أظهرت النتائج الأولية الصادرة اليوم (الأربعاء) للمرحلة الأولى من أول انتخابات برلمانية تشهدها مصر بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك والتي اعتبرت خطوة أولى ناجحة في طريق التحول الديمقراطي، أن التيار الإسلامي يتجه لتحقيق فوز ساحق.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات إن النتائج الرسمية لعمليات الاقتراع التي جرت الاثنين والثلثاء في أجواء هادئة وشهدت إقبالاً كبيراً، ستعلن مساء غد (الخميس)، في حين أنه كان من المقرر أصلاً أن تعلن مساء اليوم.
غير أن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، أكثر القوى السياسية تنظيماً في مصر، أعلن منذ الصباح تقدمه وفقا "للنتائج الاولية" لعمليات فرز بطاقات التصويت في هذه المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب التي تجري على ثلاث مراحل تنتهي في منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال حزب الحرية والعدالة في بيان بثه على صفحته على موقع فيسبوك صباح اليوم إن "النتائج الأولية تشير منذ بدء الفرز حتى هذه الساعة إلى تقدم قوائم حزب الحرية والعدالة، يليه حزب النور (السلفي) ثم الكتلة المصرية (ليبرالية)".
وأضاف البيان أن النتائج الأولية تشير كذلك إلى "الاستبعاد الشعبي لفلول الحزب الوطني (الذي تم حله وكان يترأسه مبارك) سواء الذين خاضوا هذه الانتخابات من خلال أحزاب تم تأسيسها بعد الثورة أو من خلال أحزاب كانت قائمة بالفعل".
وأكد الحزب أنه حقق أفضل نتائج في محافظات الفيوم (130 كلم جنوب القاهرة) والبحر الأحمر (جنوب شرق) وأسيوط (جنوب) والقاهرة.
وقد توقعت بالفعل كل الصحف المصرية الصادرة اليوم تقدماً كبيراً لجماعة الإخوان المسلمين في نتائج الانتخابات.
وقالت صحيفة الأهرام الحكومية "الإسلاميون والليبراليون في المقدمة، الاحزاب القديمة تتراجع".
وأضافت الصحيفة أنه "في أكثر من دائرة وخصوصاً في المناطق الريفية يأتي الإسلاميون في المقدمة في حين أن فرصهم تقل في المدن الكبيرة".
وقالت صحيفة الشروق المستقلة إن "المؤشرات الأولية تشير إلى حصول حزب الحرية والعدالة على 47 في المئة من الأصوات في حين فازت الكتلة المصرية بـ 22 في المئة".
وأكدت صحيفة المصري اليوم المستقلة كذلك أن التقديرات الأولية تشير إلى تقدم حزب الحرية والعدالة، في حين أن السلفيين والليبراليين يتنافسون على المرتبة الثانية.
وفي مؤتمر صحافي أكد محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة "أن الأغلبية في البرلمان القادم هي التي ستشكل الحكومة وسوف تكون حكومة ائتلافية".
وفي محاولة للطمأنة أكد مرسي أنه "لن يكون هناك تقسيم بين مسلمين ومسيحيين كبار أو شباب طبقاً لقواعد العمل السياسي التي تقتضي عدم التفرقة بينهم".
يشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تعرضت للقمع والتهميش في عهد مبارك، لا تطالب صراحة بـ "دولة إسلامية" وإن كان نفوذها السياسي المتعاظم يثير مخاوف المدنيين الليبراليين والأقلية القبطية.
وقد حقق التيار الإسلامي أيضاً نجاحا كبيراً في الانتخابات التي جرت مؤخراً في كل من تونس والمغرب.