تقدمت إحدى الكتل في مجلس النواب باقتراح برغبة تطلب فيه مكافأة الأندية الوطنية التي تحقق بطولة الدوري أو الكأس في الألعاب الجماعية (اليد، الطائرة، السلة، القدم) مكافأة قدرها 20 ألف دينار، وقبل الدخول في التفاصيل، فإن المقترح سواء وجد النور أو لم يجده يستحق التقدير لمن تقدم به من حيث المبدأ لا القيمة المادية.
عموما، لا أدري إذا ما كان النواب الذين تقدموا بالمقترح يعلمون أن موازنة كل لعبة من الألعاب الجماعية تساوي نحو 22 ألف دينار في العام الواحد، بمعنى أن المكافأة المطلوبة للبطولة الواحدة تساوي أكثر من 90 في المئة من الموازنة العامة لكل لعبة (...!)، ذلك مفارقة غريبة، ولا يقبلها عقل ومنطق، فعندما يحقق ناد الثنائية (الدوري والكأس) وتصل المكافأة لـ 40 ألف دينار (يا بلاش).
عندما تصل موازنة الأندية لكل لعبة لـ 100 ألف دينار في العام الواحد، من الممكن أن تكون الـ 20 ألف مقبولة من باب النسبة والتناسب، لا أعني مما ذكرته أن من الأولى على النواب الذين تقدموا بالمقترح تقليص المكافأة، بل إن المكافأة وقيمتها ليست أولوية للرياضة الآن، الأولى أن يتبنى النواب مقترحا بزيادة موازنة الأندية بنسبة معينة (أحلم أن تكون 100 في المئة)، فالـ 22 ألف دينار التي تستلمها الأندية لا تساوي قيمة التسوق في برادة (...)!
كنت أعتقد بأن الأندية الوطنية تتلقى دعما حكوميا متفاوتا في كل لعبة بحسب عدد اللاعبين وما إذا كان الاحتراف يطبق فيها أو لا، وتفاجأت بكل أمانة عندما عرفت أن مبلغ الـ 22 ألف لكل لعبة جماعية، لا أدري كيف توضع كرة اليد أو السلة أو الطائرة في كفة متساوية مع كرة القدم التي تستهلك أموالا كثيرة بالنظر لعدد اللاعبين في كل فئة ونظام الاحتراف المعمول به وإن كان شكليا!
عموما، الرياضة في البحرين وإن تشهد تقدما ملحوظا على مستوى الدعم المادي أو المنشآت الرياضية (ما عدا كرة القدم)، فهي بحاجة للمزيد في المستقبل القريب حتى تواكب ما وصلت له الرياضة في الدول المحيطة بنا على أقل تقدير كمرحلة أولى، وهناك حلول يجب الوقوف عندها من قبل المسئولين عن الرياضة لتنمية موازنات الأندية، منها المساعدة في خلق استثمارات للأندية، وكذلك دعوة القطاع الخاص للاستثمار في الرياضة من خلال الأندية.
وأخيرا، أدعو النواب (إذا كان لديهم الوقت الكاف والاهتمام) لتبني القضايا التي تخص الشباب والرياضة داخل قبة البرلمان، فالدورات الرمضانية والصيفية والموسمية لا تقدم ولا تؤخر شيئا، وهي لم تضف إلى الرياضة بقدر ما أضافت لهم (أي السادة النواب).
الجميل في أندية القرى أن علاقة أهلها باللعبة الأولى في القرية علاقة حب وحب متبادل غير طبيعي، فهذه الحالة عاشتها الأجيال السابقة بكل تفاصيلها، إلا أنها هذه العلاقة الجميلة لم تعد كالسابق، لم تكن العلاقة تكمن في حضور التدريبات أو المباريات بل امتدت للمساهمة المادية من أجل اللاعبين، مثل هذه الحالة أتمناها أن تعود من جديد، (ألف تحية لأهل قرية القديح وما يقدمونه لناديهم كما وصلني من محمد عبدالحسين)
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3366 - الخميس 24 نوفمبر 2011م الموافق 28 ذي الحجة 1432هـ