العدد 3367 - الجمعة 25 نوفمبر 2011م الموافق 29 ذي الحجة 1432هـ

خطباء الجمعة يصفون تقرير «تقصّي الحقائق» بـ «التاريخي» ويطالبون بتنفيذ توصياته على الأرض

الشيخ عيسى قاسم-الشيخ عدنان القطان-الشيخ عيسى عيد-الشيخ علي مطر
الشيخ عيسى قاسم-الشيخ عدنان القطان-الشيخ عيسى عيد-الشيخ علي مطر

ركزت خطب الجمعة أمس (25 نوفمبر / تشرين الثاني 2011) على تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، إذ وصفت الخطب هذا التقرير بـ «التاريخي»، واستعرض خطباء الجمعة الموضوعات والتوصيات والملاحظات التي وردت في التقرير، وطالبوا بضرورة تنفيذ التوصيات التي جاءت فيه على أرض الواقع.

وشدد الخطباء على ضرورة أن تكون هناك محاسبة للمخالفين والمتجاوزين الذين تورطوا في الانتهاكات التي رصدها تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، فيما شددت الخطب على ضرورة التمسك بالخيار السلمي في المطالبة بالحقوق، وحذروا من اللجوء إلى أساليب العنف.

قاسم: الانتهاكات الواردة بـ «تقصي الحقائق» تؤكد ضرورة الإصلاح السياسي

إلى ذلك، قال خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس: «إن اللجنة التي أعلنت عن تقريرها جاء اختيارها من جانب الجهات الرسمية وبمحض إرادتها، ولا دخل للشعب في اختيارها، ويترتب على ذلك أن كل ما يتضمن التقرير الصادر عنها من تسجيل انتهاكات لحقوق الإنسان مما ارتكبته أجهزة الدولة في حق المواطنين، وأي لون من ألوان التعذيب والقتل خارج القانون وتعدٍ على الحرمات فهو بمنزلة اعتراف من السلطة نفسها بكل ذلك، ولا معنى لإعادة النظر فيه ودراسته بعد أن تم اعتماده من قبل لجنة التحقيق التي أقامتها السلطة وكيلاً مفوضاً وشاهداً مرضياً من محض إرادته».

وأوضح قاسم أن «التقرير سجل أن الحركة المطلبية الإصلاحية وطنية لا صلة لها بالخارج، وأن أسبابها محلية، وهذا تكذيب آخر لما كانت تحاوله الجهة الرسمية من ربط الحراك الشعبي ـ الذي جاء في سياق الحركة الإصلاحية والتغييرية التي غطت الساحة العربية ولم تعرف الانحسار ـ لجهات ودول من الخارج».

وذكر قاسم أن «ما جاء في التقرير من انتهاكات عديدة للحقوق ومن النوع البشع، كافٍ جداً لإدانة الجهات الرسمية، وإذا كان التقرير يرى أن ليس من اختصاصه الخوض في المسألة السياسية، فإن ما أثبته من انتهاكات واسعة وخطيرة لحقوق الإنسان لا يترك شكاً في ضرورة الإصلاح السياسي الجذري بصورة مستعجلة، وفيما أثبته التقرير من ممارسة التعذيب في حق الموقوفين لانتزاع الاعترافات المطلوبة للجهة الأمنية، واعتمادها عنصراً للإثبات في المحاكمات ـ فضلاً عن التعذيب والانتقام ـ ما يسقط أية قيمة للأحكام الصادرة».

وأضاف «في ضوء التقرير صار لابد للسلطة التي رضيت بلجنة تقصي الحقائق فيما انتهت إليه من أحكام، أن تنصف كل المظلومين لأية جهة من جهات الدولة، وأن تحاسب كل المسئولين عن الجرائم التي ارتكبوها في حق المواطنين لينالوا جزاء جرائمهم، وأن تتخذ كل التشريعات والإجراءات العملية التي تمنع من تكرار مثل هذه الانتهاكات، على أن شيئاً لا يغني عن الإصلاح السياسي وتنفيذ المطالب السياسية للمعارضة كاملة، وهي مطالب لا يمكن التراجع عنها أو التنازل عن شيءٍ منها على الإطلاق، وليس من مصلحة الوطن أن يكتفي بمهدئات وقتية ومسكنات للألم».

