: خفض معدلات انتقال فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق الاتصال الجنسي بمقدار النصف، والقضاء على الإصابات الجديدة بين الأطفال، وتوفير العلاج لفائدة 15 مليون شخص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ووضع حد للتمييز ضد المصابين ووصمهم بالعار، وسد فجوة التمويل اللازم لمكافحة وباء الإيدز.
وبفضل وجود إرادة سياسية قوية وموارد مالية معقولة ونهج متين قائم على مراعاة الحقوق، يمكننا تحقيق كل هذه الأهداف.
وسيكتسي التمويل أهمية حاسمة لتحقيق النجاح في هذا المسعى. وأنا أحث جميع الجهات المعنية على البت في إطار الاستثمار الذي قدمه برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وتوفير التمويل التام لهدف الاستثمار العالمي بما يصل إلى 24 مليار دولار سنوياً. ومن شأن النتائج المحققة أن تعوِّض مقدماً عن التكاليف الأولية في فترة لا تتجاوز جيلاً واحداً. ويجب أن نستفيد من التعهدات السياسية والاستثمارات والطاقة والنضال والعزيمة التي أوصلتنا إلى هذا المنعطف. إن لنا في الزخم الحالي خير مُعين. فلنستخدمه لوضع حد لوباء الإيدز - مرة واحدة وإلى الأبد
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3372 - الأربعاء 30 نوفمبر 2011م الموافق 05 محرم 1433هـ