اجتمعت بالأخ الصحافي يحيى المخرّق في أحد المؤتمرات منذ فترة قريبة، وتحدّثنا بالطبع عن هموم الوطن، فلا شاغل اليوم أكثر من هذا الشاغل، وقد قدّم اقتراحاً طيّباً ولكن من الصعب تطبيقه على أرض الواقع.
ذكر أخي يحيى بأنّه بعد انتهاء الأزمة سيحتاج الشعب بأجمعه إلى جلسات لإعادة تأهيلهم، ولا أخفي عليكم فإنّ كلامه مهم واقتراحه في محلّه، ولكن لدينا من العقبات في البحرين ما يجعل الفكرة منتهية قبل ولادتها. فمراكز التأهيل معدودة على الأصابع ولا تستوعب حجم العائلة البحرينية، فهي تزيد عن المليون حالياً، في مجتمع متنوّع انقسم بعد أحداث فبراير إلى «نحن وهم»، ومن الصعب علينا إيجاد الأخوة المحترفين الذين يستطيعون تحمّل هذا العدد الهائل لإعادة تأهيلهم من أجل الوحدة والبناء مرّة أخرى.
رواتب قُطِعَت منذ بداية الأزمة، وأخرى انتقصت وحوافز وُقّفت لسبب أو من غير سبب، وديون تراكمت، وأخوة وأحباب أصبحوا أعداء، والبقية تأتي... فهل يستطيع المجتمع البحريني اجتياز المحنة الاجتماعية بعد المحنة السياسية والاقتصادية التي أرهقتهم من دون الحصول على تلك الجلسات التأهيلية التي تكلّم عنها أخي المخرّق؟! نشك في ذلك.
ففي محنة التسعينيات، لم يلتحم الشعب كفاية ولم ينبذوا الطائفية إلاّ بعد مناشدات عدّة داخل المجتمع، واليوم ونحن نشهد التقسيم الطائفي «عيني عينك»، يهمّنا أن نعلم بخطّة الدولة من أجل التخلّص مما حدث في الأذهان، فالشك في الآخر مازال موجود، حتى أنّ الناس باتت تشك في النيّات التي لا يعلمها إلا الله، والخوف من المستقبل أصبح ركناً سادساً بعد أركاننا، ولأوّل مرّة ابتعد الشارع البحريني من انتظار «الراتب» إلى انتظار «الفرج» بعد تقرير «بسيوني». وعليه فإنّ دراسة استراتيجية التأهيل لابد أن تكون وفق خطّة تتبنّاها الدولة بعد الخروج من الأزمة الحالية التي نمر بها، لا لشيء إلا من أجل الحفاظ على اللحمة الوطنية ومن أجل تماسك النسيج الاجتماعي مرّة أخرى.
والطريقة التي نتمنى وجودها في إعادة التأهيل قد تكون عن طريق تظافر جهود وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، بتكثيف الدورات التدريبية وورش العمل في الانتماء والمواطنة وإعادة اللحمة، وكذلك في طرق التأقلم فيما بيننا. إذ نستطيع أن نقول بأنّ النفوس تحطّمت من قبل الطرفين، والبحريني أصبح كالقنبلة الموقوتة، فلا شيء يهدئ من غضبه، ولا حل يقلّل من توتّره، بل كلّما حاولنا امتصاص غضب أحدهم ازداد غضباً فوق غضبه، ونسي كيف يستطيع السيطرة على هذا الغضب الكامن من جرّاء الحوادث.
إنّنا نخسر يوماً بعد يوم نسيجاً اجتماعياً حافظت عليه البحرين سنوات كثيرة، كما نحطّم صورة كانت في يوم من الأيام غالية وعالية، صورة الوطن الحبيب، الذي يرخص له الغالي والنفيس، ولو تمعّنا في أصل المشكلة لوجدنا بأنّنا لم نحب الوطن ذلك الحب الذي يجب أن يكون، لأنّنا بتنا جزءاً لا يتجزّأ من المشكلة.