القطان: البحرين تمر بمرحلة تاريخية بعد تسلم تقرير تقصي الحقائق

من جهته، أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس أن «البحرين تعيش لحظة تاريخية تزامناً مع تسلم جلالة الملك لتقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق»، وأوضح القطان أن هذه اللجنة أثبتت وعكست التزام قيادة البحرين بأهمية تسليط الضوء على الحقائق على الأزمة التي مرت بها البلاد سابقاً.

وأشار القطان إلى أن التقرير أيضاً عكس التزام القيادة في التعاون على تصويب الأخطاء مع التعامل مع التوصيات التي أوصت بها اللجنة، ونوه القطان إلى أن لابد من استثمار هذه المرحلة التاريخية من قبِل الجميع لوضع حد إلى الفوضى التي قد توثر على الوحدة الوطنية.

وأكد القطان ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وتحقيق الأهداف، مع ضرورة تعاون جميع أطياف المجتمع وذلك وفقاً لمبدأ التوافق عبر معيار الهوية الإسلامية فهو معيار بناء الوطن.

ولفت القطان إلى أن لابد من فتح صفحة جديدة وخصوصاً في ظل الأحداث التي شهدتها البحرين سابقاً على أن تتحلى هذه الصفحة بالوحدة الوطنية والتعاون والتسامح، مشيراً إلى أن أحداث التاريخ هي من صنع الإنسان، مؤكداً أن الخطباء والباحثين والإعلاميين والمفكرين لهم الدور في خلق روح الوحدة الوطنية عبر توجيه الخطاب المعتدل والمتزن.

عيد: الحذر من الانجرار وراء العنف

من جانبه، قال الشيخ عيسى عيد في خطبته أمس بجامع كرزكان: «إن تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق يعتبر واحداً من أبرز وأهم الشهادات، التي تثبت التجاوزات الصارخة للقوانين الدولية والاجتماعية والأخلاقية بل وحتى الدينية، والتي كانت الحكومة طوال هذه الفترة تحاول جاهدة تبريرها، أو إنكارها، أو تجاهلها، أو قلب حقيقتها، تعذيب متعمد، وهدم لدور العبادة متعمد، وهتك لحرمات المنازل متعمد، وفصل عن الأعمال تعسفي ومتعمد، وإيقاف عن العمل تسعفي ومتعمد، وكل ذلك من وراء الحكومة».

وأضاف عيد «نؤكد أن صدور هذا التقرير كوثيقة دامغة على مظلومية هذا الشعب، وما سبقه من وقوف المنظمات الحقوقية الدولية معكم في مطالبكم، ما صار إلاّ بفضل تمسككم بالسلمية الصادقة في مطالباتكم بحقوقكم المشروعة، لذا نؤكد لزوم الاستمرار في التمسك بالسلمية، والحذر من الانجرار وراء العنف والخروج عن نهج السلم فتضيع بذلك كل هذه النتائج».

مطر: نطالب بمحاسبة كل من تجاوز الحدود

إلى ذلك، قال خطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس: «في اليوميين الماضيين اتخذ الناس مواقف متباينة من تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، بين مؤيد ومعارض، ومتهم أو مشكك في توصياته، وغيرها من المواقف وردود الفعل الارتجالية المتسرعة، وأقول هنا لا يمكن أن نبني أحكامنا ونتخذ مواقفنا بناءً على مقتطفات نشرت وأذيعت من بنود التقرير، بينما التقرير اشتمل على مئات الصفحات، وعشرات القضايا، وعلى الجميع التمهل والتأني والتثبت، وعدم الاستعجال، منعاً من اتخاذ موقف معين من أية جهة، أو تخوين لأي شخص من دون وجه حق، وعلى جميع الأطراف الابتعاد عن التهويل والمبالغة في ردود الفعل، والحذر من ترويج الإشاعات، وتناقل الأخبار والأحداث من دون تأكد وتحق».

