أقامت اللجنة الثقافية بمسرح الريف في الساعة الثامنة من مساء الجمعة (18 نوفمبر 2011) أمسية ثقافية و فنية أحياها القاص و المترجم البحريني مهدي عبدالله و الشاعر البحريني جميل صلاح و في ختام هذه الأمسية دشن الفيلم القصير « الليلة المظلمة « وهو من تأليف الفنان المخرج محمود الشيخ و من انتاج مسرح الريف . وقد حضر الأمسية عدد من المهتمين بالثقافة و الأفلام من الشباب و أعضاء المسرح .
في هذه الأمسية تألق الشاب الفنان السينمائي محمد إبراهيم في العرافة بأسلوبه الجميل في تقديم الضيفين ، و بالمقدمة الوطنية الرائعة التي أشادت بالطاقات الشبابية و المواهب الإبداعية التي ترتقي بالوطن بما تحمل من فن و ثقافة في المجالات الأدبية و الفنية .
كما أبدع القاص البحريني مهدي عبدالله في سرد القصتين الأولى بعنوان « صيد « عبر عنها بما كان يتخيل في ذاته و تعايشها بلتذاذ أثناء الكتابة و أكد للجمهور أنها تصلح بأن تكون فيلما روائيا قصيرا . وقصة « صيد « ما هي إلا أضغاث أحلام تعكس نوايا الانسان و رغبة الاقتناص في النفس .
و قد اعتمد القاص في لغة السرد على الحوار و الوصف دون أن يعتمد علي التصوير الخيالي في أسلوبه . فجاءت القصة بأسلوب سردي بسيط من وجهة نظري .
أما القصة الثانية « أجمل الأيام « التي عبرعنها بأنه استوحاها من أدب الاطفال فقد استطاع بأسلوبه الذي غلب عليه الحوار أن يترجم ما يدور في مخلية الطفل و أحاسيسه .
وفي الشعر كان للشاعر البحريني جميل صلاح وقفات جميلة من خلال إلقائه المتميز فقد صدح لنا بمواويلة البحرينية التي عبرت عن أصالة الانسان البحريني من خلال ما يحمل من تراث و مكتسبات اجتماعية ، فقد جمعت بين حياة الانسان و حبه للأرض و العمل و امترجت هذه المواويل بالغزل أيضا .
وقد افتتح مواويله بقصيدته الوطنية الرائعة أظهرمن خلال عمق حبه للوطن الذي يقدس العلاقات الاجتماعية الطيبة التي ينعم بها أهل البحرين ، فعكست كلماته بلهجته القروية الدافئة الجميلة روح المواطنة لبلدنا الحبيب و للإنسان الذي يعمر الحياة و يجدد الحب و الوئام .
وقبل اختتام الأمسية دشن المسرح العرض الاول للفيلم البحريني « الليلة المظلمة « من تأليف و إخراج الفنان البحريني الشاب محمود الشيخ و من إنتاج مسرح الريف في عرضه الأول حيث كان يسرد قصة شاب مسالم مهووس بمشاهدة أفلام الرعب يسكن إحدى الشقق التي وقعت فيها جريمة قتل مما جعله في صراع نفسي مع أرواح العائلة التي قتلت فيها .
و قد تمتع الفيلم بالجمال في الإخراج و التمثيل و التقنية و اختيار المؤثرات بعناية مما جعلها تفرز قسوة في الرعب و التأثير النفسي على المشاهد . كما ظهر إبداع الفنانين عامة من خلال توظيفهم لهذه التأثير . أما بطل الفيلم الفنان الشاب إبراهيم البيراوي و الفنانة نوف عبدالله من فقد تميزا بأدائهما و تعبيرهما الرائع من خلال بعض المشاهد الحوارية .
و الجميل أن الفيلم كان بمثابة الصدمة النفسية للشاب الوديع الذي جاء ليسكن الشقة فقد تطرق لفترة قصيرة من حياته أو لحظات اتسمت بالرعب دون أن يتوغل في مسببات الحدث لهذا الشاب المنكوب ليترك المخرج الرؤية لنا مفتوحة تثير التساؤلات .. هل مشاهدة أفلام الرعب هي السبب ؟ أم أن كل الجرائم التي تمت في هذه الشقة كانت محاكاة لضميرة القاسي .. أو أن قسوة هذه الجرائم كانت من أخرين . وبات من يتحمل العذاب القاسي و يدفع ثمن تلك الجرائم .
فتحية مني للفنانين الذين تجلت إبداعاتهم في أحداث هذا الفيلم .. المخرج الفنان محمود الشيخ والفنانين يحيى عبدالرسول و محمد مبارك و إبراهيم البيراوي و نوف عبدالله و المصور فاضل عباس و مدير الإضاءة قاسم محمد و فني الصوت جعفر يعقوب و فنان المونتاج حسان الشيخ و عبدالله جمال الرائع بتأثيراته الموسيقية و فني المكياج محمد المحميد و مساعد المخرج حسن إسماعيل
العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