العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ

لا حكيم يمتهن إساءة الحياة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

الحكمة هي طعن في التجربة والرؤية. ليس بالضرورة أن تكون ضيف قرن أو جزء من قرن ثان. ربما صدمة ساعة كفيلة بإتاحة مخزون ثرٍّ من التجربة والرؤية.

***

الحكمة أيضاً في قدرتك على إقامة تلك العلاقة حتى مع الأشياء، بحيث تنفذ إلى ما يُظن أنه الجامد والساكن فيها؛ ما يحرك جمودها وسكونها في اتجاهك، متطلّعة إلى التعرُّف إليك، والانفتاح عليك.

***

الحكمة في قدرتك على القراءة. قراءة ما حولك، وقراءة ما تظن أنه سينشأ ويطرأ، وأن تكون مستعداً لاستجواب لا يصادر روحك، بقدر ما يجذرها، ويؤكّد امتدادها وحضورها.

***

لا حكيم تفسد فطرته. لا حكيم يذهب في اتجاه ما يسيء إلى الحياة، وإلى ما يسيء إلى مخلوقاتها ورعاياها. لا حكيم يتورَّط في الدم. يُسفك الدم في انعدام الحكمة، ويُهرق في غيابها وعدمها. لا حكيم يتآمر على الأخلاق في مجموعها. الأخلاق التي تميِّزه ككائن يقود الحياة إلى مزيد من مراكمة إدهاشها وإبداعها وجمالياتها.

***

صنَّاع الحياة هم حكماؤها، ومدمِّروا الحياة هم حمقاها ومرضاها ومعقدوها وفاشلوها، وإن رُفعت لهم علامات في حضور زائف ومصطنع، وأحياناً مدفوع الأجر، وقائم على الوهم، ولا شيء غير الوهم.

***

لم تقد الحكمة إلى مأزق قط. لم تقد إلى تعطيل قيمة أو هدف أو تطلع أو تمنٍ. الحكمة في اللبِّ من ترتيب ما ينشأ من فوضى وخروج على الفطرة. هي في اللبِّ من إعادة النصاب إلى كل شيء. وأعني كل شيء.

***

وفي القرآن الكريم نقرأ: ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً (البقرة:269)، والخير الكثير يأتي من طبيعة تركيب الحكمة ووظيفتها في المعالجات والدور الذي تضطلع به، وليس بالضرورة الخير في صوره المادية المباشرة التي يذهب أغلب وعينا إلى تصوُّرها وتمثلها؛ وإن لم ينفِ حضوره هو الآخر في صور وأشكال لا تخلُّ ولا تمس تلك الحكمة وروحها.

***

الحكمة لا تحميها القوة الباطشة. يحمي الحكمة مزيد من الحكمة. مزيد من الإيمان بأنَّ ما يفسده التهوُّر والحمق والصلف والغرور والبطش، الحكمة كفيلة بتصحيحه وحمايته وصونه

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:38 م

      صباح الامل يبنيتي

      ترى لو قوه البطش ممكن توفر الاستقرار لاحد ما انقلع من كرسيه الرئيس المصري الذي كان محاط با يقارب من 150 الف من الشرطه السريه فقط لوكان للقوه البطش سحر لبقى القذافي رئيسا لباقي عمره وواصلها ابائه واحفاده للابد حيث كان يذوب معارضيه وتختفي حتى فتات عظامهم لاكن يبتي احنا في الدنيا ترانزيت بس يعنى ازيد من مئه سنه من بيعيش وبعدين يرد لربه حامل بيده صحيفه خطها بيده وبختياره شنوا عذره ماكو عذر وتبقى ذكراه عفنه يبصق اي شخص قبل لا ينطق اسمه فهنيئا لمن كتب صحيفته بما الذهب وخلد نفسه مدى الازمان

اقرأ ايضاً