يشهد دوري زين البحرين لكرة السلة في هذا الموسم ظاهر غريبة تتمثل في غياب الكثير من اللاعبين الشباب الصاعدين بقوة في سماء اللعبة نظرا لبعض المشاكل المالية مع فرقهم.

هذا الغياب سينعكس بلا شك سلبا على الجميع سواء الأندية أو اللاعبين أو المنتخبات الوطنية وخصوصا أن الغيابات شملت مجموعة من اللاعبين الشباب وليس اللاعبين فوق الـ 30 عاما كما كان يحصل في المواسم الماضية.

فالجمعية العمومية لاتحاد السلة ومنذ أن أقرت قبل بضع سنوات القانون الشهير بالسماح للاعبين فوق الـ 30 عاما بحرية الانتقال من دون الحاجة لموافقة أنديتهم، وكرة السلة البحرينية في تغير مستمر بل ان أسعار اللاعبين تضاعفت عدة مرات.

وشهدنا خلال السنوات الماضية غياب بعض اللاعبين فوق الـ 30 عاما لعدم حصولهم على عقود مجزية في الوقت الذي ابتعد فيه آخرون عن مزاولة اللعبة.

هذا الارتفاع في قيمة العقود لم يشمل فقط اللاعبين فوق الـ 30 عاما وإنما سرى على جميع عناصر كرة السلة البحرينية من لاعبين ومدربين وحتى الحكام تغيرت قيمة مكافآتهم وإن كانت ما تزال قليلة مقارنة بنظرائهم الخليجيين.

إلا أن الأمر السلبي في هذه العملية ما حدث هذا الموسم من رغبة من كثير من اللاعبين الشباب الذي تقل أعمارهم بكثير عن الـ 30 عاما، بل تقل عن الـ 25 عاما في الكثير من الأحيان قد ابتعدوا لسبب أو آخر عن أنديتهم.

فاللاعبون وهذا حقهم الطبيعي يطالبون بمكافآت تعكس قيمة عطائهم في الملعب إلا أن الأندية بمحدودية مواردها لا يمكنها المساواة بين اللاعبين فوق الـ 30 وغيرهم.

لا يوجد ناد لا يعاني من هذه المشكلة فبطل الدوري فريق الحالة خسر جهود نجمه أحمد ميرزا الذي مازال في خلافات مالية مع جهاز اللعبة، في حين أن المحرق يفتقد جهود لاعبه سالم محمد لأسباب إدارية ومالية، والأهلي خسر ميثم جميل وعبدالرحمن غالي، وكذلك سترة الذي ابتعد عنه الأخوان محمد ويونس كويد لأسباب مالية وللرغبة في الانتقال ووصلت العدوى حتى إلى فرق المؤخرة بابتعاد لاعب النجمة الشاب محمد سلمان عن صفوف فريقه على أمل الحصول على عرض أفضل مع المحرق.

هذا الواقع يفرض على اتحاد السلة وعلى الجمعية العمومية سرعة التحرك لتداركه لان اللاعبين المبتعدين يمثلون مستقبل اللعبة في البلاد ولا بد أن يتواجد هؤلاء اللاعبون بطريقة أو بأخرى في الملعب وليس في المدرجات.

المطلوب تطوير القوانين لتتماشى مع الظروف المستجدة كما أن من المطلوب زيادة دعم الأندية لتتمكن من المحافظة على لاعبيها، ومن دون ذلك فإن المشاكل ستزيد مستقبلا وسيبتعد لاعبون أكثر والخاسر الأكبر كرة السلة البحرينية