وأكد مطر أن «التقرير سيكون في مصلحة الوطن وأمنه واستقراره، كما أن اللجان التي ستعمل على تطبيق بنود التقرير في أيدي أمينة ونحن نثق بالقيادة وحرصهم على مصلحة الوطن العليا، ونحن بدورنا نطالب بمحاسبة كل من تجاوز الحدود وأخطأ في حق الوطن وأبنائه، كائناً من كان، وزيراً، أو سياسياً، أو معارضاً»

العدد 3367 - الجمعة 25 نوفمبر 2011م الموافق 29 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:30 م

      مواطن

      المشكلة لاتحل من قراءة لجانب واحد لتقرير بسيوني وانما تؤخذ من جميع الجوانب كل طرف ياخذ ما يناسبه من التقرير وتضيع القضية وهذا ليس في مصلحة احد

    • زائر 10 | 8:17 ص

      الحر

      زائر واحد كل المساجد والمآتم التي هدمت كانت غير مرخصه وكانت تضايق أهل السنه ففي مدينة حمد هناك منازل تحولت إلى مآتم وأرصفه تحولت إلى مآتم ولكن لعدم وجود طائفيه عن أهل السنه لزمنا السكوت .ولكن في الآونة الأخيرة ملة الناس من كثر المآتم والصراخ ليل ونهار والشوارع تسكرت فلا تلومون الحكومة ’ لوموا أنفسكم ومن كان يدعم هذه المآتم

    • زائر 8 | 6:16 ص

      الخطباء او العلماء وينكم

      يقع على عاتق الخطباء او العلماء اوشيوخ الدين امر تصفية النفوس للناس ونصيحة التهدئة والتغيير للاحسن لعامة الشعب وهناك ملاحظة لشيوخ الدين الشيعه الكرام بتخفيف التعصب والعناد لديهم في امور كثيرة وارجو عدم فهمي خطا بحرينيه مقهوره حدي

    • زائر 7 | 6:11 ص

      عشت أبا سامي

      وأي لون من ألوان التعذيب والقتل خارج القانون وتعدٍ على الحرمات فهو بمنزلة اعتراف من السلطة.
      قول حق من شيخ جليل له حكمة ومقدرة في تلمس الحقائق.
      سلمت أبا سامي فقولك حق, وتسلم لهذا البلد آمنا ومسالما وجعلك الله هذه الايام مجالس خير بمناسبة عاشوراء الحسين ع

    • زائر 6 | 4:33 ص

      يجب ان تضع رقابة على خطباء المساجد

      للاسف الخطباء لهم باع كبير بوقف الاحتقان المتواجد عالساحة البحرينية
      لذا من واجب جميع شيوخ الدين العوة لوقف الكلمات والسبيبة على طائفة معينة البحرين للجميع وليس لي ولغيري
      الله يحفظ البحرين وشعبها يارب ويجبر قلوب اهالي الشهداء والمعتقلين والمفصولين وكل بيت بحريني ذاق الامرين

    • زائر 5 | 1:42 ص

      الا واحد امس كنت في السوق الشعبي قلت اتسمع وبسطت على الارض فااشفقت عليه

      يوم امس يوم فارق عند خطيب جامع.....صوته واصل لمسافة 5كليومترات عن محيط الجامع صوت متضايق منفعل شتم واواصاف لاتليق برجل دين لن يتفوه بها فمابالك اذا كان ممثلا للشعب؟؟؟ اشفقت عليه وطلبت الهداية للجميع اذا لم يتفق جميع خطباء الجمعة مع تقرير بسيوني

    • زائر 4 | 1:23 ص

      لا اله الا الله

      الحمد لله كل ما حدث هو بعين الله . اللهم ارحم شهداء الوطن وجميع المؤمنين والمؤمنات . الفاتحة

    • زائر 3 | 1:04 ص

      وتعاونو

      اجلسو ياعلماء مع بعضكم وشهر محرم الحرام فرصة لاتعوض

    • زائر 1 | 10:37 م

      تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق

      خطباء الجمعة هل يعقل أن تهدم بيوت الله في بلاد المسلمين ؟؟!!! قال تعالى "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ [خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [البقرة :114
      صدق الله العظيم

اقرأ ايضاً