في تكرار الأنباء، يفقد النبأ التفات وانتباه الناس.ما يجعل النبأ ملفتاً ينشدُّ إليه الناس هو مفارقته واختلافه، وتفاصيله.
في العراق الحبيب مثلاً، تتوارد الأنباء وبشكل يومي عن سقوط قتلى في عمليات تفجير إرهابية، يقودها خفافيش وجرذان وفاشلون وحاقدون على الحياة من جحورهم.النبأ الملفت في النبأ أن يمر يوم أو أسبوع من دون تكرار هذا الحمَّام الدموي المفتوح على العبث والجنون والعُقد والكراهية والتمييز.
في دول ليست بعيدة عنا، وحتى هنا، تحتشد بعض الأصوات من على المنابر الدينية، لتعمّق من شرْخ الأمة وتشرذمها وتفكُّكها، عبر خطاب تحريضي تمييزي كريه، لا تشمُّ منه إلا رائحة البارود والتحريض على التصفية والقتل، وإرسال المختلف معها إلى جحيم تعدُّه وتؤثثه هي كما ترتئي.تكرار مثل تلك الخطب ومحتواها الكريه ليس هو النبأ.النبأ حين تتصدّى بعض الأصوات في الاتجاه المعاكس والمغاير، للمّ شعث الأمة وتشرذمها وتبيان خطورة دعوات الذين لا يحسنون في هذه الحياة صنعاً إلا في تأزيم الحياة وإشاعة مزيد من الاحتقان والتوتر والانقضاض.
كل فرْجة وصمت أمام «صناعة خطاب التمييز والتحريض»، شاحن ومغذٍ لأولئك الذين لا يهمُّهم من قريب أو بعيد أن يصحو الناس والعالم قد تحوَّل إلى أثر بعد عين، وإلى خراب مستحكم في تفاصيل الوجود، الذي لن يعود وجوداً حين ترخي الكارثة سدولها.
بات النبأ اليوم، أن يصحو أحدنا، وإن لم يكن معنيَّاً بشكل مباشر بما يدور في العالم من حراك وتفاصيل، وقد ضاقت دائرة العنف الذي يجتاح العالم، وأصبح ضرورة لإثبات وجوده وهيمنته على هذا الكوكب ورعاياه.أن يصحو وقد تقلَّصت مساحة الأحزان.الأحزان التي صارت شارة وعلامة ضرورية وفارقة تُرى عن بعد، وكأنها المدخل الضروري أيضاً للتعرُّف على هوية هذا الكوكب، والتعرّف على الذهنيات والعقليات التي تسيِّره وتتحكم في مصيره، أما الضحايا فهم في آخر اهتمام العالم.في آخر اهتمامه لأنهم لم يكونوا «أقوياء كما يجب!»كي يسهموا في شحن الكوارث بدل العمل على احتوائها!
كأنَّ صناعة الأنباء اليوم - بل هي كذلك - لا جدوى منها، ولا قيمة لها ما لم تتصدَّر الكوارث والخسف وإشعال الحروب الأهلية والطائفية والدينية عناوينها الرئيسة وصفحاتها الأولى.
هل لأنَّ الإنسان من طبيعة هذا العصر، بات لا تعنيه أفراح سواه، أو الذين لا جامع مشتركاً أو مباشراً بينه وبينهم؟
هل هي طبيعة الحزن والألم والكوارث، ما يجعل الناس أكثر انتباهاً ومتابعة لها، ربما خوفاً على ما ستؤول إليه أوقاتهم وأمكنتهم ومصائرهم؟
وفي أوطاننا المفتوحة على النقيض من الفرح، والنقيض من الحبور، والنقيض من صباحاتها الملبَّدة بغيوم الاستهداف والترصُّد والتمييز وتبرير القتل واستباحة الإنسان ومصادرة كرامته، لا شيء يجعل من النبأ ضمن كل ذلك، باعثاً على الالتفات إليه، وإعارته شيئاً من انتباه أو اهتمام. فالكوارث والأزمات والاستهداف والترصُّد والتمييز وتبرير القتل واستباحة الإنسان ومصادرة كرامته، بات من العادي في الحياة؛ بل بات جزءاً من عاديِّتها الذاهبة في التثبيت والتكريس.تكرار الكارثة لا يجعل منها نبأ
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3372 - الأربعاء 30 نوفمبر 2011م الموافق 05 محرم 1433هـ
كأني بعصر الامام الحسين ويزيد
الارهاصات الحالية ونغمة ايقاعاتها تذكرني بعصر الامام السبط الحسين بن علي عليه السلام ، فالايقاعات التى نعيش ذكرها هذه الايام حالنا أشبه بها .
مع فارق الشخوص كلها بلا أستثناء الا أستثناءاً واحد هو الحسين ذاته العلامة الفارقة التى تمثلت في رفع لواء الحق بكل مرارته وقد بقي شعاره مخلدا وما دونه ذهب ادارج الرياح .
لله درك ياجمري
ضاع احسابها شتحسب عليمن تشره وتعـــتب
دنيا وضاع فيها الـــــزين وتساوى القشر واللب
ناس وعايشه ابوجهيــن حرت وشتكره اوشتحب
النفاق استاذي استشرى في من المفروض ان يعرف عاقبة وعقاب النفاق الوطن اصبح كا الغنيمه التى تقتتل على اقتسامها اغراب وما نحن نخشاه يا استاذ ان يذبح هذا الوطن الطاهر ويترك للسباع يأتونه من كل حدب وصوب للنهش واشباع احشائا جوفاء لا يهمها حرمة اللحم وطهارته بعد انا كانت الناس تاتي دلمون لتلمس ترابها وتتبارك به من يعيد لدلمون زخمها ويرد خمار اوال ليستر ما بان من عورتها