هل نهاجر إلى بلدان أخرى حتى تهدأ الأوضاع؟ أم ننتظر فرج الله على ما ابتلانا به؟ أم نهاجم؟ أم نسكت فينهضم حقّنا! أم نتفاعل مع قيادات المجتمع الشعبية من أجل نهوض بحريننا، ونضع أيدينا في أيدي بعض من دون الحقد والكراهية التي أثقلت الكهول؟
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3370 - الإثنين 28 نوفمبر 2011م الموافق 03 محرم 1433هـ
لا زالوا يهتفون أخوان سنة وشيعة
الأستاذة مريم
إن الذين لا زالت رواتبهم تقطع وفصلوا من الأعمال ويقبعون في غياهب السجون وسرقت أموالهم وأعتدي في حلكة الليل على أعراضهم ، وأستنشقوا عبق مسيل الدموع حتى أدمنوة ، و اصبحت قراهم مسرحا لتجربة كل أنواع القمع لا زالوا يهتفون أخوان سنة وشيعة . وفي تصوري بأنهم لن يحتاجوا الى أعادة تأهيل فهدفهم معروف وواضح ، أما الذين صعدوا على جراح الوطن ، واستغلوا كل شاردة وواردة لكي يلقعوا الفتات . فهم من يحتاجوا الى أعادة تأهيل وتعريف بالمواطنة الحقة . وسأظل أقول لك يا أبنت الحد شكرا لك شكرا لك
نعم أخي الزائر 10
أتفق مع الأخ الزائر 10 في طرحه، فجلالة الملك و سمو رئيس الوزراء و سمو ولي العهد أعلنوا أكثر من مرة أن لا مكان لمن ينشر الطائفية بيننا، ولكن الذي نراه و نسمعه و نلمسه من بعض المشايخ و الكتاب وإلإعلاميين و المثقفين و خطباء المساجد يخالف توجهات قيادتنا، و يقف حجر عثرة في طريق الوحدة و عودة المحبة والتسامح بين أبناء الوطن. و كما تفضل أخي الزائر 10 لا بد من خطوة حازمة بإصدار أوامر عليا بوقف الحملات الإعلامية المغرضة من بعض دعاة التكفير والتخوين وإيقاف خطبهم سواء في المساجد أو الأندية أو أي مكان
والله حاله
أعلمي بأن الجرح يمكن ان يطيب ولكنه لا يرجع كما كان،والذي جرى من ظلم وقتل على الأبرياء وفى ظل تفرج الآخرين أو تأييد منهم ،لايمكن ان ينسى فى بعض جلسات تأهيل
مقترح للموضوع
تأهيل المجتمع يبدأ بخطوة مهمة وجريئة وهي إصدار أوامر عليا بوقف الحملات الإعلامية المغرضة من بعض دعاة التكفير والتخوين وإيقاف خطبهم سواء في المساجد أو الأندية أو أي مكان ، ثانيا إيقاف أو لجم الكتاب الطائفيين الذين يعيشون على هذه الأزمة عن الكتابة أو الكتابة في مواضعي أخرى غير السياسة حتى ردود القراء المهيجة والتي فيها لمز وغمز وسب وتكفير وتخوين يجب إيقافها في الجرائد. إضافة إلى حث المديعيين سواء في التلفزيون أو الإذاعة عن عدم استقبال المكالمات سواء مؤيدة أو معارضة التي تغذي هذا الإنقسام وشكرا
الرجوع الى الله وتحكيم الضمير
انا ارى ان الموضوع مهول كثيرا فلازلنا اخوان في الوطن والدين وكل هذه الامور ستذهب بعد ان يظهر الصباح. الالم الوحيد هو ما يغضب الله فلا يمكن للانسان ان يتنازل عن حق الله. لذلك الرجوع الى الله وتحيكم الضمير هو مبدئ العفو وكل انسان مسئول امام الله في ما ارتكب من ذنب او ظلم وقع على اخيه ويكون للانسان الحق في العفو عن ما ارتكب في حقة وهذا مبدى التسامح. وان رفض فهذا حقة ولايمكننا ان نصف الجميع بما قام به فرد او مجموعة الا اذا تحققنا من ذلك.
من جلب كل هذا؟
غير المتخبطين المراهقين في السياسة...هل لم يكن في حسبانهم انه ممكن الطائفية تسود بعد هذا الحراك؟ ام انهم راهنو ولم يبالو مهما ما حدث لن يبالوا !!!
يادانه الحد مو باقه ورد اهديك بل اهديك ورد جنينه بحالها
يبنيتي كل من حاول شق صف اولاد الديره كل من اشتغل على اذكاء نار الفتنه بين الطوائف ابحثي في اصله يبنيتي تلاقينه اجنبي متمصلح انهم الغرباء الذين دخلوا عصهم في اللي مايخصهم دخلوا بين الجلد والعظم لا حبا في الديره ولا اهل الديره الله يجعل الخيبه من نصيبهم يبنيتي مواطن اصيل يهان في بلده على يد اجنبي لم يصل الى ثلث عمره في شارع عام وانا يبنيتي على قولت العرب لاناقة لي ولا جمل في السالفه ذنبي ان انتمي لمذهب معين اتبهدل امام احفادي معقول يبنتي